لاطيافهم كتبت

صاحبة طموح · 2009-09-21, 15:06

بسـمـ اللهـ الرحـمنـ الرحـيمـ ...

ســلامٌ قــولٌ مِنْ رَبِ رحــيم ..

هُنـاكَ أَطْيافٌ مَروا في حَيـاتِنـا فأهْدَينـاهُم طُهراً
وأهْدونـا سِهاماَ مَسْمومة , ومع ذلك تبقـى أّطيـافهـم
أنْفاسٌ نَسْتَنْشِقُها بينَ الحينِ و الآخر ..

لأطْيافِهم كَتَبتُ ..

رَأيتُهـا في يومٍ شاحِـبٍ يَشْكـو حَرارَةَ شَمْسٍ مُلْتَهِبَةٍ ,
ولفــحةُ هواء قَـدْ مَـلأَتْهُ الأتربة كَـيّ تُـنَـبِأُهُ أَنـنا في الوَّطَـنْ ..

لا أدرِ ما الذي جاءَ بِهـا إلـى بَحْـرِ خَيـالاتـي , مازاتْ
بِـهـذا الجَمـالْ مازالَ حُـضـورَهـا مُـلـفِـتاً , مازالتْ وِجْـنَـتاهـا
كَـسَـوسَنَتين مُتَفَتِحَـتين تَرْقُصا طَرَباً في أَجْمَلِ فُصـولِ السَنَةِ ,
لا زالَ ثُـغْـرُهـا يَحْكـي حِكايةَ طُفـولَةٍ
لمْ تَكْتَمِلْ تَـفـاصيلُهـا بَعْـدُ ..

وَبِشُموخِ أُنْثـى كَسـاهـا تَتَمَخْـطَرُ بَأُنوثَةٍ طاغِيَةٍ ,
وَ بِحِجـابٍ زادَ مِنْ جاذِبِيَتِهـا نُـوراً ..

جَمـالٌ بَدَوي تَمَرْكَزَ في عَـيْـنَيهـا , وخُصُـلاتِ
شَعْرِهـا الناعِمِ يَعْبَثُ الهواءُ بِهِ فَيَأَنَسُ بَتَطايُرِه
كَأَنَهـا أَعَطَتْ رَوْنَقاً لِلهواءِ فَـتَفَضَـلتْ عَلـيه ..!!

وَبِلِباسٍ يَتَسِـمُ بِذَوْقٍ راقٍ فاتِـنٍ , أَتَذَكَرُكِ وَأَتَذَكَرُ تَفاصـيلِ جَمالكِ ,
عَبثاً أُحاول أنْ أُغمضَ عَيـني عَما أَعْياني مِنكِ , لا أَفْتَأ أَتَذَكَرُكِ حَتـى
تَـنْـتَـفِخُ الجِـراحاتُ وتَتَضَخَمُ , وَكَـأَنَ الطَبـيبَ نَسَجَ الخُيوطَ عَليهِ , فَيَعَبَثُ بِهِ ,
و ما إِنْ يَصِـلَ إلى النِهايةِ
حَتـى يَـرْجٍعُ وَ يَسِـلَ الخَيطَ سَـلاً فَـتَـتَـطايرُ الدِماءُ فَيـَجِفَ
مِنْ لَسْعَةِ جُمودِ البِعْدِ , فَيُعيدُ حِياكَتَهُ وَ بِمَهارةِ طَبيبٍ أَحْمقٍ ..!

فَيُخْطِـأُ وَ يَسْتَمِرُ و يَنْجِـبُ جِراحاتٍ أُخَرْ وتَتَطايرُ دِماءً أُخرى
ولا تَجِـف بَلْ تَتَجَمَدُ مِنْ أَثَرِ ذاتِ اللَسْعَةِ ..!!

ورُغْـمَ ذلك أَعفـو عَنْه
لا أدرِ مالسـبب ..؟؟!

رُبَمـا لأَنَهُ داوى جِراحاً أُخرى ونَجَحَ في إسْكاتِهـا ,
كُـل ذلك كَفيلٌ بِأَنْ يَجْعَـلَني أَسْتَمِرُ باللجوءِ لَه
واحْتِرامِهِ , فَما ذَنْبُه إنْ كان يَتَلَذَذُ في تَجْـرُبةِ إحياءِ الجِراحْ ..!

وما ذَنْـبي إِنْ كُنْتُ أَكُنُ لـَهُ مَسـاحاتٍ في أَحْشائِـيَ وما
ذَنْـبي إِنْ رَمـاني الدَهر في أَحْضانهِ , وما ذَنْـبي إنْ
اسْتَقَرتْ أَشْرِعَتـي عِنَدَ أَوطانه ..!!

وما ذَنْـبي إنْ جَمَعَتـْنـا أَجمـلُ أربعةِ فصولٍ حيينى مِنْ أَجْلِهـا , وأصفـى
زهور تَفَتَحتْ لِرُؤيةِ إنَسِجامِنـا فَتَـظَلُ متَفَتِحَةً و كَـأَنَهـا
تومـؤُ لنـا وتَتَسـائَـلُ : أذلكَ نَسْجٌ من الخيـاالِ .!؟

فَنَمْضـي وَ نَضَـعُ لِكُلٍ إِسْمَهُ و لِكُـلٍ لَقَبَهُ , فَـنُسَـمي
السماء وَطَنـنا ونُسَمي الشَجَرَ ظِلُنـا ونَسَمـي البَحْـرَ
مَلاذُنـا ونُسَـمي النَدَّى دُموعَنـا و نُسَـمي القَـمرَ كاتمٌ لخَفَقاتِنا
ونُسَـمي الشَمْـسَ أَمَلُنـا
ونُسَـمِ خَطواتُـنا ذِكْرَياتُـنـا ..!

تِلَـكَ الخَطوات التي لمْ نَدْرِ يـوماً أَنَـنا سَنَبْحَثُ عَنهـا بَين حباتِ الرِمـالِ ,
سُكـارى نَصْـرَخُ بِصـوتٍ مَـبْحوحٍ أن : أَرجوكِ أبقي آثارنـا
فـلا نَـرى سـِوى رَمـاداً يَبكـي حِدادًا عَلَينـا

البــارحه قلـبي زادت مواويـله
و العيـن و العبرة تصرخ تنادي له *

كلمـاتٌ غَنَيْناهـا , ودموعٍ أخْفَيْناها ..

تُـرى مَنْ كُنـا نَعْني ..!؟ , أَكنـا نَعنـي حاضـرنـا ,
لا كُنـا لا نَـدري ..!!

حينـَما يَكــونُ الفراق نِعمــةٌ لِقَلْـبينِ
مَـلأَهُمْ حُبُّ كِليهِمـا ...

اسْتَنْفَذتُ جَميــعَ المُعادلات كَـي أَمسَح الغُبار و أُظهرُ النَتيجةَ التـي
أأخذ بهـا العلامةُ التي أَرضتيهـا
ويـا أسفـي في كـل مُعادلـةٍ أَرى نَـقَصاً في الإجابةِ ,

فَاخْـتَرتُ مُعادلــةَ أنْ لا نَلتَقــيَ أو أنْ لا نَكـونَ كمـا كُـنـا يوماً ,
فَجَمَعْـتُ كَفـي اليُمْنـى لتلتقـى بِأُخْتِهـا اليُسـرى ولا أَدرِ لمّ كانتْ المسافةُ
بينـهم مُثقَلَةٌ وطَـويلـة , فَيَلتقـيـان وبِأَنيـنٍ مُزْعِجٍ فَأُصَـفِقُ فَـرَحاً لاكْتِمـالِ
مُعادَلَـتي ولأَخْذي النَـتيجةِ التـي ارْتَضَيتُهـا ..!!

صَــوتُـك بَعـيدٌ ولا أكادُ أَقْبٍضُ على صَـداه كَـي أَتْبَـعُـه , و صَــوتـي قَـريبٌ
و لا تَـأبهُ لَهُ , أتـُرانـي أَصْـبْتُ الهـدفَ بعـد مُضِـي الوقـت ..!!

فَأعودُ لِمكـانٍ مُتَسِــع فأصــرخ بإسِمِ الشَــوق وأُحْكِمُ إِغـلاق طَبْـلَتي أُذُني
بِأَنامـلي كَيَّ لا يَسْمَعُنـي سِـوى تِلْـكَ الجُدُر ..!!

وأُغْـلِقُ عَيـني بِشــدةٍ حَتـى لا أُبْصـِرُ إِجابةَ تَفـاصـيل الجُـدر لي ,
فَأخِـرُ في قاعِ الأَرضِ , هاربـةً منْ صـوتي
هاربـة من صورك ..!!

منقولة للامانة