الوسيلة الحادية عشر :
أيضا من الوسائل العامة العمرة في رمضان , فالعمرة في رمضان تعدل حجة أي في ثوابها و مع ذلك يصر كثير من المسلمين أو من الناس إلى أن تكون في العشر الأواخر من رمضان ولا شك أن هذا يضاعف الأجر إلا أننا بالنظر لبعض الأحوال كالغلاء الفاحش مثلاً في المساكن هناك و وجود النساء وتبرجهن والازدحام في الحرم وكثرة المتسكعين بالأسواق المجاورة للحرم و أيضاً ازدحام الناس بشدة كل هذه الظروف تجعلنا نقول لعلنا أن نحرص على العمرة في أوائل أيام شهر رمضان دفعاً لهذه الأمور , ولاشك انه من الأنسب خاصة إذا نظرنا لهذه الظروف أن تبتعد عن العشر الأواخر في العمرة .
ثم أيضاً الذهاب أو قضاء العمرة في العشرين الأولى يتيح لك فرصة استغلال العشر الأواخر بالاعتكاف أو نفع المسلمين أو القيام على الأهل و حاجاتهم و الوالدين والجلوس معهما أو حتى كما ذكرنا بنفع المسلمين في الوقت الذي ارتحل فيه الكثير من الدعاة المصلحين وطلبة العلم عن أحياءهم و تركوا مساجدهم بدون موجه أو مرشد .
الوسيلة الثانية عشر:
من الأفكار و الاقتراحات العامة توجّه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى و الهجر وللدروس والتوجيه وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى , فالوسيلة الأولى فقط في نهاية الأسبوع للتوزيع و إطعام الطعام ولا بأس من خطط كما ذكرنا لكن هذه الفكرة و هذه الوسيلة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك و لإلقاء الدروس و إرشاد الناس و توجيههم فإن الجهل كما ذكرنا هناك عظيم كما تعلمون . فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلى بهم وإن وجدوا فخذ اللحن و الأخطاء الجلية في كتاب الله جل و علا وإن وجدوا أيضاً من يقرأ بهم و يصلى بهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيرا من الأحكام و من الفقه في أمور دينهم .
ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هل مكثوا في المدينة ؟! لا إنما ما تجد مات منهم في المدينة إلا العدد القليل كلهم توجهوا شرقاً و غرباً و شمالاً و جنوباً لبث الدعوة و نشر الإسلام وتفقيه الناس .
فقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر فأقول لا بأس من التعاون بالتناوب بين بعض الشباب لسد هذه الأماكن و حاجاتها و لو في القرية الواحدة و الهجرة الواحدة يتناوب عليها ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو أقل أو أكثر . ولو قامت أيضاً مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالتخطيط و التنظيم لهذه الفكرة و قام المحسنون أيضاً برصد المكافئات المالية لأولئك الشباب المحتسبين لوجدنا و رأينا أثر هذا الأمر على تلك المناطق , وقد سمعت ولله الحمد أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف و شئون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها ألفين ريال .. لمن ؟ لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة سواءاً في داخل المدينة أو في غيرها فما هو عذركم إذا أيها الشباب أمام الله و السبل كلها مهيأة ؟؟؟ .
الوسيلة الثالثة عشر:
و الأخيرة من التوجيهات و الوسائل العامة و هو اقتراح آخر لمكاتب الدعوة أيضاً و عندما أقول لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً سواءاً في المدينة أو في غيرها فأقول هذه الوسيلة أو هذه الفكرة هي استغلال الخميس في كل أسبوع من رمضان و كيف يكون هذا الاستغلال يكون مثلاً في إقامة المحاضرات العامة أو الندوات أو المسابقات الثقافية الكبيرة ..
لماذا الخميس بالذات ؟؟
لأن الناس في أجازة و الناس أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة ثم الناس أيضاً في الخميس تجد أنهم متفرغون لا شغله لهم فيقبلون لا شك على مثل هذه المشاريع عندما يسمعونها و عندما تتبنى لمكاتب الدعوة و يعلن عنها فهل نرى ذلك قريباً إن شاء الله .
توجيهات و أفكار و وسائل لأئمة المساجد :-
و نحن ندخل الآن في توجيهات و أفكار و وسائل لأئمة المساجد و هذه التوجيهات و الأفكار لأئمة المساجد عددها تقريباً أحد عشر وسيلة فلينتبه أئمة المساجد بارك الله فيهم فإن المسئولية عليهم عظيمة , والله أيها الأحبة لو أن أئمة المساجد قاموا بشيء أقل من واجبهم لوجدنا التحول الكبير لا أقول في المدن بل في كل مكان .
