(( تَرْغِيبُ المَظْلُومِين فِي العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيئِين )) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

(( تَرْغِيبُ المَظْلُومِين فِي العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيئِين ))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-30, 08:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










B11 (( تَرْغِيبُ المَظْلُومِين فِي العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيئِين ))

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تَرْغِيبُ المَظْلُومِين فِي العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيئِين



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه .
أمَّا بعد : فإنَّ العفو عن المُسِيء ، والصَّفحَ عنهُ ، والتجاوُز عن إسَاءَتِهِ ؛ خَصْلَةٌ عَظِيمَة مِن خِصَالِ الدِّينِ ، وخَلَّة مُبَارَكَة ، جاء في الوحيين التنويه بها ، والحَثُّ عليها ، فحريٌّ بنا
أن نقف مع أنفسنا وقفةً صادقة ، نتأمل فيها ما ورد من نصوص مباركة ، لنتفيء ظلالها ، ونتأمل في واقعنا وحقيقة حالنا مع هاتين الخصلتين العظيمتين ، اللتين لا تنهض لفعلهما
إلا القلوب الصادقة ، والنفوس الكبيرة ، المُعَانَةُ مِن الله بالتسديد والتوفيق .

فالعَفْوُ : هو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه (1) ؛ والصَّفْحُ : هو تَرْكُ التَّأْنِيب ، وهو أَبْلَغُ من العَفْوِ ، فقد يَعْفُو الإنسان ولا يصفح (2) ، ويدلُّ على أن الصفح أبلغ من العفو
؛ قوله تعالى : { فَا عْفُوا وَاصْفَحُوا } [ البقرة :109] ؛ ترقياً في الأمر بمكارم الأخلاق من الحَسَنِ إلى الأحْسَنِ ، ومن الفَضْلِ إلى الأفْضَلِ (3) ؛ والفرق بَينَهما ؛ أنّ العَفْو : ترك
المؤاخذة بالذنب ، والصَّفح : إزالة أثرهِ من النفس (4) .

ومن صفات الله تعالى العَفْوُ مَعَ القدرَةِ - على الانتقام – وكَفَى بذلك حَثّاً عليه (5) ؛ كما قال تعالى : { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } [ النساء :149] ؛ فقد جمع الله هنا بين العفوّ والقدير
لأن كمال العفو أن يكون عن قدرة ، أما العفو الذي يكون عن عجز ؛ فهذا لا يمدح فاعله ؛ لأنه عاجز عن الأخذ بالثأر ، وأما العفو الذي لا يكون مع قدرة ؛ فقد يمدح لكنه ليس عفواً
كاملاً ، بل العفو الكامل ما كان عن قدرة (6) .

وعَفْوُ اللهِ نَوعَانِ : عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم ، بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها ، والمقتضية لقطع النعم عنهم ، فهم يؤذونه بالسَّبِّ والشِّرك وغيرها من
أصناف المخالفات ، وهو يعافيهم ويرزقهم ويدرُّ عليهم النّعم الظاهرة و الباطنة ، ويبسط لهم الدّنيا ، ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ، ويمهلهم بعفوه وحلمه سبحانه وإن كان لا يهملهم .
وعفوه الخاص ، ومغفرته الخاصّة للتائبين والمستغفرين والدّاعين والعابدين ، والمصابين بالمصائب المحتسبين ، فكل من تاب إليه توبة نصوحا - وهي الخالصة لوجه الله العامة
الشاملة التي لا يصحبها تردُّد ولا إصرار - فإن الله يغفر له من أيّ ذنب كان ، مِن كفر وفسوق وعصيان ، وكلّها داخلة في قوله تعالى : { قُلْ يا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ
لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر : 53]
(7) .

ومن أسماء الله الحسنى العَفُوّ : وهو الذي يمحو السيِّئات ، ويتجاوز عن المعاصي (8) ؛ ويدعى الله باسمه العَفُوُّ دعاء مسألة ودعاء عبادة ؛ لقوله تعالى : { وَللَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا } [ الأعراف : 180]
.

فدُعَاءَ المَسْألة : كدعاء ليلة القدر ؛ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي (9) ، ودعاء العبادة : هو تأثر العبد في عبادته بتوحيد الله في اسمه العفو ، فيعفو عن الظالمين
وييسر على المعسرين ، ويعرض عن الجاهلين ، طلبا لعفو الله ربّ العالمين .

والله يُحِبُّ أسْمَاءهُ وصِفَاته ، ويُحِبُّ مِنْ خَلقِهِ مَنْ تَخَلَّقَ بِهَا ؛ فأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ، و أبغض خلقه إليه من عطلها ، أو اتصف بضدها ، وهذا شأن أسمائه
الحسنى ، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها ، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها ، فكلُّ ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ، وكلُّ ما يبغضه فهو مما يُضادُّها
وينافيها (10) .

والله أمَرَ نبيهُ محمداً - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلام - بالعَفْوِ والصَّفْحِ ؛ بقوله : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [ الحجر :85 ] ؛ فأمَرَه اللهُ بأن يصفح عمن أساء الصفح الجميل ؛ أي : بالحلم
والإغضاء ، وأمْرُهُ – عليه الصلاة والسلام - يَشمَل حُكْمُهُ الأمَّة ، لأنه قدوتهم والمُشرِّعُ لهم (11) .

وقال تعالى : { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ } [ الزخرف : 89 ] ؛ أي : اصفح عن ما يأتيك من أذيتهم القولية والفعلية ، واعف عنهم ، ولا يبدر منك لهم إلا السلام الذي يُقَابِلُ به أولو
الألباب والبصائر الجاهلين .

فامتثل - عليه الصلاة والسلام - لأمر ربه ، وتلقى ما يصدر إليه من قومه وغيرهم من الأذى ، بالعفو والصفح ، ولم يقابلهم عليه إلا بالإحسان إليهم ، والخطاب الجميل ؛ فصلوات
اللّه وسلامه على من خصَّهُ اللّه بالخلق العظيم الذي فَضَلَ بهِ أهل الأرض والسماء ، وارتفع به أعلى من كواكب الجوزاء (12) .

ولقد وصفته عائشة - رضي الله عنها – بقولها : لا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح (13) ، وجاء وصفه في التوراة : { وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ }
(14) ، ومكتوب في الإنجيل : { ولا يجزي بالسيئة مثلها بل يعفو ويصفح } (15) .

ومن صور عفوه – عليه الصلاة والسلام – عن المسيئين إليه ؛ عفوه عن غَوْرَث بن
الحارث ؛ الذي أراد الفتك بالنبي – عليه الصلاة والسلام - حينما أخذ سيفه وهو نائم ، فاستيقظ - عليه الصلاة والسلام - و غَوْرَثُ قَائمٌ عَلَى رَأْسِه بِالسَّيْفِ ، فقَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي
؟ فقَالَ - عليه الصلاة والسلام - اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وقَالَ له : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ فقَال : كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ ؛ فلم يعاقبه وعفا
عنه (16) ، وكذلك عفوه عن زينب اليهودية ؛ التي أتت له بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ يوم خيبر، فأَكَلَ مِنْهَا ، وأخبرهُ الذراع بذلك ، فَجِيءَ بِهَا ، وأقَرَّت بذلك ؛ فَقِيلَ له : أَلَا نَقْتُلُهَا ؟ فقال : لَا
وأطلقها - عليه الصلاة والسلام - ولمّا مَاتَ منهُ ؛ بشر بن البراء ، قتلها به (17) .

فتأمل هذه الجريمة : المرأة يهوديّة ، وليسَتْ مُسْلمَة ، ووَضَعَتْ لَهُ سُمّاً لقتلِهِ ، وأقَرَّت بذلك
ثم تأمل سعة العفو ، والصفح ، والاحتمَال العظيم ، حينما قيل له : ألا نقتلها ؟ فقال : لا ، عَفا عنها وصَفح ؛ لأنه ما كان ينتقم لنفسه - عليه الصلاة والسلام - واليوم ضَعُفَت أخْلاقنا
في مُسَامَحَةِ إخواننَا المُسْلمين في أخطاءَ يَسِيرَة جِدًّا ؛ لَا الخَطأ مِثلُ الخَطأ ، ولَا الشّخص مِثل الشّخص (18) .

فإذا كان محمد – عليه الصلاة والسلام - خَيرَ خَلقِ الله ، وأكرمهم على الله ، لم يَنتقِمْ لنفسِه ، مع أنّ أَذَاهُ أَذَى الله ، ويتعلّقُ به حقوق الدين ، ونفسهُ أشرفُ الأنفُس وأزكاها وأبرُّها
وأبعدُها من كلّ خُلُقٍ مذمومٍ ، وأحقُّها بكل خُلُقٍ جميلٍ ، ومع هذا لم يكن يَنتقِم لها ، فكيف يَنتقِمُ أحَدُنَا لنفسِه التي هو أعلم بها ، وبما فيها من الشرور والعيوب ، بل الرجل العارف
لا تُساوِي نفسُه عنده أن ينتقم لها ، ولا قَدْرَ لهَا عندهُ يُوجِبُ عليه انتصارَهُ لهَا
(19) .

والله أمر المؤمنين بالعَفْوِ والصَّفْحِ ، ورغبهم في ذلك ترغيبا عظيما ؛ فقال تعالى : { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور : 22] ؛ فهذا أمر من الله
للمؤمنين إذا أساء إليهم بعض إخوانهم المسلمين أن يعفوا عن إساءتهم و يصفحوا (20) ؛ ثم ذَكَرَ سُبحانهُ تَرْغِيباً عَظِيماً لِمَنْ عَفَا وصَفَحَ فقال : { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } ؛ أي :
بسبب عفوكم وصفحكم عن الفاعلين للإساءة عليكم ؛ { وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ؛ أي : كثير المغفرة والرحمة لعباده ، مع كثرة ذنوبهم ؛ فكيف لا يقتدي العباد بربهم في العفو والصفح
عن المسيئين إليهم ؟ (21) .

ومن أنواع العفو والصفح عن المسيئين :
أولا : العفوُ والصفح فِي مُقَابَلةِ الأذى فِي الدَّينِ ؛ كما قال تعالى : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا
وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ البقرة :109]
.

فالعبد إن أُوذِي على ما فعلَه لله ، أو على ما أُمِرَ به من طاعتِه وما نُهِي عنه من معصيتِه ، وجبَ عليه الصبرُ ، ولم يكن له الانتقام ، فإنّه قد أوذِي في الله فأجرُه على الله ؛ ولهذا لمّا
كان المجاهدون في سبيل الله ذهبتْ دماؤهم وأموالُهم في الله لم تكن مضمونةً ، فإنّ الله اشترى منهم أنفسهم وأموالهم ، فالثمن على الله لا على الخلق ، فمن طلبَ الثمنَ منهم لم
يكن له على الله ثمنٌ ، فإنه من كان في الله تَلَفُه كان على الله خَلَفُه (22) .

ثانيا : العَفوُ فِي مُقَابَلَةِ أذى القتل وسَفْكِ الدَّمِ ؛ كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ
شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } [ البقرة :178]
؛ فقوله : { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ } ؛ فيه ترقيق وحَثٌّ على العفو إلى الدِّيَةِ ، وأحسن من ذلك العفو مَجَّانا (23) ، لأنَّ
من ترك القصاص وأصلح بينه وبين الظالم بالعفو { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } ؛ أي : إن الله يأجره على ذلك (24) .

ثالثا : العَفوُ والصّفحُ فِي مُقابَلةِ الأذَى فِي العِرضِ ، و كذلك العفو عن الأقارب ؛ كما قال تعالى : { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ النور : 22]
؛ فهذه الآية نزلت في أبي بكر الصدِّيق – رضي الله عنه - حين حلف ألّا ينفع مِسْطَح
بن أثاثة بنافعة ؛ بعدما قال في عائشة - رضي الله عنها - ما قال .

فلما أنزل الله براءةَ أم المؤمنين عائشة ، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت ، وتاب الله على مَن كان تكلم من المؤمنين في ذلك ، وأقيم الحد على مَن أقيم عليه ؛ شَرَع - تبارك وتعالى -
وله الفضل والمنة ، يعطفُ الصدِّيق على قريبه ونسيبه ، وهو مِسْطَح بن أثاثة ، فإنه كان ابن خالة الصديق ، وكان مسكينًا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر ، وكان من المهاجرين
في سبيل الله ، وقد وَلَق وَلْقَة (25) تاب الله عليه منها ، وضُرب الحد عليها ، وكان الصديق - رضي الله عنه - معروفًا بالمعروف ، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب ، فلما
نزلت هذه الآية إلى قوله : { أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ؛ أي : فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك ، نغفر لك ، وكما تصفح ، نصفح عنك
؛ فعند ذلك قال الصديق : بلى ، والله إنا نحب - يا ربنا- أن تغفر لنا ؛ ثم رَجَع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة ، وقال : والله لا أنزعها منه أبدًا ، في مقابلة ما كان قال : والله لا أنفعه
بنافعة أبدًا ، فلهذا كان الصدّيق هو الصديق - رضي الله عنه - وعن بنته (26) .

رابعا : العَفْوُ والصَّفحُ في مُقابَلةِ الأذى مِن الإخوَةِ ؛ ومن ذلك ما حصل ليوسف - عليه الصلاة والسلام - من إخوته ، من رميه في البئر ، و بيعه بثمن بخس ، وما لقي من كيد
النساء ، ومن الحبس في السجن ؛ ثم لمّا رَفَعَ الله ذكره ، وأعلى كلمته ، وجَعلهُ على خزائن الأرض .

قال له إخوته : { تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا } ؛ أي : فضلك علينا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ، وأسأنا إليك غاية الإساءة ، وحرصنا على إيصال الأذى إليك ، والتبعيد لك عن أبيك
، فآثرك الله تعالى ومكنك مما تريد { وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ } ؛ وهذا غاية الاعتراف منهم بالجرم الحاصل منهم على يوسف – عليه السلام - ثم { قَالَ } لهم كرما وجودا :
{ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ }
؛ أي : لا أثرب عليكم ولا ألومكم { يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } ؛ فسمح لهم سماحا تاما ، من غير تعيير لهم على ذكر الذنب السابق ، ودعا لهم
بالمغفرة والرحمة ، وهذا نهاية الإحسان ، الذي لا يتأتى إلا من خواص الخلق وخيار المصطفين (27) .

خامسا : العَفْوُ والصَّفحُ في مُقابَلةِ الأذى من الزَّوجَةِ و الأولاد ؛ كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ التغابن :14]
؛ لمّا كان النهي عن طاعة الأزواج والأولاد فيما هو ضرر على العبد ، والتحذير من ذلك قد يُوهِمُ الغلظة عليهم وعقابهم ؛ أمر تعالى بالحذر
منهم ، والصفح عنهم والعفو ، لأن في ذلك من المصالح ما لا يمكن حصره ، فقال : { وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ؛ لأن الجزاء من جنس العمل ؛ فمن عفا عفا
الله عنه ، ومن صفح صفح الله عنه ، ومن غفر غفر الله له ، ومن عامل الله فيما يحب
وعامل عباده كما يحبون ، ونفعهم ، نال محبة الله ومحبة عباده ، واستوثق له أمره (28) ؛ فعداوة الزوجة والأولاد ؛ لا ينبغي أن تقابل إلا بالعفو والصفح والغفران ، لأن ذلك يخفف
أو يذهب أو يجنب الزوج والوالد نتائج هذا العداء ، وأنه خير من المُشَاحَّةِ والخِصَام (29) .

سادسا : العَفْوُ عَنِ الخَادِمِ ؛ فقد جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال : يا رسول الله ، كم نعفو عن الخادم ؟ فصمت ، ثم أعاد عليه الكلام ، فصمت ، فلما كان في
الثالثة ، قال : أعفو عنه في كل يوم سبعين مرة (30) ؛ أي : أنه يُعْفَى عنهُ ، ويُكَرَّرُ العَفوُ عنهُ ، ولو بَلغَ سَبعينَ مَرّة ، وهذا يَدُلُّ عَلى أنهُ ليسَ هُناكَ تَحْدِيد أنه يعفُو عنه مرة ، أو
مرتين ، أو ثلاثاً ، أو أربعاً ، أو خمساً ، وإنما يعفو عنه باستمرار (31) .

سابعا : العَفْوُ في مُقابَلةِ أذى الجَاهِلِينَ ؛ كما قال تعالى : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } [ الفرقان :63 ] ؛ أي : إذا سَفه عليهم الجُهَّالُ بالسّيئ ، لم يقابلوهم عليه بمثله
بل يعفون ويصفحون ، ولا يقولون إلا خيرًا ، كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما (32) .

وكما قال تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ الأعراف : 199-200 ] ؛ فبين الله في
هذه الآية الكريمة ما ينبغي أن يعامل به الجَهَلَةُ من شياطين الإنس والجن : فبين أن شيطان الإنس يعامل باللين ، وأخذ العفو ، والإعراض عن جهله ، وإساءته ، وأن شيطان الجن لا
منجى منه إلا بالاستعاذة بالله منه (33) .

ثامنا : العَفوُ والصّفحُ عِندَ الغَضَبِ ؛ كما قال تعالى : { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [ الشورى : 37] ؛ أي : قد تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ، فصار الحلم لهم سجية
وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا أغضبهم أحد بمقاله أو فعاله ، كظموا ذلك الغضب فلم ينفذوه ، بل غفروه ، ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح (34) .

ومن الفضائل التي وردت في العفو والصفح عن المسيئين :
أولا : أنَّ الله أبْهَمَ أجْرَ العَفْو ؛ في قوله : { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [ الشورى :40] ؛ تعظيما لشأنه وتنبيها على جلالته (35) ؛ وفي جعل أجر العافي على الله ما يُهَيِّجُ على العفو
وأن يُعامِل العبد الخلق بما يحب أن يُعَامِلهُ الله به ، فكما يحب أن يعفو الله عنه ، فَلْيَعْفُ عنهم ، وكما يحب أن يسامحه الله ، فليسامحهم ، فإن الجزاء من جنس العمل (36) .

ثانيا : أنّ مَنْ عَفَا لله عَفَا اللهُ عَنْهُ ؛ كما قال تعالى : { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } [ النساء :149] ؛ أي : تعفوا عمن ساءكم في أبدانكم
وأموالكم وأعراضكم ، فتسمحوا عنه ، فإن الجزاء من جنس العمل ؛ فمن عفا لله عفا الله عنه ، ومن أحسن ، أحسن الله إليه (37) .

ثالثا : أنّ أهل العفو أقرب إلى تقوى الله ؛ كما قال تعالى : { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [ البقرة :237] ؛ فاللام هنا بمعنى - إلى ، أي : أقرب إلى التقوى (38) .
رابعا : أنّ العَفْوُ والصَّفْحُ بَابٌ مِن أبْوَابِ الإحْسَانِ ؛ وصِفَةٌ مِن صِفَاتِ أهْلِ الجِنَانِ ؛ كما قال تعالى : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ المائدة :13] ؛ وقال تعالى :
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاواتُ وَ الأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
} [ آل عمران :133-134]
؛ فكظم الغيط والعفو عن الناس ، من صفات أهل الجنة ، وكفى بذلك حثاً على ذلك ؛ و ذلك من الإحسان الذي يحب الله المتصفين به (39) .

خامسا : أنّ العَفوُ والصَّفحُ من مُوجِبَاتِ غفران الذنوب ؛ كما قال تعالى : { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور : 22] ؛ فقد دلَّتِ الآية
على أن العفو والصفح عن المسيء المسلم ، من موجبات غفران الذنوب ، والجزاء من جنس العمل (40) .

سادسا : أنّ العبد يزداد بالعَفوِ والصَّفحِ عِزّاً ورِفعَةً ومَكَانَةً ؛ لَا كَمَا يَتَوَهَّمُ البَعْضُ أنّهُ ذُلٌّ وَمَهَانَةٌ ؛ كما قال – عليه الصلاة والسلام : وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا (41) ؛ فالعفو عن
جنايات المسيئين بأقوالهم وأفعالهم ؛ لا يتوهم منه الذلّ ، بل هو عين العز ، فإن العزّ هو الرفعة عند الله وعند خلقه ، مع القدرة على قهر الخصوم والأعداء (42) ، وهذا العز ؛ إمّا
رفعة في الدنيا ، فإن من عرف بالعفو سَادَ وعَظمَ في القلوب ، وَزَادَ عِزّه وَإِكْرَامه ، وإمّا في الآخرة ؛ بأن يعظم ثوابه و أَجْره فِي الْآخِرَة ويكون عِزّه هُنَاكَ (43) ؛ أو فيهما (44) .

معلوم ما يحصل للعافي من الخير والثناء عند الخلق ، وانقلاب العدو صديقا ، وانقلاب الناس مع العافي ، ونصرتهم له بالقول والفعل على خصمه ، ومعاملة الله له من جنس عمله
فإن من عفا عن عباد الله ، عفا الله عنه (45) ؛ وما انتقم أحد قَطُّ لنفسه إلاّ أورثَه ذلك ذُلاًّ يجده في نفسه ، فإذا عَفا أعزَّه الله ، والعزّ الحاصل له بالعفو أحبّ إليه وأنفع له من الَعزّ
الحاصل له بالانتقام ، فإنّ هذا عِزٌّ في الظاهر ، وهو يُورِث في الباطن ذُلاًّ ، والعفوُ ذُلٌّ في الباطن ، وهو يورث العزَّ باطنًا وظاهرًا ؛ وكذلك إذا اشتغلتْ نفسُك بالانتقام وطلب المقابلة
ضاعَ عليك زمانُك ، وتفرَّقَ عليك قلبُك ، وفاتَك من مصالحِك مالا يُمَكِن استدراكُهُ ، ولعلّ هذا أعظم عليك من المصيبة التي نالتْك من جهة خصمك ، فإذا عفوت وصَفحَت فَرغَ قلبُك
وجسمُك لمصالحك التي هي أهمُّ عندك من الانتقام (46) .

والناسُ في مقابلة الأذى ثلاثة أقسام : ظالم يأخذ فوق حقّه ، ومقتصدٌ يأخذ بقدرِ حقِّه ، ومحسنٌ يعفو ويترك حقَّه ؛ جمعها الله في قوله : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ
فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [ الشورى :40]
؛ فأولها للمقتصدين ، ووسطها للسابقين ، وآخرها للظالمين (47) .

الأول في قوله : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا } ؛ وهذا هو المقتصد ؛ وهو من يأخذ حقه دون تجاوز ؛ فجزاء السيئة بسيئة مثلها ، لا زيادة ولا نقص ، فالنفس بالنفس ، وكل جارحة
بالجارحة المماثلة لها ، والمال يضمن بمثله ؛ وهذه مرتبة العدل .

والثاني في قوله : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } ؛ وهذا هو السابق بالخيرات ؛ وهو الذي يعفو ويصفح ؛ وهذه مرتبة الفضل .
والثالث في قوله : { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } ؛ وهذا هو الظالم لنفسه ولغيره ؛ وهو الذي يجني على غيره ابتداء ، أو يقابل الجاني بأكثر من جنايته ؛ وهذه مرتبة الظلم (48) .

وشَرَطَ الله فِي العَفْوِ الإصْلاَحَ فِيهِ : (49) فقال تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ } [ الشورى :40] ؛ لأن العفو قد يكون سبباً للزيادة في الطغيان والعدوان ، وقد يكون سبباً للانتهاء
عن ذلك ، وقد لا يزيد المعتدي ولا ينقصه.

فالأول : إذا كان سبباً للزيادة في الطغيان ؛ كان العفو هنا مذموماً ، وربما يكون ممنوعاً ؛ كأن تعفو عن مجرم ، وتعلم - أو يغلب على ظنك - أنه يذهب فيجرم إجراماً أكبر ؛ فهنا لا
يمدح العافي عنه ، بل يُذمُّ .

الثاني : قد يكون العفو سبباً للانتهاء عن العدوان ؛ بحيث يخجل المعتدي ويقول : هذا الذي عفا عني لا يمكن أن أعتدي عليه مرة أخرى ، ولا على أحد غيره ، فيخجل أن يكون من
المعتدين ، وهذا الرجل من العافين ؛ فالعفو هنا محمود ومطلوب ؛ وقد يكون واجباً .

الثالث : قد يكون العفو لا يؤثر ازدياداً ولا نقصاً ؛ فهو أفضل ، لقوله تعالى : { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [ البقرة :237] (50) .

قال ابن العربي : ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح ، وذكر العفو عن الجرم في موضع آخر في معرض المدح ؛ فاحتمل أن يكون أحدهما رافعا للأخر ، واحتمل أن يكون
ذلك راجعا إلى حالتين ؛ إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور ؛ وقحا في الجمهور ، مؤذيا للصغير والكبير ؛ فيكون الانتقام منه أفضل - وهذا فيمن تعدى وأصر على ذلك -
والثانية : أن تكون الفَلْتَةُ (51) ، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة ؛ فالعفو ها هنا أفضل ، وفي مثله نزلت : { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [ البقرة : 237 ] (52) .

والانتصار في البغي لا ينافي العفو عن الجرم : قال ابن رجب الحنبلي : الانتصار الذي ذكره الله في قوله : { وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ } [ الشورى :39 ] ؛ ليس
منافياً للعفو ، فإنَّ الانتصارَ يكون بإظهار القُدرة على الانتقام ، ثم يقعُ العفوُ بعد ذلك ، فيكون أتمَّ وأكملَ ؛ قال النَّخعيُّ : كانوا يكرهون أن يُستذلُّوا ، فإذا قَدرُوا عَفَوا (53) ، وقال : كانوا
يكرهون للمؤمنين أنْ يذلّوا أنفسهم ، فيجترئ الفُسَّاق عليهم (54) ، فالمؤمن إذا بُغِي عليه ، يُظهر القدرة على الانتقام ، ثم يعفو بعد ذلك (55) .

وختاما أقول : قال - عليه الصلاة والسلام - مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ - فإنني أتقدم بالشكر لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن هادي المدخلي ؛ والشيخ الدكتور : عرفات بن
حسن المحمدي ، على ما أعطيا من وقتهما و توجيهاتهما وتصويباتهما سائلا الله الكريم أن يبارك في علمهما وعمرهما على طاعته إنه سميع مجيب .
كتبه : الحسين سلامة المهدي الربيعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) انظر : (( النهاية في غريب الأثر )) (3/534) لابن الأثير .
(2) انظر : (( التوقيف على مهمات التعاريف )) (ص457) للمناوي .
(3) انظر : (( الفروق اللغوية )) (ص362) لأبي هلال العسكري .
(4) انظر : ((الجامع لأحكام القرآن)) (69/2) للقرطبي .
(5) انظر : (( أضواء البيان )) (488/5) للشنقيطي .
(6) انظر : (( شرح العقيدة الواسطية )) (221) لابن عثيمين .
(7) انظر : (( فقه الأسماء الحسنى )) (ص170-171) لعبد الرزاق البدر .
(8) انظر : (( فقه الأسماء الحسنى )) (ص 169) لعبد الرزاق البدر .
(9) رواه أحمد (25384) وصححه الألباني في (( الصحيحة )) (3337) .
(10) انظر : (( عدة الصابرين )) (ص544) ، و (( الوابل الصيب )) ( 43) .
(11) انظر : (( أضواء البيان )) ( 233/3) للشنقيطي .
(12) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص770) لابن سعدي .
(13) رواه الترمذي (2016) ، وصححه الألباني في (( مختصر الشمائل )) ( 298 ) ، و (( المشكاة )) ( 5820 ) .
(14) انظر ما رواه البخاري برقم (4461) .
(15) رواه الحاكم ( 2 / 614 ) ، و ابن عساكر ( 1 / 264 / 2 ) ، وحسنه الألباني في (( الصحيحة )) (5 / 586) .
(16) انظر ما رواه البخاري برقم (2753- 3906) ، و أحمد برقم (14374) .
(17) انظر ما رواه البخاري برقم (2617) ، ومسلم برقم (5756) .
(18) انظر : (( شرح الأدب المفرد )) لعبد الرزاق البدر .
(19) انظر : (( جامع المسائل )) (1/170) لابن تيمية .
(20) انظر : (( أضواء البيان )) ( 487/5) للشنقيطي .
(21) انظر : (( فتح القدير )) (17/4) للشوكاني .
(22) انظر : (( جامع المسائل )) (1/171) لابن تيمية .
(23) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص84) لابن سعدي .
(24) انظر : (( الجامع لأحكام القرآن )) (40/16) للقرطبي .
(25) جاء في : (( لسان العرب )) (383/10) ؛ الولق : أخف الطعن .
(26) انظر : (( تفسير القرآن العظيم )) (31/6) لابن كثير .
(27) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص404) لابن سعدي .
(28) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص868) لابن سعدي .
(29) انظر : (( أضواء البيان )) ( 204/8) للشنقيطي .
(30) رواه أبو داوود برقم (5164) ، وصححه الألباني في (( الصحيحة )) (488) .
(31) انظر : (( شرح سنن أبي داوود )) لعبد المحسن العباد البدر .
(32) انظر : (( تفسير القرآن العظيم )) (6/122) لابن كثير .
(33) انظر : (( أضواء البيان )) ( 47/2) للشنقيطي .
(34) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (148- 759) لابن سعدي .
(35) انظر : (( فتح القدير )) (541/4) للشوكاني .
(36) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص760) لابن سعدي .
(37) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص148) لابن سعدي .
(38) انظر : (( الجامع لأحكام القرآن )) (3/208) للقرطبي .
(39) (40) انظر : (( أضواء البيان )) ( 487/5) ( 488/5) للشنقيطي .
(41) رواه مسلم برقم (2588) .
(42) (45) انظر : (( بهجة قلوب الأبرار )) (ص131) لابن سعدي .
(43) انظر : (( شرح مسلم )) (16/142) للنووي .
(44) انظر : (( البحر المحيط الثجاج )) (40/618) لمحمد على الأثيوبي .
(46) انظر : (( جامع المسائل )) (1/170) لابن تيمية .
(47) انظر : (( جامع المسائل )) (1/169) لابن تيمية .
(48) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص760) لابن سعدي .
(49) انظر : (( تيسير الكريم الرحمن )) (ص760) لابن سعدي .
(50) انظر : (( شرح الواسطية )) (220) لمحمد بن صالح العثيمين .
(51) الفَلْتَةُ : الهفوةُ غير المقصودة .
(52) انظر : (( أحكام القرآن )) (7/128) لابن العربي .
(53) انظر : (( صحيح البخاري )) (2/863) باب الانتصار من الظالم .
(54) انظر : (( الدر المنثور في التفسير بالمأثور )) (7/358) للسيوطي .
(55) انظر : (( جامع العلوم والحكم )) (1/319) لابن رجب .









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 09:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوا يوسف
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 09:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي




جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 16:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الربيع ب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الربيع ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك خيرا أخي الفاضل أبو إكرام
سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
ما أكرم العبد بالعفو في أصنافه المذكورة آنفا
وما أرفع قدره عند الناس .. ودرجته عند الله
وإن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة والمثل الأعلى
فكم من موقف له عليه الصلاة والسلام في العفو والصفح كانت سسبا في دخول أصحابها الإسلام
وكذلك ما كان منها في مع الصحابة رضي الله عنهم ومع التابعين والعلماء وهكذا القدوة في أحسن وجوهها وأرفع مستوياتها .
ولا على المتأسي إن لم يبلغ مبلغهم وما كانوا عليه في هذه السجية والخلق الحميد أن يتشبه بهم ويحاول مغالبة النفس على الأمر عسى أن يرضوها مع طول زمن وكثرة المحاولة إن شاء الله .

نسأل الله التوفيق والسداد .










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 20:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
على المنهج
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية على المنهج
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع القيم
فالعفو كلمة بسيطة مفعولها عجيب وتحتاج الى جهد كبير وجراة










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 22:10   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
soufi_k810i
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكوووور مشكوووور مشكوووور










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 22:32   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليك و بارك فيك ..









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-31, 10:31   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا .









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-31, 11:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا
و جعلني واياكم من الذين
يستمعون القول ويتبعون احسنه.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc