سرطان الرئة ,,العلاجات الحديثة تجعله من مرض قاتل إلى مرض مزمن
قال البروفيسور بول باس، رئيس قسم أورام الصدر بالمعهد الوطني للسرطان، أمستردام، هولندا، والذي زار المملكة مؤخراً لإلقاء بعض المحاضرات الطبية حول سرطان الرئة، إن التطور الهائل لتقنيات التشخيص ساهم في إحداث ثورة علمية غير مسبوقة في علاج سرطان الرئة وتحويله من مرض قاتل إلى مرض مزمن يمكن التعايش معه، فبعد أن كانت الفحوصات التقليدية في السابق تتطلب وقتاً طويلاً لتحديد مدى ملائمة العلاج للمريض بالإضافة إلى محدودية خيارات العلاج المتاحة، فإن الفحوصات الجينية والكروموسومية الحديثة مكنت العلماء من تحديد نوعية العلاج المناسب لكل مريض على حدة، وبالتالي أدت إلى تطوير جيل جديد من الأدوية التي تصل مباشرة إلى مستقبلات محددة داخل الخلية وتحفزها لإعطاء إشارات لنواة الخلية لمقاومة نشاط الخلايا السرطانية وهو ما يعرف بمفهوم "الطب الشخصي الموجه".
وقال البروفيسور محمود شاهين، استشاري طب الأورام وعميد كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، وعضو السجل الوطني للأورام، إن هذا التوجه الحديث في علاج كافة أنواع السرطان على وجه العموم وسرطان الرئة تحديداً يساهم في تحديد العلاج الملائم لكل حالة بدقة ويؤدي إلى تجنيب 75 بالمائة من المرضى استخدام العلاج الخاطئ وكذلك تفادي الكثير من الآثار الجانبية بدون داع، ومن ثم يمكن إعطاء المريض أنسب علاج بأقل آثار جانبية ممكنة، وأوضح البروفيسور شاهين أن هناك أربع فئات من مرضى السرطان من حيث استجابتهم للعلاج ومدى الآثار الجانبية له: الفئة الأولى لا تستفيد من العلاج مع حدوث أعراض جانبية شديدة، الفئة الثانية تستفيد استفادة بسيطة من العلاج مع أعراض جانبية شديدة، الفئة الثالثة تستفيد من العلاج مع أعراض جانبية بسيطة، أما الفئة الرابعة فستفيد من العلاج بشكل ممتاز وبأقل آثار جانبية وهو ما يسعى الطب الحديث الوصول إليه.
وتشير آخر تقارير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة للأمم المتحدة أن عدد الوفيات بسبب السرطان بلغ 8,2 ملايين في العالم في عام 2012م، وأن معدل انتشار السرطان على مستوى العالم ارتفع بنسبة 11 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، في حين تشير التوقعات إلى ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في العالم بواقع 75 بالمائة خلال العقدين القادمين لتصل إلى 25 مليون حالة، أما بالنسبة لسرطان الرئة فتشير الإحصائيات إلى اكتشاف 1,6 مليون حالة جديدة على مستوى العالم خلال عام 2008م، وأن عدد الوفيات الناتجة عن سرطان الرئة تقدر ب 1,38 مليون وفاة بنسبة 18,2 بالمائة من إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن السرطان بشكل عام، وعن الأعباء المالية والاقتصادية المترتبة على مرض سرطان الرئة فتشير الدراسات إلى التكاليف المالية الباهظة لسرطان الرئة والتي تتركز أغلبها في تكلفة التنويم بالمسشتفيات بنسبة 49 بالمائة، تليها تكلفة مراجعة العيادات بنسبة 35 بالمائة، ثم تكلفة اجراء الأشعة بالعيادات الخارجية بنسبة 9 بالمائة، فتكلفة الوصفات العلاجية الصادرة من العيادات الخارجية بنسبة 4 بالمائة وتكلفة الفحوصات المخبرية بالعيادات الخارجية بنسبة 2 بالمائة.
وتعليقاً على ذلك قال البروفيسور محمود شاهين:"يشكل ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان عائقاً رئيسياً أمام التنمية البشرية وتعافي أفراد المجتمع كافة، ولعل ما تشير إليه التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للسرطان يدق ناقوس الخطر للجميع من أجل سرعة التحرك وتضافر الجهود لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يطال كافة المجتمعات الدولية بلا استثناء"
التقنيات الحديثة تمكن من اكتشافه وعلاجه مبكراً
التقنيات الحديثة تمكن من اكتشافه وعلاجه مبكراً
كما أوضح البروفيسور باس أن الأورام السرطانية بشكل عام تتمتع بقدرة فائقة على التحور حتى بعد فترات من الكمون التي تعقب المعالجة بالأدوية التقليدية وقد تحد من نشاط السرطان بشكل ملحوظ في البداية لمدة قد تصل إلى ثلاثة أعوام لكن الخلايا السرطانية سرعان ما تتحور وتأخذ شكلاً آخر لتعاود نشاطها وتهاجم جسم المريض مرة أخرى، ولعل أهم ما يميز عقاقير سرطان الرئة الحديثة خاصة سرطان الرئة الإيجابي لتحليل ALK + مثل كريزتونيب Crizotinib والتي تؤخذ عن طريق الفم، هو مستوى الاستجابة العالي لدى فئات كثيرة من المرضى بصورة أفضل من استجابتهم للمعالجة الكيميائية، بالإضافة إلى أن الآثار الجانبية لها أقل بكثير وأكثر تحملا من قبل المرضى، فالعلاج الكيماوي يؤدي إلى حدوث تلف في الحامض النووي للخلية DNA وهو ما يسبب الكثير من الأعراض الجانبية للمريض، وأضاف باس: "نحن كأطباء نسعى لتحويل مرض السرطان من مرض قاتل إلى مرض مزمن مثل السكري أو أمراض القلب، يستطيع المريض التعايش معه وممارسة حياته اليومية المعتادة بصورة طبيعية، وهو الأمر الذي أصبح الآن ممكناً مع ظهور أدوية الطب الشخصي الموجه التي تفتح أبواب الأمل أمام المرضى."
التدخين سبب رئيس في الاصابة
التدخين سبب رئيس في الاصابة
وعن أعرض سرطان الرئة وعوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة به قال البروفيسور محمود شاهين إن الأعراض تتركز في الكحة مع ظهور دم مصاحب لها، وضيق في التنفس ونقص الوزن وآلام في العظام، وآلام في الكبد، في حين يعد التدخين أهم عوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة بالمرض حيث إن90 بالمائة من حالات سرطان الرئة تكون ناتجة عن التدخين، كما يعد التعرض لعوادم المصانع مثل مصانع النيكل والكروميوم والاسبستوس من عوامل الخطورة أيضا، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والجينية وغياب جين محدد يعرف باسم Tumor Suppressor Gene التي قد تلعب دوراً في الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 4 – 5 بالمائة فقط، وأوضح البروفيسور شاهين سرطان الرئة هو القاتل الأول بين جميع أنواع السرطانات الأخرى على مستوى العالم، ففي أمريكا وحدها يلقى أكثر من 200 ألف شخص حتفهم سنوياً من سرطان الرئة، أما في المملكة ووفقاً لأحصائيات السجل الوطني للأورام فيأتي سرطان الرئة في المرتبة السابعة من حيث عدد الوفيات مقارنة بأنواع السرطانات الأخرى، في حين لم يلاحظ ارتباط الإصابة بالسرطان بمنطقة جغرافية عن أخرى، وقال البروفيسور شاهين أن سرطان الرئة ينقسم إلى قسمين رئيسين وهما: سرطان الخلايا الصغيرة ويمثل 20 بالمائة من الحالات، وسرطان الخلايا غير الصغيرة ويمثل 80 بالمائة من الحالات ويتسبب في إعاقة معظم المرضى عن العمل والانتاجية، وتنقسم الحالات المرضية لسرطان الخلايا غير الصغيرة إلى أربعة مراحل، حيث تزيد فرص الشفاء كلما كان اكتشاف المرض مبكراً، حيث يتم التدخل الجراحي بالنسبة لحالات المرحلة الأولى والثانية، وبالنسبة للمرحلة الثالثة فهناك بعض الحالات غير المتأخرة يمكن التعامل معها بالعلاج الكيميائي والإشعاعي، أما حالات المرحلة الرابعة فتكون صعوبة الشفاء وهنا يأتي دور العلاجات المناعية والكيميائية وأخيراً العلاجات الموجهة الحديثة التي تستهدف الخلية السرطانية مباشرة.
وشدد كل من البروفيسور شاهين على أهمية دور التوعية بمخاطر التدخين وسن التشريعات لمكافحة التدخين بصفته عامل الخطورة الأهم للإصابة بسرطان الرئة، وأكد أن الحد من أعداد المدخنين يعد أفضل طرق الوقاية من سرطان الرئة وأكثرها جدوى من الناحية الإقتصادية، خاصة إذا علمنا أنه مع حتى بعد استئصال الورم السرطاني جراحياً فإن 4 من بين كل 10 ممن أجريت لهم جراحة استئصال سرطان الرئة يعاودهم المرض خلال 5 سنوات معظهم من المدخنين لذا ينصح جميع المدخنين بالتوقف عن التدخين قبل عمر ال 30 أفضل من بعد ذلك، حيث تبقى فرص معاودة المرض للمدخنين قائمة لمدة تصل إلى 10 سنوات بعد الإقلاع عن التدخين، كذلك تتزايد فرص تعرض المخالطين للمدخنين للإصابة بسرطان الرئة، وقال شاهين إن السيجارة الواحدة تحتوي على أكثر من 500 مادة سامة، كما أن وجود الفلتر يجعل المدخن يحاول سحب الدخان بقوة مما يزيد من تركيز المواد السامة التي تصل إلى الرئة وبالتالي يصبح الخطر أكبر.
________________________
امل جديد لمرضى السرطان ,الرئوي ,حالات شفيت
أمل جديد لمرضى سرطان الرئة
يأتي لزيارتي كل شهر مريض اسمه سايمن وو في التاسعة والخمسين من عمره ً، وهو مهندس ورجل قوي البنية ، متزوج وله ابن عمره 27 عاماً يدرس في كلية الطبً.
وفي كل مرة ، كنت أرى ابتسامة عريضة على وجهه.
كان دائما يسألني :” كيف حالي يا دكتور ؟”، وكان يمزح دائما ويقول “يجب أن تصدر لي شهادة ولادة. حيث وُلدت من جديد أليس كذلك؟”، وغالبا ما كنت ألمح عمق انفعالاته خلف تلك السعادة .
عندما التقيت به للمرة الأولى قبل أربعة أعوام كان مصاباً بسرطان الرئة من الدرجة الرابعة . وكان قد قيل له أنه سيعيش لمدة ثلاثة شهر على أقصى تقدير.
كان يستعمل الكرسي المتحرك وبالكاد كان يتمكن من الجلوس وذلك لانه كان يعاني من آلام حادة في الظهر لأن العظام كانت تتاكل.
لقد كان يعاني من آلام شديده بالظهر وذلك لآن العظام كانت تضغط علي الأعصاب، وكذلك كان يعاني من ضعف في الساقين.
كنت اتوقع ان هناك أمل بنسبة 60 % فقلت له أن عليه ان يستعد للمعركة ، فشد على يدي مصافحاً كما لو أنه يعقد اتفاقاً.
لقد تجاوب بشكل جيد مع العلاج الكيميائي. وبعد خمسة أشهر أصبح بإمكانه المشي. حتى ان مساعد التمريض الذي كان يدفع كرسيه المتحرك دهش عندما شاهده وهو يركض نحو المصعد.
في الماضي لم يكن أمام مريض مثل سايمن أكثر من 6 إلى 12 شهراً ليعيش. أما في يومنا هذا، فان بعض المرضى يبلون بلاءا حسناً (هذا لا يعني أنهم تعافوا من السرطان، لكن يعني أن السرطان تحت السيطرة).
عندما بدأت في دراسة درجة الزمالة في مركز أندرسن لعلاج السرطان في الولايات المتحدة عام 1988، كان أول مقال صحفي قام الزملاء بمناقشته يدور حول ما إذا كان يجدر أساساً البدء بمعالجة مرضى سرطان المرحلة الرابعة.
أما الآن، وبعد عشرين عاما ، فإن أغلب مرضى سرطان الرئة من المرحلة الرابعة يمكنهم تلقي العلاج الكيميائي. وهناك كثير من الأبحاث تظهر أن المرضى يعيشون حياة طويلة وجيدة إن هم تلقوا العلاج.
يعد سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال والسبب الرئيسي للاصابة بسرطان الرئة هو التدخين.
وللقضاء على هذا المرض القاتل أو على الاقل للوقاية منه ، مطلوب اتخاذ موقف واحد ، وببساطة : لاتبداء بالتدخين , وإن كنت مدخنا ، فاقلع عن التدخين فوراً !.
تسعة من أصل عشرة مرضىيعاتوت من سرطان الرئة من الرجال لديهم تاريخ مع التدخين. 80-85 % من إجمالي حالات سرطان الرئة يتم تشخيصها فقط بعد أن تصل إلى مراحل متقدمة (المرحلة الثالثة والرابعة). سبب ذلك يعود إلى أن معظم مرضى سرطان الرئة لا تظهر عليهم أية أعراض في البداية . نعم ، يصابون بالسعال عادة ولكن هذا يمكن الخلط بينه وبين مرض آخر ليس بالخطير كالتهاب الحلق أو الحساسية.
فقط 15 % من مرضى سرطان الرئة يتم تشخيص المرض عندهم في الوقت المناسب والكافي لأخذ الجراحة بعين الاعتبار.
الحقيقة إنه مع التقدم الطبي ، أصبح بمقدورنا التعامل مع سرطان الرئة بعدة طرق ، وبالتالي يمكن القول بأن أمام الكثير من المرضى فرصا أكثر لحياة أفضل ، لكن لاشيء أفضل من الوقاية.
نسبة سرطانات الرئة تزيد بقوة مع الاستمرار في التدخين .
وفي حالة سايمن ، فقد أخبرني أنه كان يدخن في سن المراهقة ، لكن عندما أتى إلي كان قد مضى على إقلاعه عن التدخين 20 عاماً. وعند سماعه نبأ إصابته بسرطان الرئة من الدرجة الرابعة ، انهار تماماً واستسلم لليأس.
لكن عائلته وأصدقائه بل وزملائه في العمل كل هؤلاء جميعهم قاموا بتشجيعه – وبشكل كبير – وكان كل من حوله يزرورنه باستمرار ، كما كانوا يرسلون اليه برقيات باستمرار بهدف رفع معنوياته.
“وعلى الرغم من مضى عامين فقط على اختفاء السرطان من جسدي ، الا اني الآن أقضي أوقاتاً سعيدة. وأشعر بالسعادة بشكل يومي.”
التعامل مع مريض السرطان
بعض يفضل التكتم عليه وعدم أخبار عائلته أو العكس وهنا يأتي دور المشاركه . شارك من حولك في ألمك ومخاوفك وأفكارك فستشعر براحه اكثر عندما تقوم بذلك وهذه بعض الفوائد التي ستشعر بها مع مرور الوقت .
1- عندما تشارك من حولك فسيتوفر لك الدعم النفسي فإظهار المشاعر أفضل من التكتم عليها فسيتوفر لديك نوعا من الاستقرار النفسي وهو ما تحتاجه في هذا الوقت .
2- إخفاء المشاعر يؤدي إلى التخبط وعدم الاستقرار في قرارات قد تتعلق بعلاجك وقد يؤدي أيضا إلى الوصول إلى بعض الاضطرابات النفسية وهو مالا تحتاجه الآن .
3- عندما تشارك الآخرين في مخاوفك وقلقك بالنسبة للمرض فذلك سينعكس بشكل إيجابي علي حالتك الصحيه والنفسية بشكل جيد وملحوظ .
4- إخفاء مخاوفك قد يحرم الأخرين ممن حولك ( العائلة والأصدقاء) من تقديم الدعم والمسانده لك في هذا الوقت المهم فلا تحرمهم من ذلك . وهنا يتجلي دور ديننا الحنيف في ذلك عندما نتذكر قوله سبحانه وتعالي بسم الله الرحمن الرحيم .وأمرهم شوري بينهم) صدق الله العظيم . فالمشوه بين المريض وأفراد عائلته تفتح مجالات مختلفه تؤدي جميعها إلي الغرض نفسه هو دعم المريض في رحلة الكفاح مع المرض .
في بعض الأحيان يدور في ذهن المريض بعض التساؤلات بعد التشخيص من أهمها :
من يجب أن أخبر عن مرضي ؟
هل أخبر زوجي . زوجتي . عائلتي . أطفالي ……هل نخبر المريض إذا كان لم يعلم ؟؟ فمن بتلقي خبر الاصابه بالمرض يجد نفسه محاطا بدائره كبيره من التساؤلات والمسؤوليات علي عاتقه وتختلف رؤيته للحلول بحسب طبيعة وشخصية المريض وعائلته فسيقول لنفسه هذا كبير السن ولن يتحمل الصدمه ..أو فلانه سنها صغير جدا علي فهم هذه الأمور .أو فلان شخصيه حساسة ذات إحساس مرهف وسيقع أو ستقع في أزمه نفسيه؟
وهنا يجد نفسه في دائره ضيقه ولن يصل إلي الراحه المطلوبه في وقت بسيط ولا بد له أن يعلم أن الصدمه باختلاف نوعها تبدأ عادة كبيره جدا ويأتي معها الخوف والغضب والقلق والإنكار للجميع سواء المريض أو أفراد العائله وذلك يستدعي وقت حتي يستطيع الجميع العوده إلي رؤية الأمور بشكل أفضل . هي عملية وقت لا أكثر . لا تتعجل ذلك.. وهنا علي الجميع التذكر أن كل قضاء الله لعبده خير فالمؤمن لابد أن يرضي في كل أمره .
ثانيا: المشاركــــه مع الآخرين .
كلمه موجهه إلي المريض بعد معرفته بالاصابه بالورم وخلال رحلته للعلاج ؟
من المعروف اختلاف ردود الفعل لمريض السرطان بعد التشخيص وتصبح مشاعره متناقضه ومضطربه جدا بعد سماعه لكلمه يخشي الجميع من التلفظ بها ويسأل نفسه ……. لماذا أنا من دون الناس ..أنا لا استحق ذلك .. لم أكن مصدر أذى لأي شخص في حياتي ..ماذا فعلت في حياتي ……هل اخبر عائلتي وأصدقائي أم اخبر من أنا في حيره ؟؟؟
وهنا عليه أن يعلم انه رد فعل طبيعي جدا له ولابد له أن يشارك عائلته وأصدقائه في مخاوفه وحزنه بدلا من اخفائها فذلك لن يجدي وهو غير مثمر ابدا وسيمنع من حوله في تقديم العون والمسانده والمشوه وهو أيضا سيبعث الأمل في داخله كخطوه أولي من خطوات العلاج بإذن الله وهو القرار المناسب في كل الأحوال .
انت موجود ومن حولك بجانبك .والله لم يخلق شئ إلا فيه نعمه إما علي جميع عباده أو البعض منهم والله خلق البلاء نعمه ايضا إما علي المبتلي أو علي غير المبتلي .ولولا إن الله خلق العذاب والألم لما عرف المتنعمون قدر نعمته ولجهلت كثير من النعم.
كلمه إلي عائلة المريض لدي معرفتهم بالتشخيص قبل المريض :
في بعض الأحيان يكون المريض لا يملك أن يتخذ القرار المناسب له إما لظروف المرض أو لاسباب نفسيه معينه أو بسبب كبر أو صغر السن فتقع المسؤولية علي عاتق أهل المريض ووقتها يدور التساؤل الرئيسي
هــــل يجب أن نخبر المريض ؟
والاجابه هنا تكون معقده وشائكه ولها محاور متعدده قد تعود إلي مراعاة عامل السن بالنسبه للمريض وخصوصا الترفق مع كبار السن ولكن بصفه عامه من حق المريض أن يعلم عن تفاصيل مرضه فذلك أمر يخصه هو في المقام الأول أكثر من سواه .
ولايمكن هنا أن نتجاهل أن العائله سيكون الضغط النفسي كبير جدا عليها وذلك لإخفائهم الحقيقه التي لو عرفها المريض في وقت لاحق فستكون النتائج سلبيه جدا علي حالته النفسيه وأيضا في ثقته بعائلته أو حتي الطبيب المعالج .
ونصل إلي النقطه المهمه التي تكمن في :
المشــاركه المتبـادلــه أفضل :
هنا نصل إلي الرؤية الأفضل فالمشاركة بين المريض يساعده علي تحمل رحلة العلاج الطويله التي سيعبر خلالها المريض لمحاربة هذا المرض .
وأفراد العائله ضروره ومؤديه إلي نتائج أفضل جميعها تعود بالنفع للمريض مما يساعده علي تحمل رحلة العلاج الطويله التي سيعبر خلالها المريض لمحاربة هذا المرض .
فلا يمكن لأي منهم أن يحمل هذه المسؤولية بمفرده وهنا نتوقف وقفه بسيطه ونوجه هذه المقوله الصغيره بأن ما حصل هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالي للجميع لمعرفة صبر عبده . فكما قيل لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر فاذا وجد الصبر وجد معه كل خير وإذا فات فقد معه كل خير فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به . فعن أنس رضي الله عنه قال ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم .فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) فإذا صبر المريض علي مرضه كتب إن شاء الله في ديوان الصابرين فالمؤمن يؤجر في كل أمره
المشاركــــه العاطفيه للمريض :
دموع … خوف …..قلق …رجاء ….يأس ..انكار للمرض ….الغضب ..الانتظار … الخوف من الغد …الخ . هذه المشاعر ستنتاب المريض خلال رحلة العلاج وتختلف من مريض الي اخر وقد تمر أسابيع طويله لايستطيع المريض التحكم بردود فعله وقد لايستطيع النوم أو الأكل أو التوقف عن البكاء أو السكوت لاوقات طويله
وكل ذلك طبيعي جدا ومنطقي نتيجه للصدمه والخوف من الغد والمستقبل وماستحمله رحلة المرض لديه من ضغوط نفسيه وعصبيه وجسديه وهنا يظهر ايضا دور العائله والمقربين في المشاركه المتوازنه ولكن ايضا مع اعتبار ومراعاة بعض النقاط التي لايمكن تجاهلها وتتلخص في الاتي :
1- اعطاء المريض الاحقيه الكامله في التحدث عن مشاعره في الوقت الذي يراه مناسبا بدون الضغط
واجباره علي الحديث .
2- الابتعاد عن استخدام الاساليب المباشره التي تدفعه الي الغضب للتعبير عن مشاعره بل يمكن ذلك باحتواء المريض وتذكيره بالله سبحانه وتعالي في معظم الاوقات .
3- قد تظهر علي المريض حالات من الغضب والقلق والانفعالات القويه في التعبير عن خوفه وهنا لابد من عدم التعجب واعطائه الفرصه لاخراج هذه المشاعر المكبوته
4-عدم استخدام بعض الكلمات الشائعه التي لن يشعر بها المريض مثل ( أنت بخير ) أو (أنت لاتعاني من شئ ) فهو يعاني من مرض خطير وهو يعلم ذلك وبهذه الطريقه قد يفقد القدره علي التعبير عن خوفه وألمه وحزنه وعوضا عن ذلك لابد من مشاركته واعطائه الأمل بأنه باذن الله سيتخطي
ذلك وتذكيره بالله سبحانه وتعالي . ( بسم الله الرحمن الرحيم .مايفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم. صدق الله العظيم ) سورة النساء فان الله خلق عباده ليرحمهم لاليعذبهم
5-لابد أن يشعر المريض أن احبائه من حوله حقيقه وشئ ثابت لن يتغير فهو قد تغيرت حياته في لحظه بسبب المرض ولابد أن يشعر بوجودهم ومساندتهم في هذا العالم المتغير بشكل مفاجئ بالنسبه له.
6- المريض والعائله مشتركون في الصدمه وذلك أمر طبيعي جدا وهنا نتذكر ان البشر باختلاف قدراتهم لهم قدره معينه علي تقبل الصدمات وبحاجه الي وقت للتأقلم علي ذلك .
ثالثا: عبر عن احتياجاتك كمريض واوجد الأمل بداخلك
فترة المرض والعلاج بالنسبه لمريض السرطان تتضمن الكثير من التغييرات التي تطرأ علي المريض وعائلته مسببه لهم بعض الاضطرابات النفسيه المختلفه . وهنا لابد عليهم اللجوء الي الله بالدعاء فبذلك سيجدون الطريق الي رؤية
الامل في الشفاء ولابد عليهم ان يتذكرون ان هناك الالاف من البشر يمرون بنفس المرحله فهم غير وحيدين في ذلك وان هناك طرق لايجاد الامل عند المرور بفترات اليأس .
ولابد ان يتبادر الي أذهان افراد العائله أن هذه الضغوط ستشملهم ايضا وهم سيختلفون فيما بينهم في طريقة التعبير عن حزنهم وغضبهم بالنسبه للمريض . فهناك من يغضب . وهناك من يصمت .. وهناك من ينتابه نوبات حاده من البكاء ...الخ .
وهنا لابد من وقفة تأمل فهم امامهم دور اكبر في هذه المرحله مع المريض فهم من سيدعمونه ويقدمون له المسانده بتخيف مايعانيه الان من ضغوط واضطرابات تتضمن خوفه وقلقه من الغد وماسيتبع ذلك من مسؤليات خصوصا اذا كان المريض رب عائله (الزوج .الزوجه) ومسؤول عن اطفاله .. فهنا القلق يكون عادة اكثر .فلكل شخصية سماتها أو معالمها الرئيسية ، والتى تحدد خصائص هذه الشخصية ونقاط ضعفها وقوتها وأيضا مدى مرونتها وقدرتها على التكيف مع الصدمات فمن المعروف ان هناك فروق فردية كبيرة لدي البشر فى الاستجابة لنفس الموقف . فالحدث الواحد المعين قد يؤدى بالبعض إلى حالة من الاكتئاب ، بينما يؤدى بالبعض الآخر إلى المعاناة من أعراض نفسيه جسميه كالصداع مثلا .
رابعا: كن مدركا لما ستعانيه من اضطرابات نفسيه في مرحلة العلاج :
أهم الاضطرابات النفسية المرتبطة بمرضي السرطان تتمثل في الاتي :
• الاكتئاب Depression.
يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسيه التي تظهر بعد تشخيص المرض وقد يستمر الي مرحلة ما بعد العلاج والشفاء والمتابعة ويظهر من خلال المزاج المتقلب جدا للمريض ورفضه للمسانده او الحديث عن مرضه وخوفه حتي الي افراد عائلته .
• اليأس Hopelessness والشعور بالعجز Helplesness
اليأس والشعور بالعجز يظهر بعد الإصابة بالسرطان ويصبح المريض يائسا جدا من هول الصدمه باصابته بهذا المرض ويشعر بعجزه حتي عن التعبير عن ذلك .
• الخوف Fear
مرضي السرطان يعتريهم الخوف لدي سماعهم بالتشخيص ويذداد لديهم الشعور بالرهبه من الموت وذلك لارتباط هذا المرض في الاذهان بالموت فيشعر المريض بأن الحياه قد توقفت لديه بمجرد سماع تشخيصه للمرض وهذا يشمل العائله ايضا وهو اعتقاد خاطئ ولابد من تصحيح أفكاره بخصوص ذلك والاهم اننا مسلمين ومؤمنين بالقضاء والقدر خيره وشره .
• التشاؤم Pessimism :
يحدث التشاؤم بنسبه عاليه لدي مرضي السرطان وذلك من خلال تركيز اهتماماتهم وحصرها على الاحتمالات السلبية للأحداث القادمة ، وتخيل الجانب السلبى فى النص ( أو السيناريو) ، وهذا التشاؤم أو التوقع السلبى للأحداث قد يثبط عزائمهم ويؤثر بشكل سلبي علي مراحل العلاج .
• القلق Anxiety
" القلق انفعال غير سار ، وشعور مكدر بتهديد متوقع أوهم مقيم وعدم راحة أو استقرار وغالبا ما يتعلق هذا الخوف بالمستقبل والمجهول بالنسبه لمرضي السرطان . ويصاحب القلق عادة أعراض جسمية ونفسية مختلفة كالإحساس بالتوتر الدائم وكالشعور بالخشية والرهبة من الغد وما سيحمله من مفاجآت خلال رحلة العلاج الطويلة . ولابد من الذكر أن القلق يستمر حتى في مرحلة ما بعد الشفاء والمتابعة.
• الصدمه وعدم التصديق Shock and numbness
هو الشعور الطبيعي بعد التشخيص للمريض ولاافراد العائله ومن الممكن ان تنتابهم حالات ذهول لفترات معينه فهم يشعرون في البدء بأن ماحدث أمر غير واقعي أو بسبب خطأ في التشخيص فيقدمون العديد من التبريرات لانفسهم لرغبتهم في عدم التصديق مما يجعلهم غير قادرين علي التفكير وذلك بسبب الخوف من المرض والعلاج .
