جلست في ركن من غرفتي و يدي على خدي و قد سالت دموعي محرقة دروب وجنتاي و استولت علي دهشة أغرقتني في طوفان من التفكير العميق، هكذا انا دوما بين شرود دفين اقتحمني فجأة و صفعني صفعة قوية إخترق صداها أنين فؤادي المكلوم ، رومنسيتي أبدعتها أنامل ريشة فنان محترف ، روزمنسية تجلت في كوامن روحي التعبة ، أئن لحنين بعيد يدغدغ مشاعري الساحرة، أنه الجرح الملوث بدماء الذكرى ، جرح غائر سكنني منذ فترة ، ولكن للأسف لم أجد بلسما شافيا لتضميد جرحي هذا ، اليوم ها أنا ذا أعزي نفسي و أحاورها من جديد ـ أسرح بخيالي حالمة كوتر منكسر و عطر مندثر؟
ياااه مذا جرى لكي رشا؟ وماذا تفعلين بقلبك المسكين؟ ومن يرسم تضاريس أنوثتك الصارخة من جديد؟ هكذا أنا دوما و تنهمر الدموع ساخنة كالنار من مقلتي مرة اخرى، و رحلت بخاطري الى الماضي ، الى الأمس البعيد حيث كنت حبيبة له و أهديته أحلاما وردية و أحانا فواحة من سمفونية فؤادي... بالامس البعيد عشقته بعنف ، عشق الطير لبسمة الشجر ، عشق السجين للحرية....كنت متيمة به بعنف و لازلت كذلك..هاقد نطق الجرح الغائر مرة اخرى و بدا بالنزيف ....
هامت بي ذات مساء و تعبت كثيرا لصمته الخجول و سره المجبول ، لم أفعل شيء كانت كل جريرتي أني أحببته بكل كياني بل بادلته احساسه ، كان بالنسبة لي ماضي الوردي و حاضري الأسود و مستقبلي الرمادي..... ولكن هيهات هيهات ...تذرك أول لقاء لي مع حليلي و ياله من لقاء .. حين تعانقت اشلاء روحي بروحه الساحرة البريئة ، تذكرت ذلك اللقاء حين غردت العنادل و ابتسمت بين أرجاء السماءـ وبعدها تذكرت غرابة ايامي حين اسودت اهداب الورود و انتحرت بين صيحات الدماء ، تذكرت امسيتي خطوبتي له حين ألبسني خاتم ذهبي متلالئ و همس في اذني احبكي يا زوجتي الجميلة ، وتذكرت فستاني المرصع لؤلؤا و ورودا الذي اخترته لارتديه يوم ازف له كعروس و البسمة التي كانت مرتسمة على شفاهي حينها ، وصرت اضرب كفا بكف و دموعي لا تكف عن الانهمار ...تتلملم دموعي المبعثرة و انا أستطرد و استعرف تلك الايام الخوالي التي جمعتها بحماقة حبه الكوثري ، تذكرت اول مرة نطقت شفتاي له بكلمة أحبك ولكن اتعبتني مرارة السنين حين توقف نبض سعادتي فجاة ، و اخترق صوت اجش طبلة اذناي قائلا : ( رشا..،أعذريني على هذا الخبر . لقد طارت الكلمات بجناحيها في الأفق و ارتحلت من قفص شفاهي يا رشا ، حبيبكي حليلكي زوجك رحل عن الدنيا ، حبيبكي هجر الى حيث لا يمكنه العودة ، حبيبكي توفي ...... ، رشا تماسكي لقد رحل و ترك لك شضايا صمته و اشواقه مبعثرة التقطيها و تعايشي معها ، لقد رحل مانحا اياكي اسما أو لقبا جديدا بعنوان أرملة ) لقد رحل و ترك لي زغاريد جراح تؤنسني طوال العمر
رشا تشتاق اليك 