شقائق الرّوح محاورُ الفلك

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

جئت اليوم لأحدِّثكم عن شقائق الرُّوح و بلاسم الجروح
جئت اليوم لأُشَنِّفَ أسماعكم بحديث الأصحاب و ما يحويه من مُجاجِ شَهْدِ الأحباب
إن كنتم تظنّون أنّ الفلكة ليس لها إلاّ محور واحد ـــ كما تنصّ على ذلك قوانين الفيزياء ـــ فأنتم مخطئون
... ماذا ؟! ... لا تصدّقون !! .
دعوني أُخبركم ...
فلكي الخاص له أربعُ محاور و بعضها لبعض مجاور
عالمي الصّغير أو هكذا يترآءى لي
الله جل و علا خالق الأكوان و العوالم ، و مقدّر أحوالها و أحداثها و المتصرف المطلق فيها
شاء ـــ عز و جل ـــ أن يجعل في عالمي نسمات أربعٍ غاليات عاليات ، باسقات شاهقات
هم محاورُ فلكي الدّائر و نجمي السّائر بقدرة الحكيم القادر
لو كان لنفس واحدة أن تعيش في أربعة أجساد منفصلة لكنا نحن ...
لكنّ ذالك مستحيل شرعا و كونا . فلو كان ذلك ممكنا و مُسلّما
لقام الدّليل على شرعية التثليت عند النّصارى ...
قد استطردت كما هي العادة ... لكن عذرا

عودا على بدء
أقول مقرّرا حقيقة و اقعة و رابطة جامعة
لئن لم نكن نفسا واحدة ، فنحن كنفسٍ واحدة
أُدخل يدي في جيب أيِّهم فآخذ ما أشاء و أدع ما أشاء
مرضي كأنّما يُلمُّ بهم هم ، فرحي من أبلغ الأسباب التي تُغرقهم سعادة
ليس من جانب أُجيل الطّرف فيه و لا أرى أحدهم
صنائعهم و وقائعهم معصومة من المنّ و الأذى و أحاديثهم و مجالسهم السُّكر الحلال و التِّرياق الفعّال لمشاقّ الأيام و الأزمان
لهم عليّ ـــ بعد الله جل و علا ـــ في كل مشهد و واقعة يدٌ أنصع من شمس الضّحى و أبرك بركة من ثمر الرّحى
نجوم الدّرب و حُماة السِّرب
ثلة الأخيار و عُمّار الدّار و مكمن القرار
سند الظهر و أُنس العمر و غيظ الغُمر
مهما قلت في حقهم و نعتهم فهو أقصر ، و هم أطول باعا و أسنى شُعاعا
أُحسدُ عليهم و لا أَحسِدُ لأجلهم
و على ماذا يَحسِد من حاز ما أحوز و فاز بما أفوز
هؤلاء هم أصحابي
و أرجو أن أكون لهم كما يكونون لي
فكيف وجدتم إخواني و أخلائي يا معشر الكرام