الانتظـــــــــار

[الغزالي]

..... وأنا جالس في محطة المسافرين أقلب بصري ذات اليمين وذات الشمال والناس منهم الجالس ومنهم الواقف ومنهم الماشي ومنهم النائم أو المتكئ والكل ينظر في هاتفه لمعرفة الوقت والجميع في حالة انتظار....... هذه هي الصفة التي يشترك فيها الكل فمنهم من ينتظر حافلة وآخر ينتظر سيارة وآخر يتلهف شوقا للقاء حبيب ..... الكل ترتسم عليهم علامات الغربة ومن الواضح أنهم ليسو من هذه البلاد .....أكيد أن مقامهم سوف لن يطول ولكن هل سينتهي انتظارهم ؟ وسرح بي عقلي الفار من الانتظار وأوحى إلي أن هذه الدنيا محطة انتظار كبيرة الكل فيها ينتظر ..... فمنهم من ينتظر حبيبا ومنهم من ينتظر منصبا ومنهم من ينتظر حلما يريد أن يتحقق .....منهم من كان انتظاره مشروعا ومنهم غير ذلك..... فطوبى لمن كان ينتظر لقاء ربه فتجمل وتعطر وتأنق.....أوحى إلي عقلي أن الإنسان حتى في قبره ينتظر حتى في محشره ينتظر ......ربما لا يفترق مع الانتظار إلا إذا عرف مصيره ..... بل فحتى أصحاب النار ينتظرون عفوا أو تخفيفا...... ونعود لدنيا الانتظار من منكم شجاع فيخبرنا ماذا ينتظر في هذه الدنيا ...... المنصب .... الصاحبة .... البنون .... الصحة ..... الأمن .... المسكن ..... المركب ..... الشهادة ..... النجاح .... نحن سنعينه بالدعاء وربما النصيحة ووقفة من أخ محب.