قال صلى الله عليه وسلم
((سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال، ينزلون على أبواب المسجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف ))
رواه أحمد
ورجح العلامة الألباني في الصحيحة رواية بلفظ (الرحال) كون تشبيه الرجال بالرجال فيه بعد ...
فليراجع تفصيله في الصحيحة
ورواية الرحال و رواية أخرى تأكد ما رجحه ذكرها الشيخ رحمه الله بلفظ (( سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثرحتى يأتوا أبواب مساجدهم....))
وما رجحه وفصله الشيخ رحمه الله تزيدنا يقينا بتنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بالسيارات وهذا ما جاء في آخر تفصيل الشيخ :
أن رواية الحاكم المتقدمة بلفظ "يركبون على المياثر..."تؤكد ما رجحناه لأن المياثر جمع "ميثرة" و" الميثرة" بالكسر .
قال ابن اثير ('مفعلة من الوثارة يقال وثر وثارة فهو وثير ،أي وطيئ لين ، تعمل من حرير أو ديباج ،يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال)ز
فاذا عرفت هذا فرواية الحاكم مفسرة للرواية الأولى ، وبالجمع يكون المعنى أن السروج التي يركبونها تكون وطيئة لينة ، وأنها (أعني السروج ) هي كأشباه
الرحال ، أي من حيث سعتها
وعليه فجملة "كأشباه الرحال" ليست في محل صفة ل(رجال) كما شرحه البنا وغيره وانما هي صفة ل (سروج ) وذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها
أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجا حقيقية توضع على ظهور الخيل ،وانما هي أشباه الرحال ،
وأنت اذا تذكرت أن (الرحال) جمع (رحل) ، وأن تفسيره كما "في المصباح المنير" وغيره "كل شيئ يعد للرحيل من وعاء للمتاع و مركب للبعير "
اذا علمت هذا يتبين لك -باذن الله- أن النبي صلى الله عليه و سلم يشير بذلك الى هذه المركوبة التي ابتكرت في هذا العصر ، ألا و هي السيارات ،فانها
وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال ،ويؤيد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم سماها (بيوتا) في حديث آخر تقدم برقم 93 لكن تبين فيما بعد أن فيه انقطاعا.
واذن ففي الحديث معجزة علمية غيبية أخرى غير المتعلقة بالنساء الكاسيات العاريات ، ألا وهي المتعلقة برجالهن الذين يركبون السيارات ينزلون على أبواب المساجد.
ولعمر الله انها لنبوءة صادقة نشاهدها كل يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رحبه يضيق بها ،ينزل منها رجال ليحضروا صلاة الجمعة ،وجمهورهم لا يصلون الصلوات الخمس ،أو على الأقل لا يصلونها في المساجد ، فكأنعم قنعوا من الصلوات بصلاة الجمعة ولذلك يتكاثرون يوم الجمعة ،وينزلون بسياراتهم أمام المساجد فلا تظهر ثمرة الصلاة عليهم ، وفي معاملتهم لأزواجهم و بناتهم ،فهم بحق "نساؤهم كاسيات عاريات"!!
وثمة ظاهرة أخرى ينطبق عليها الحديث تمام الانطباق ،ألا وهي التي نراها في تشييع الجنائز على السيارات في الآونة الأخيرة من هذا العصر ،يركبها أقوام لا خلاق لهم من الموسرين المترفين التاركين للصلاة ، حتى اذا وقفت السيارة التي تحمل الجنازة و أدخلت المسجد للصلاة عليها ،مكث أولئك المترفون أمام المسجد
في سياراتهم ،وقد ينزل عنها بعضهم ينتظرون الجنازة ليتابعوا تشييعها الى قبرها نفاقا اجتماعيا ومداهنة ،وليس تعبدا و تذكرا للآخرة ،والله المستعان.
هذا هو الوجه في تأويل هذا الحديث عندي ،فان أصبت فمن الله ،وان أخطأت فمن نفسي ،والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي و عمدي ، وكل ذلك عندي.
انتهى كلامه رحمه الله