السلام عليكم
الناس حولك هم من عامة الشعب الغير مثقفة
شعب لا يهمه فلان و لا علان سوى الإشارة بطرف الأصبع و البحث عن صفة ترمى على هذا و ذاك
يقولون :
هذاك الطويل
هذاك لقصير
هذاك المعاق
هذاك البكوش
مرة من المرات عندما كنت أدرس في السنة الأولى ثانوي
كان جاري شخص معوق ، الله يرحمه
كان يسير على كرسي
مصاب بشلل الأطفال منذ الصغر
ذهبت للمسجد للصلاة
فجاء ذلك الشخص ، و هو لا يستطيع الوقوف
يعني صلاته كلها يصليها جالسا
و عند ركوه و سجوده ، يقوم بخركات خاصة
لأنه لا يستطيع الإنحناء بصفة طبيعية
المهم :
كان هناك ثلاثة رجال كبار في السن ، جالسين خلف المسجد ، أعرفهم جميعا ، و هم جيران ذلك الشخص المعاق
رأيتهم من بعيد يضحكون
ثم يضحكون و يضحكون ، بصورة جنونية
تعجبت منهم ، و قلت في نفسي ، ربما هم يضحكون على قصة ما أو حادثة ما
و إستمروا في الضحك ،
و أخيرا قهقهوا ثم قالوا ، راه كمــَّــل !!!
فوجهت نظري مباشرة أمامهم ، لهذا الشخص الذي قالوا عنه : أنه أكمل الصلاة
و إذا به ذلك الشخص المعاق
يا الله
لقد كانوا يضحكون عليه و هو يصلى
يضحكون على حركاته و وقفاته
لقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي
لم أكاد أصدق ذلك
لقد تغيرت نظرتي لأولائك الأشخاص الذين كانوا يضحكون
لقد بدأت أحتقرهم عند المرور بجوارهم
بعد مرور عدة سنوا ،
تقريبا ، السنة قبل الفائتة
كنت أمر بجوار منزل أحد أولائك الأشخاص
لقد أصيب بمرض فظهر عليه أثار الكبر
لقد رأيته يتحرك بصعوبة ، و بالعصي
لقد إنهار جسده و تجعدت ملاميحه
بدأت أقول ، سبحان الله و بحمده
إإإإإإإإإإإإإإإيه عليك يا دنيا
نحن لا نتشفى ، بل هي حلقة مكتملة أثبتت وجودها
و ندعوا الله الشفاء للجميع
بالرغم من أننا مجتمع يدعي الإسلام
لكن الواقع هو خلاف ذلك
مسؤولين في البلديات يسرقون المنح الموجهة للعميان و المعوقين
موظفين أموات ، تذهب أجورهم للصوص القانونيين
الغرب و بالرغم من أنه غير مسلم
لكن لن تشاهد تلك الظواهر فيه
فـــ هل إذن نحن ينقصنا الإسلام أم الإنسانية
عجيب أمر هذه البلاد
رفقا بهيثم و رفقائه
بارك الله فيكم