![]() |
|
قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تبصير أولي الألباب بما جاء في جر الثياب
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أما بعد، فإن خير الكلام كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. إن الله- سبحانه وتعالى- خلق الخلق لعبادته فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، فأرسل الرسل لكي يبينوا للناس ما نُزّل إليهم من ربهم، وافترض على الناس طاعتهم فقال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾[النساء: 64]، ونحن معشر المسلمين أُمرنا باتباع نبينا عليه الصلاة والسلام، وأقسم سبحانه وتعالى بنفسه بنفي الإيمان عن كل من زعم أنه مؤمن إلا من بعد أن يخضع ويسلم لحكمه فقال: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *﴾ [النساء: 65]، وكذلك حذّر من مخالفة أمر رسوله- عليه الصلاة والسلام- فقال- تعالى-: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63]، وقد فهم السلف- رضي الله عنهم- هذه الطاعة وعرفوا أن سعادتهم باتباع أمره والاجتناب عما نهى عنه فاخذوا يتبعونه في الصغير والكبير وهذا ابن عمر- رضي الله عنهما- كما قال مجاهد: (1) كنا مع ابن عمر في سفر فمرَّ بمكان فحَادَ عنه، فسُئل لِم فعلت ذلك؟ قال: رأيت رسول الله فعل هذا ففعلت([1]). وكذلك الإمام مالك- رحمه الله- كما قال الزبير بن بكار: سمعت مالكًا بن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر، قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة، فقال: وأي فتنة هذه، إنما هي أميال أزيدها؟ قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت الله يقول: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٍ﴾.([2]) واعلم أخي المسلم- بارك الله فيك- أنه لا يحق لأي إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعرض عن أي أَمْر أُمر به أو نَهْي نَهَى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتبين له ويتثبت لديه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذمّ وحذّر أناسًا لا يبادرون إلى العمل بالحديث. (2) فعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله»([3]) . وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين للمسلم جميع أموره ووضح له كل ما يحتاجه في حياته سواء كان في ذلك الزمان أو في زماننا هذا وحتى تقوم الساعة فإن كل تصرفات الفرد المسلم يجب أن تقوم على الأسس التي جاء بها الإسلام، وكما علمنا أنه لا يحق لأي إنسان أن يخالف ما أمره به الرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام- فإنه حذّر كثيرًا من التشبه بالكفار وبأهل الكتاب وخاصة في اللباس، فقد وضع- عليه الصلاة والسلام- لهذه الأمة لباسًا تتميز به عن غيرها من الأمم، فإن هناك أمورًا كثيرة يجب على المسلم أن يفعلها في لباسه، وكذلك عليه أن يتجنب ما نهاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأذكر منها ما يسره الله لي عسى أن ينتفع بها من شاء الله له أن ينتفع، لقوله- سبحانه وتعالى-: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55]. وقد تكرر ذكر كلمة (الإزار) في الأحاديث وذلك لكون أكثر لباسهم آنذاك هو الإزار، ولكن اليوم أصبح لبس الإزار قليل جدًا ومع هذا فإن الإزار والقميص في الحكم سواء، وذلك لما جاء في الحديث. (3) عن ابن عمر قال: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص([4]). ([1]) رواه أحمد 2/32 وسنده صحيح. ([2]) ذكره الشاطبي في الاعتصام 1/132، وكذلك الألباني في إرواء الغليل 4/181. ([3]) رواه أبو داود 4604، والترمذي 5/38، وابن ماجة 12 المقدمة، وأحمد 4/132، وصححه الألباني في المشكاة 163. ([4]) رواه أبو داود 4095، وأحمد 2/110، 137.
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أولى, الألباب, الثياب, تتصدر |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc