غرفة أحلامي

[صبرينة لوتس]

أخرجت منك آلامي وكل أيامي
ووضعت فيك أحلامي كل أحلامي
وطن جريح وطفل طريد
وثوب عرس لبنت شهيد
صرخة أم بين أزقة القدس العتيد
وشباب تمزق فيهم الوريد
وضعت فيك رواية من البداية إلى النهاية
العلم فيها البداية والنهاية
وفوق كل ذي علم عليم
واستعذت من الشيطان الرجيم
ورتلت بعضًا من القرآن الكريم
وكل صباح أفتح بابك
لتبدأ أيامك
أقف ولا أجلس
ليس لدي وقت للجلوس
أو تعريف ماهية النفوس
لا وقت لدي في غرفة أحلامي
لسماع نشيدي وأنغامي
رتبت كتبا لتاريخ منسي أو متناسى
وكتبا قادمة من فرنسا
بالزاوية الأخرى تقع طاولة
عتيقة عليها كتب دقيقة
تحكي فن الحوار وكل الحقيقة
بالثانية والدقيقة
أمّا وسط الغرفة
فكان لقلــة من طين وبردة عتيقة
وسجّادٍ مفروشٍ وقربةٍ معلّقة
صنعت بأيدي حوريّةٍ على أنغام
التّسابيح بعد قدوم الحجّاج
من البقاع المقدسة بأصوات
جبلية وألحان ندية
ورنين أصوات خلاخل
من أرجل بحنة ورقية
تضرب بقوة أرضا طينية
" يا حجّاج المدينة مبارك
لكم عندما جئتم
لابسين برانيس لمية
وفي جبل عرفة صليتم"
وقامت الحورية من على منسجها
ومن على جبال
الهضاب العليا
تشوي سنابل لصنع قمح الفريك
وساقت بعد ذلك الماشية
وحلبت أبقارها واستخلصت
زبدة صافية ودهنت
قطعة خبز" كسرة"
سوّتة على نار حطب من
أشجار مترامية
والى جانب هذا وذاك
وهناك فوق رفّ طويل
يقع كتاب علم التدويل
للصراعات وأهم النزاعات
في المحاكم الدولية
مع قضايا العدالة الاجتماعية
وإستخراجها من دهاليز
الأوضاع السياسية
وخبأت كوفية ملطخة
بدم وتربة الأرض النقية
وعند حلول الليل بت
بين أحلامي
أحرسها من طائرات
القذائف العنقودية
والغازات الكيماوية
قد تغدر بي ليلا
فترديني جثة
لم تحمل يوما القضية
بلا كفن ولا هوية



قطرات