التشبيه النبوي للمؤمن مع أخيه بـ (المِرآة) ,,الشيخ المحدث علي حسن الحلبي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التشبيه النبوي للمؤمن مع أخيه بـ (المِرآة) ,,الشيخ المحدث علي حسن الحلبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-28, 23:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أسد الرمال1
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أسد الرمال1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي التشبيه النبوي للمؤمن مع أخيه بـ (المِرآة) ,,الشيخ المحدث علي حسن الحلبي

المِرقاة

إلى معرفة وجوه التشبيه النبوي للمؤمن مع أخيه بـ (المِرآة)..


أخوّة الدين تقتضي إحسانَ الظن بأخيك ، والتماسَ الأعذار له ، وسترَ عيبه ، وصَوْنَ عِرضه ، ونصحَه بنيّة إصلاحِه ، والأخذِ بيده .

وقد صوّر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأخوّةَ الإيمانيةَ بقوله : «المؤمن مرآة المؤمن ، يَكُفُّ عليه ضَيعتَه ، ويحوطه مِن ورائه ».

وفي هذا الحديث –على وَجازته- وقفاتٌ بلاغيةٌ شرعيةٌ عظيمةٌ.. تدفعنا -حثيثاً- لتأمّل دقائقِ معانيه ، واستنباط عميقِ خوافيه.

فوجوهُ الشبَه بين المؤمن والمِرآة كثيرة ، وفيها تجلّت جوامعُ الكَلِم ، ومَفاتِحُ الحِكم - التي أُوتِيَها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فمِن أسرار هذا التشبيه البليغ ما يلي :

1- أنّ المؤمن يُري أخاه عيوبَه التي لا يُمكنه أن يراها من نفسه ؛ كما أن كثيراً من أعضاء الجسد وعيوب البدن لا يُمكن رؤيتُها إلا بالمرآة:

فيُعلّمك أخوك المؤمن إذا جَهِلتَ ، ويُذكّرك إذا نسيتَ ، وينبّهك إذا غَفِلتَ ، ويصوّبك إذا أخطأتَ .

2- والمرآة صادقةٌ فيما تعكسُه مِن هيئتك :

وكذلك المؤمن صادقٌ معك ، لا يحمل تُجاهَك غِلاًّ ولا غِشّاً ؛ يُريك حسناتِك ويشكرك عليها ، ويُريك سيئاتِك وينبّهك إليها .


3-وهو يُريه عيوبَه كما هي -دون تهويل أو تضخيم- :
والمرآة إنما تُريك ما في بدنك نفسَه - دون زيادةٍ - ؛ إلا إذا كان الخللُ في المرآة -نفسها- .

4- أنّ المرآة صافيةٌ ناصعةٌ :

كصفاء قلب المؤمن في إخلاصِه لنصيحة أخيه وحبّ الخير له .

وكذلك مَن اجتمع فيه خلائقُ الإيمان ، وتكاملت عنده آدابُ الإسلام ، ثم تجوهر باطنُه عن أخلاق النفس : ترقّى قلبُه إلى ذروة الإحسان ، فيصيرُ لصفائه كالمرآة :

إذا نظر إليه المؤمنون رأَوْا قبائحَ أحوالهم في صفاء حاله ، وسوءَ آدابهم في حُسن شمائلِه .

5- كما أنّ المرآة بالِغةُ النعومة في مَلْمَسِها :

ومِثلُها : نعومة ذلك الأخ - في تعاملِه ، وكلامه ، ونصيحته- .

6- أنّ المرآة صامتةٌ ؛ تُريك ما في بدنك بصمت :

وهكذا المؤمنُ الناصحُ الصادقُ : ينصحك ولا يفضحك ، يُخافتك ويهمس في أُذُنك بخطئك ؛ فلا تسمعه أذنك الأخرى .

7- إذا ابتعدتَ عن المرآة : زالت صورتك :

وهكذا المؤمن - إذا غبت عنه - : كتم سرَّك ، ولم يهتك سترَك ، بل تناسى عيبَك ، ولم يقلِّب في قلبِه ذنبَك .

8- المرآة مِن خاصّةِ الإنسان ، ومن مقتنياتِه التي يحتفظ بها :

وكذلك الأخ المؤمنُ الصالحُ الناصحُ ؛ مما ينبغي أن يُقتنى ويحتفظ بودِّه وخُلّته .

9- أنّ المرآة مِن أهمّ وسائل الزينة ، بل لا يَكاد يتمُّ التزيُّن إلا بها :

وهكذا لا يتمُّ تزيُّنُ المؤمنِ في حياته إلا بأخٍ له ، تتلاقَحُ معه أوصافُهما ، وتتكامَلُ أخلاقُهما .

10- المرآة بالِغةُ الحساسِيّة ؛ فهي تحتاجُ إلى رعايةٍ خاصةٍ لتحتفظَ بنقائها ، وتَسْلَمُ من انكسارها :

فكذلك في تعاملِك مع أخيك المؤمنِ ؛ لابد مِن مراعاته ، فلا تأتيه إلا بما تحبُّ أن يأتيَك .

11- أنّك كلَّما نظرتَ إلى المرآة : لا ترى إلا نفسَك ، فلو اجتهدتَ لأن ترى جِرْمَ المرآة : لرأيتَ نفسَك :

وكذلك أنت مع أخيك: منشغلٌ بنفسِك ، وإصلاحِ خللِها ، وإكمالِ نقصِها عن تتبُّع إخفاقاتِ أخيك ، وزلّاته ، وسَقَطاتِه .

12-أنّ المرآة لا تُريك إلا الموضعَ الذي تحتاجُه منها ، فلا تتتبّع المواضعَ الأخرى:

وهكذا المؤمنُ مع أخيه ؛ يُغْضي عنه ، ولا يَستقصي له ؛ كما قال رَجاءُ بنُ حَيْوَة : ( مَن عاتب إخوانَه على كل شيء : كَثُرَ أعداؤه ) .

وقال بشّار بن بُرْد :


إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً *** صَديقَكَ لَم تَلْقَ الَّذي لا تُعاتِبُهْ


فَعِشْ واحِداً أَو صِلْ أَخاكَ فَإِنَّهُ *** مُفارِقُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُهْ


إِذا أَنتَ لَم تَشرَبْ مِراراً عَلى القَذى *** ظَمِئْتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفُو مَشارِبُهْ


13-أنّ المرآة لا تطّلعُ إلا على الظاهرِ ؛ فلا سبيلَ لها إلى الباطنِ :

وهكذا هذا المؤمنُ : يعاملُ أخاه بظاهرِه ، ولا يتكلّفُ الخوضَ في باطنه ، ولا يطعنُ في نيّته ؛ فضلاً عن صدقشه وإيمانِه .

...والله الموفّق -بفضله-وحدّه- إلى كل خير..

فبربّكم:

أين نحن من بعض هذه المعاني العاليات الغاليات!؟








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc