تعلم فن السرور

khaled-M · 2015-10-21, 23:13

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أعظم النعم سرور القلب، واستقراره وهدوؤه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس، وقالوا: إن السرور فن يدرس، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسارِّ العيش، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه.

والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث، ولا ينزعج للتوافه، وبحسب صفاء القلب وقوته، تشرق النفس.

إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس، رواحل للهموم والغموم والأحزان، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات.

إذا اعتاد الفتى خوض المنايا

فأهون ما تمر به الوحول

ومن أعداء السرور ضيق الأفق، وضحالة النظرة، والاهتمام بالنفس فحسب، ونسيان العالم وما فيه، والله قد وصف أعداءه بأنهم (أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) [آل عمران:آية154] ، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم، فلا يفكرون في غيرهم، ولا يعيشون لسواهم، ولا يهتمون للآخرين.

إن عليّ وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانًا، ونبتعد عن ذواتنا أزمانًا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا، فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا، وإسعاد الآخرين.

أصول فن السرور

من الأصول في فن السرور أن تلجم تفكيرك و تعصمه، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك.

إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد، (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان:آية58].

أن تعطي الحياة قيمتها، وأن تنزلها منزلتها، فهي لهو، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود؛ لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع، وجالبة الكوارث، فمن هذه صفتها كيف يُهتم بها، ويُحزن على ما فات منها؟!.

صفوها كدر، وبرقها خلب، ومواعيدها سراب بقيعة، مولودها مفقود، وسيدها محسود، ومنعمها مهدد، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.

وفي الحديث: (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم).

إن السرور باصطناعه واجتلاب بسمته، واقتناص أسبابه، وتكلف بوادره، حتى يكون طبعًا

إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.

والحقيقة التي لا ريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن؛ لأن الحياة خُلقت هكذا (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد:آية4].

وأخيرًا:

لا تحزن! فقد حار الأطباء، وعجز الحكماء، ووقف العلماء، وتساءل الشعراء، وبارت الحيل أمام نفاذ القدرة ووقوع القضاء، وحتمية المقدور.

(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح:آية6

بقلم - عائض القرني

miradl · 2015-10-21, 23:55

بارك الله فيك

The Giver · 2015-10-22, 00:30

بارك الله فيك

khaled-M · 2015-10-22, 13:16

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miradl

بارك الله فيك

بارك الله فيك اختي ....على المرور الطيب

khaled-M · 2015-10-22, 13:17

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the giver

بارك الله فيك

بارك الله فيك اختي ....على المرور الطيب

تشرين11 · 2015-10-23, 19:52

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khaled-m

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أعظم النعم سرور القلب، واستقراره وهدوؤه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس، وقالوا: إن السرور فن يدرس، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسارِّ العيش، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه.

والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث، ولا ينزعج للتوافه، وبحسب صفاء القلب وقوته، تشرق النفس.

إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس، رواحل للهموم والغموم والأحزان، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات.

إذا اعتاد الفتى خوض المنايا

فأهون ما تمر به الوحول

ومن أعداء السرور ضيق الأفق، وضحالة النظرة، والاهتمام بالنفس فحسب، ونسيان العالم وما فيه، والله قد وصف أعداءه بأنهم (أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) [آل عمران:آية154] ، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم، فلا يفكرون في غيرهم، ولا يعيشون لسواهم، ولا يهتمون للآخرين.

إن عليّ وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانًا، ونبتعد عن ذواتنا أزمانًا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا، فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا، وإسعاد الآخرين.

أصول فن السرور

من الأصول في فن السرور أن تلجم تفكيرك و تعصمه، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك.

إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد، (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان:آية58].

أن تعطي الحياة قيمتها، وأن تنزلها منزلتها، فهي لهو، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود؛ لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع، وجالبة الكوارث، فمن هذه صفتها كيف يُهتم بها، ويُحزن على ما فات منها؟!.

صفوها كدر، وبرقها خلب، ومواعيدها سراب بقيعة، مولودها مفقود، وسيدها محسود، ومنعمها مهدد، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.

وفي الحديث: (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم).

إن السرور باصطناعه واجتلاب بسمته، واقتناص أسبابه، وتكلف بوادره، حتى يكون طبعًا

إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.

والحقيقة التي لا ريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن؛ لأن الحياة خُلقت هكذا (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد:آية4].

وأخيرًا:

لا تحزن! فقد حار الأطباء، وعجز الحكماء، ووقف العلماء، وتساءل الشعراء، وبارت الحيل أمام نفاذ القدرة ووقوع القضاء، وحتمية المقدور.

(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح:آية6

بقلم - عائض القرني

إبتسامة في وجه اخيك صدقة
افشوا السلام بينكم قالها خير خلق الله صل الله عليه وسلم
الابتسامة من سهولة رسمها صعب اظهارها وهذا بسبب الضغوطات العمل ومشاكل الدنيا حتى افشاء السلام تجده شبه منعدم فرجل يمشي وعقله ياخذه الى تلك المشكلة وهذه المعضلة يسر في الشارع تقوده اقدامه فقط
تعلم فن السرور اراه من اصعب العلوم

khaled-M · 2015-10-23, 20:12

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى11

تبتسامة في وجه اخيك صدقة
افشوا السلام بينكم قالها خير خلق الله صل الله علبه وسلم
الابتسامة من سهولة رسمها صعب اظهارها وهذا بسبب الضغوطات العمل ومشاكل الدنيا حتى افشاء السلام تجده شبه منعدم فرجل يمشي وعقله ياخذه الى تلك المشكلة وهذه المعضلة يسر في الشارع تقوده اقدامه فقط
تعلم فن السرور اراه من اصعب العلوم

اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلاَّ ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً سهل امورنا برحمتك يا ارحم الراحمين

يسعدني ويشرفني مرورك العطر

بارك الله فيك