أنت مع فلان وأنا مع فلان
الشيخ محمد ابن عثيمين
رحمه الله
قال الشيخ محمد رحمه الله في التعليق على القواعد الحسان لشيخه عبد الرحمن بن سعدي رحمهما الله القاعدة الخامسة والأربعين: (198-199)
• ... وأشد من ذلك ما يسلكه بعض النَّاس الظَّلمة والعياذ بالله الذين هم في الحقيقة من أعداء الإسلام، أولائك الذين يَشُون بين العلماء بعضهم مع بعض، و يأتون إلى فلان يقولون: أرأيت فلانا ماذا قال ! قال هذا الكلام المنكر
وربما يقولون: قال فيك كذا وكذا وهو لم يقل
كل هَذِهِ الأمور الَّتِيْ هي إفساد وليست إصلاحا
• وهؤلاء الذين يَشُون بين أهل العلم، ويوقعون بينهم العداوة والبغضاء، والأخذ والرَّدّ في أمور يسع المسلمين الخلاف فيها؛ لكونها أمورا اجتهاديَّة مبنيَّة على الاجتهاد، هؤلاء في الحقيقة من أعداء المسلمين، هم يظنون أنهم مصلحون، وهم مفسدون، لأن إضعاف جانب حملة الشَّرع هو إضعاف لجانب الشَّرع، فإذا أضعفنا حملة الشَّرع وجعلناهم خصماء فيما بينهم، فمعنى ذلك أنَّنا أضعفنا الشَّرع كلَّة، وصار النَّاس لا يثقون بأحد، كلما أراد أحد أن يحتجَّ بقول عالم من علماء المسلمين!
قالوا: انظر ماذا قال، تكلَّم فيه فلان، وانظر ماذا أحدث، وانظر ردَّ فلان عليه !
• وهذا لا شكَّ أنَّه أمر منكر، وأن هَذَا من وحي الشَّيطان لهؤلاء الأغرار الذين نعتبرهم صغار العقول وسفهاء الأحلام.
• فالواجب على المسلمين إذا رأوا تصدعا بينهم، ولا سيما بين علمائهم أن يقوموا بالإصلاح ورأب الصَّدع وجمع الكلمة، حتى يكون النَّاس أمَّة واحدة {إن هَذِهِ أمتكم أمَّة واحدة}
• وأنتم أيها الشَّباب عليكم إذا رأيتم مثل هؤلاء المفسدين أن تحذِّروا النَّاس منهم ومن طريقتهم، وتبيِّنوا أن هؤلاء من أشدِّ النَّاس ضررا؛ ليس على الشَّخص الَّذِيْ يهاجمونه فحسب، ولكن على المسلمين وعلى الإسلام، أمَّا هم فقد ضلَّ سعيهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والعياذ بالله .
• فالواجب علينا أن نصلح ما استطعنا، ومع ذلك فإنه يجب علينا أن نقول كلمة الحق، ويمكن إظهار كلمة الحق بأن يقول الإنسان الحق دون أن يتعرَّض للطعن في شخص معيِّن
• فلا يلزم أن نطعن في شخص، بل إذا قال الإنسان الحقَّ، وبيَّنه بأدلَّته النقليَّة والعقليَّة، عرف النَّاس فساد ضدِّه، وبقيت الأمور ليس فيها تحزُّب، وليس فيها تكتُّل، وليس فيها أنت مع فلان، وأنا مع فلان، كما هو حادث في بعض البلدان.
• نسأل الله السلامة والعافية