• عدم القدره علي التفكير Mental slowness
بعد التشخيص يصبح المريض غير قادر علي الفهم ولا يمكنه استيعاب المعلومات التي يستقبلها ممن حوله سواء الطبيب المعالج أو أفراد العائله وذلك يشمل الجميع باختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية وهو شعور طبيعي جدا .
• رفض المرض وانكاره Denial
بعض المرضي يتعاملون مع المرض بانكار وجوده اصلا ويرفضون التحدث عنه مع الاخرين وبعد التشخيص مباشره يشعرون بالرفض بشكل كبير للاعتقاد بأنه خطأ في التشخيص أو خطأ في نتائج الفحص .. وقد يستمر هذا الاحساس بالرفض حتي اثناء بدء العلاج .
• الغضــب Anger
بعد التشخيص يشعر بعض المرضي بموجات من الغضب موجهه نحو الطاقم الطبي أو بعض أفراد العائله خصوصا عند تلقي الخبر والشخص الغاضب لايمكننا لومه بل لابد من تفهم الوضع الوضع النفسي الحالي له واعتبار ان هذا الغضب موجه الي المرض وليس الي الاشخاص وسيزول بمرور الوقت .
وهناك ايضا العديد من المشاعر المختلفه ومنها :
• الحزن Sadness
• الاحساس بالذنب . Guilt
• لوم النفس Blame
• الشعور بالخزي
• الانطواء والعزله
لسرطان هو داء ارتبط اسمه مع اسم الموت حتى صار يضاهيه رهبة و فزعاً و صار كل من يسمع بِاسمه يشعر بالخوف والحزن والأسي لذلك هذه الاضطرابات النفسيه متوقع حدوثها جدا بالنسبه للمريض وحتي افراد لكن مع وجود الأمل والايمان بالله والقضاء والقدر ووجود العلاج يفتح ابوابا جديده
للشفاء ومحاربة نمو وانتشار المرض في الجسم المصاب .
اعتاد المحيطون بالمريض على تجاهل الكلام مع المريض عن المرض أو توابعه مثل العلاج أو الخوف من المرض أو القلق ، وهذا خطأ حيث أن الكلام بالعادة يريح المريض نفسياً ..
{ اللهم رب الناس أذهب الباس اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاءك شفاءٌ لا يغادر سقما)
ماهي فائدة مرضــــــــــــــك :
للمرض فوائد كثيره من وجهة النظر الاسلاميه لابد ان لايغفل المريض او العائله عنها ومن المعروف قد يحتاج المرء إلى وقت طويل للتغلب على السرطان وآثاره .. فليس فقط أن له تأثيرات نفسية وبدنية بل حتى علاجه يكون صعباً على المريض ايضا وفي هذه الحاله لابد من وقفه لمعرفة مدي جهل الناس لفوائد المرض والتذكر انه ابتلاء من الله سبحانه وتعالي في المقام الاول والاخير وله بعض الفوائد التي لايمكن للمريض رؤيتها في هذه المرحله وهنا يظهر دور العائله في التوجيه والتذكير بما يلي:
• ان المرض تهذيب للنفس وتصفيه لها من الشر . فلا يقل من اين هذا وكيف يحدث ذلك لي انا من دون البشر فهنا اصابه ذنب وهو لايعلم ان مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا قال صلي الله عليه وسلم ( لايزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتي يلقي الله وماعليه خطيئه).
• ان المرض قد يكون علامه علي ارادة الله بصاحبه الخير ويقول (ص)
( لايموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل) فعلي المريض ان يصبر علي البلاء مهما أشتد فان مع العسر يسرا وعذاب الدنيا اهون من عذاب الاخره وعليه أن يصبر ويرضي بقضاء الله والابتعاد عن العزله باللجوء الي الله بالدعاء .
• أن الله لم يخلق شيئا الا وفيه نعمه اما علي جميع عباده أو علي بعضهم وان الله خلق البلاء نعمه ايضا ولولا ان الله خلق العذاب والالم لما عرف المتنعمون قدر نعمته عليهم .
• قرب الله من المريض ويقول الله عز وجل ( ابن ادم . عبدي فلان مرض فلم تعده أما لو عدته لوجدتني عنده) رواه مسلم
• انتظار المريض للفرج من الله مما يجعله متعلق قلبه بالله وحده والدعاء
• اذا كان للعبد منزله في الجنه ولم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده قال (صلى الله عليه وسلم) (ان الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتي يبلغه اياها).