ويتصور بعض أئمة المساجد أن الوظيفة هي الصلاة بالناس وينتهي الأمر لا , لا والله , بل إن الأمر عظيم والمسئولية أشد و لذلك على هؤلاء الأخيار أن يتموا هذه العمل ولعل هذه الأمور أن تعينهم إن شاء الله فهذه التوجيهات لأئمة المساجد لاستغلال هذا الشهر المبارك لنفع الناس بكل وسيلة .
الوسيلة الرابعة عشر :
و منها الاهتمام بحديث الصلاة بعد العصر و ذلك بتنويعه و التجديد فيه فتارة مثلا ً بأحكام الصيام و تارة بالرقائق و تارة بأخطاء يقع فيها الناس و تارة بفتح الحوارات مع المصلين والآباء و كبار السن ليس شرط أن يكون الحديث دائم من الإمام و تارة أيضاً باستضافة بعض طلبة العلم أو الدعاة في بعض الأيام .
وأقول لماذا يا أيها الإمام يا من توليت هذه المسئولية , لماذا لا تضع خطة لشهر رمضان خطة كاملة لشهر رمضان في المواضيع و المشاريع التي ستعملها خلال هذا الشهر , بدل اللامبالاة و عدم الاهتمام والتخبط في المواضيع التي يقرأها بعض الأئمة على جماعتهم أو القراءة من أي كتابٍ قريبٍ لديك بدون إعدادٍ ولا تعليقٍ بل تعالى واسمع لكثرة الأخطاء و اللحن في كثير من النصوص , ولا تجزع إذا لم تعط طاعة و إذا لم يكن لك يقدر لك قدر أيها الإمام مادمت لا تبالي ولا تهتم في هؤلاء الناس الذين أمامك , لكن افعل ذلك ستجد التكريم و التقدير من جماعة المسجد والاحترام الذي فرضه عليهم حبك لله تعالى ونشر هذا الدين فضلا عن الأخلاق وما يرونه من نشاط و من عمل تقوم أنت به .
الوسيلة الخامسة عشر:
و هي الثانية بالنسبة للأئمة لم لا يقرأ الإمام على جماعته كتاب الصيام ؟! , كتاب الصيام من أحد كتب الفقه المعتمدة كالزاد مثلا ً أو المغنى أو العُدَّة أو غيرها من كتب الفقه المعتمدة . فالناس بحاجة عظيمة للتفقه في شهرهم وهذا الركن العظيم من أركان الإسلام , فكثيراً ما يجهلون كثيراً من الأحكام , فلماذا لا تأخذ عهداً على أن تبدأ من أول يوم في رمضان إلى آخر يوم في تفصيل كتاب الصيام , ولا بأس من بعض التوجيهات أو الشروح عليه من خلال بعض الشروح الموجودة وليس شرط أن يكون بعد صلاة العصر للمواضيع العامة قد يكون بعد صلاة الفجر خاصة إنه بعد الصلاة , و من أراد أن يجلس يجلس و من أراد أن يذهب يذهب و لو لم يبق بعد صلاة الفجر إلا واحد أو اثنين معك لكفى تفقيه للنفس وجلوس في المسجد إلى شروق الشمس وعلم ينتفع به أو بعد صلاة الظهر أو ما شئت من الأوقات و لكن هذا مجرد اقتراح فنسأل الله أن نراه أيضاً قريبا في مساجدنا من خلال أئمتنا .
الوسيلة السادسة عشر:
أيضا وسيلة سادسة عشر وضع صندوق للفتاوى و الأسئلة عند الرجال و النساء خاصة في هذا الشهر ثم جمعها و إعداد الإجابات عليها كل فترة , فان لدى الناس كثير من الأسئلة لتفقيههم في أمور دينهم لكنهم لا يجدون من يسألون أو يتهاونون و يتكاسلون في ذلك , ومثل هذه الصناديق لا شك إن شاء الله إنها ستكون عوناً و مُيسراً لهم لكثير من المسائل والاستفسارات , وجرِّب هذا و ستجد أثر ذلك لاشك من خلال جمع الأسئلة و الاستشارات من خلال هذه الصناديق .
الوسيلة السابعة عشر:
الاهتمام بلوحة الإعلانات و التوجيهات للمسجد , أقول الاهتمام بها و التجديد فيها و الإثارة بالمواضيع و الدعاية و الإعلان الملون و غيره , فإن هذه من أهم الوسائل لتنبيه وتفقيه الناس .
الوسيلة الثامنة عشر:
توزيع الأشرطة و الكتيبات و لو ليوم واحد في الأسبوع واستغلال المناسبات التي يكثر فيها المصلين وإن لم يكن هذا دائماً وفي كل أسبوع فما أقل إذاً أن تقدم هدية تسمى بهدية رمضان لأهل الحي مكونة من شريط ورسالة أو كتيب و بعض الأحكام والنشرات للعلماء الموثوق بهم ترسل إلى بيوت الأحياء بمعنون لها بهدية رمضان.
الوسيلة التاسعة عشر:
إقامة مسابقة الأسرة المسلمة و تعلن في بداية شهر رمضان و توزع الجوائز في آخر ليلة و هي ليلة العيد و سيأتي أيضاً بعض من هذه الاقتراحات التي إن شاء الله سنجمعها ليلة العيد .
فأقول لماذا نجعل وسائل الإعلام من جرائد و مجلات وتلفاز وغيرها تسيطر على عقول وأفكار بناتنا وإخواننا وشبابنا , بأسئلة أنتم أعلم بها . فانظروا للجرائد و انظروا و اسمعوا الأسئلة التي تذاع في وسائل الإعلام بأنواعها ستجدون عجباً لصرف الناس عن أمر دينهم إلا من بعض الأسئلة , فأقول لماذا لا يستغل المسجد أيضا لطرح مثل هذه المسابقات بعنوان مسابقة الأسرة المسلمة , توزع على أهل الحي و يشارك فيها الجميع كباراً و صغاراً رجالاً و نساء , ثم تعلن النتائج في آخر ليلة من رمضان , ولا بأس أن يشارك أئمة أو من المأمومين من الناس في الحى أو في المسجد كلٌ بما يستطيع هذا بإعداد الأسئلة , وهذا بتوزيعها من الصغار , وبعض التجار و المحسنين لرصد مبالغ للجوائز في ليلة رمضان وهكذا يتكاتف المسلمون في إحياء شهرهم وأيضا في تحريك وتوجيه وتفقيه أولادهم و بناتهم .
الوسيلة العشرون :
استضافة بعض الدعاة و طلبة العلم في بعض الأحيان لتوجيه الكلمات اليسيرة لبضع دقائق , و ذلك كبعد التراويح مثلاً أو بعد صلاة العصر أو غيرها من الأوقات.
الوسيلة الحادية والعشرون :
دعوة أهل الحي للاعتكاف ولو ليوم واحد , دعوة أهل الحي أو جماعة المسجد للاعتكاف ولو ليوم واحد لإحياء هذه السنة وللألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد , فيحدد يوم في بداية العشر يقال لجماعة المسجد من أراد أن يشارك في الاعتكاف فإننا إن شاء الله ننوي أن نعتكف في مسجدنا ليلة كذا فإن هذا فيه خير عظيم .
الوسيلة الثانية والعشرون:
أيضاً دعوة أهل الحي و جماعة المسجد للإفطار في المسجد و لو ليوم أيضاً واحد خلال الشهر فإن هذا يزيد الألفة و الترابط و المحبة بين جماعة المسجد
الوسيلة الثالثة والعشرون:
اغتنام فرصة وجود المتأخرين عن صلاة الجماعة أي المتأخرين في غير رمضان لأنهم يقدمون على الصلاة في رمضان و للأسف فأقول أي للأسف أنهم لا يصلون إلا في رمضان وبئس رجل لا يعرف الله إلا في رمضان . فأقول اغتنام فرصة وجود هؤلاء والذين لا نراهم إلا في رمضان وذلك بكثرة السلام , عليهم بالتودد لهم , بزيارتهم , بإهدائهم بعض الهدايا و ذلك لإبعاد الوحشة والنفرة التي يظنونها أو يوقعها الشيطان في قلوبهم .
الوسيلة الرابعة والعشرون:
إقامة حفل مصغر بمناسبة العيد لأهل الحي ليكن مثلاً في ليلة العيد أو في أي وقت يراه الجماعة مناسباً لأهل الحي , توزّع في جوائز المسابقات المعلنة والتي ذكرنا منها شيئاً وسنذكر بعد قليل أيضاً شيئاً منها , والهدايا على الصغار والكبار ولاشك أن مثل إقامة هذا الأمر أيضاً ستجد فيه إحياء لأهل الحي وترابطاً عجيباً وألفة ومحبة بين جماعة المسجد الواحد .
وسائل وأفكار وتوجيهات للاهتمام بالقرآن