أهي الجنة التي توعدون؟
في يوم حار, تجول صهيب رائع متأملا في احد شوارع احدى مدن احد بلدان الكفر المتقدمة تكنولوجيا وتنظيميا وهو يحدث نفسه: هل انا في الجنة التي يتحدثون عنها؟ التقيت احد المهاجرين القدامى وهو من نفس ولايتي وراح يحدثني عن حياته وعن اراءه ونظرته للامور, لم يكن صهيب في مزاج يسمح له بالاخد والرد واكتفى بالاستماع والتأمل. زوجته نصرانية, ابنه الصغير محمد وبنته الكبرى آمنة هي عائلته هناك. ماذا؟ محمد و آمنة؟ هل هي حقا الجنة التي يتحدثون عنها؟ دعي صهيب الى منزل المهاجر لتناول العشاء فلم يستطع الرفض. في سيارته في طريقه الى داره, حدثه عن الملذات التي يتقلب فيها في الجنة ثم راح ينتقل من موضوع الى اخر الى ان تطرق الى الدين والاندماج: بأي حق يشككون في مواطنتنا؟ أدفع الضرائب, أنا قديم هنا أقدم من بعض السكان الاصليين حتى, أتحدث لغتهم بطلاقة وأنا عضو فاعل في اقتصادهم, يضيف المهاجر. أنا أصوم وأصلي (وان لم يكن ذلك في المسجد), أنا أعمل جاهدا ليصلي ولداي ويمارسا شعائر الاسلام. أحيانا يسألني ولداي لماذا نصوم وتصلي وتؤيدهم الأم بالسؤال وتلح علي بالاجابة الا انني احتار احيانا غير اني اجد بطريقة او بأخرى جوابا وصهيب لا يزال في وضع السكون الصامت: هل هي الجنة التي يتحدثون عنها؟ في الدار, وجد صهيب نفسه مع العائلة, النصرانية كاسية عارية وكذا البنت, اما الطفل المدلل فيتجنب الحديث الى الغرباء. أحس صهيب بضيق شديد: أهي الجنة التي يوعدون؟ بدأ الأكل,.... صهيب رأسه يكاد يدخل الصحن من شدة الاحراج والضيق. يلتفت الى التلفاز لعله يفر بعينه الى وجهة غير العائلة, ماهذا؟ أومثل هذا تتفرج عليه العائلة؟ أهي الجنة التي يتحدثون عنها؟ عاد صهيب بعينيه الى الصحن مرغما. انتهى الاكل, شكرا سلاما. قصد صهيب محلا للتبضع: اريد شراء مشروبات غازية, اين أجدها يا ترى؟ ماهذا؟ بجانب المشروبات الغازية مشروبات "روحية"!!! خمر؟ أهي الجنة التي يوعدون؟ ركب صهيب قطار المدينة لعله يرجع الى مكان اقامته بعدما بلغ به الضيق ايما مبلغ, ماهذا؟ قبل وأحضان في القطار؟ أهي الجنة التي يوعدون؟ ازداد ضيق صدر صهيب, نساء شبه عاريات, خمر في كل مكان, أكل وشرب ولهو, اهي الجنة التي يوعدون؟ عرف صهيب الجواب عن سؤاله: أجل, هي الجنة, جنة الشيطان