دموع ضاحكة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دموع ضاحكة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-09-18, 18:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










16 دموع ضاحكة

دمــــوع ضاحكــة


خرج من المنزل مسرعا ، لفحه ريح بارد ، شد من رباط عنقه ، جمع سترته الدكناء إلى صدره ، أخرج سيجارته ، أشعلها ، قبض عليها بين السبابة والإبهام ، قربها من شفتيه ، مص مصة أولى ، نفث ، نظر إلى الدخان المتصاعد على شكل دوائر بلا بدايات ولا نهايات ، بيده اليسرى حقيبة دبلوماسية سوداء يغير وضعها باستمرار ، يبدو أنها ثقيلة ، نفث ثانية ، أحس بالنشوة ، أسرع في خطواته ، نظر في ساعته :- السابعة والنصف -، أف، لهذا الزمن المسرع، مازالت المحطة بعيدة ، عليه أن يسرع أكثر ، حاول أن يجري ، تعلل في قرارة نفسه بعدم قدرته على الركض وقد أضحى شيخا [كما يناديه أولاد –الزنقة-]، همس في سره :/كيف أجري في هذا الوحل ؟!/ أهم شيء في الحياة المظهر ، هكذا علمته الحياة ، عليه أن يلبس كل يوم بدلة جديدة و أن يقيم الدنيا ويقعدها إن وجدها غير – مكوية –، تذكر يوم قال لهم مدير المؤسسة في اجتماع رسمي :/لقد تم فصل زميلكم ....لعدم انضباطه ../كان يعرفه نشيطا بل الأول على دفعته ، يومها سمع قول احد الرفاق : /لقد فصل لمظهره غير المناسب مع سمعة المؤسسة ../قهقه في أعماقه :/ هكذا الحياة مظاهر ../فكر لو أعاد التجربة التي درسها في صغره حول إضافة حمض كلور الماء لقشرة البيض ،، ماذا لو أضاف هذا الحمض لقشرة الجسم الآدمي المزيف فهل يحدث الفوران وتنكشف طبيعته الكلسية المتحجرة ؟!!.
حوقل في سره ، المحطة تترائ له من بعيد،، رجال ، نساء ، شيوخ ، صغار ، حتى –الحيوانات – في انتظار –العروس –الحافلة ، أغاني – الراي—تهز الأسماع :/ الليلة أندندنها ،،الليلة نخبطها .../ ترقص الديكة على الموسيقى الصاخبة كما تصورها أشرطة –الرسوم المتحركة -، تغازل الدجاج محدثة جلبة وضجة ، تثار بقية الحيوانات ،، مد يده إلى أذنيه ، آليا حاول غلقهما ، همس بينه وبين نفسه :/لعنة الله على هذا الفن التافه ؟!/، هل يمكنه الاختلاط مع هذا –القطيع –ابتسم لمّا تذكر الحكمة القائلة :/ اللي يتخلط بالنخالة ينقره الدجاج ../مد يده إلى جيب سترته لديه ما يكفي ثمنا لركوب سيارة أجرة تنقله إلى عمله ، أسرع الخطى إلى إحدى السيارات الرابضة قريبا من المحطة لاصطياد أمثاله –المتقدمين – الساعة الثامنة إلا ربعّا ، ينزوي في ركن ينظر إليه السائق ،يبحلق في سترته ، تتحرك السيارة ، صوت المذيع يخترق مسامعه :/أيها السائق ، انقص السرعة تعود بالسلامة ../ أحس بالإنقباض والخوف، حتى في الصباح لا نسمع كلمة أمل أو حياة ،، دائما الموت يتربص بنا ، حياتنا دوما في خطر ، تذكر زيارته للطبيب بعد وعكة صحية ألزمته الفراش أياما فحرم عليه أكل النشويات خاصة ، ضحك وقتها ولسخرية الأقدار وجد عند عودته إلى الدار طبقا شهيا من البطاطس المقلية ..!!.
ينزل من السيارة ، يدفع ثمن –الركبة –يعدل من وضع سترته ،يربت على شعره براحة اليد ، يدلف من الباب الخارجي للمؤسسة ، الكل يحترمه ، يحييه البواب بصوت جوهري :..صباح الخير .. ينظر إليه –بنصف عين -، يرد عليه بإماءة خفيفة عليه أن لا يفتح باب النقاش لأحد وإلاّ كان مصيره مجهولا في عالم يجعل من –الحبة قبة -، يدق جرس الثامنة ، يتقدم من الصف ، ينظر مليا في وجوه تلاميذه ، تمنى لو يصرخ في وجوههم :- لماذا أتيتم ؟!-كظم مقولته وأمرهم بالدخول إلى القسم يرتفع الضجيج تدريجيا ، ينظر إليهم شرزا يعرفون جيدا كلماته النابية، يخيم صمت رهيب على الفصل ، حاول أن ينتهز الفرصة ويبدأ في الدرس ، حاول تذكر ما حضره بالأمس ، كلمة يبدأ بها الدرس !! تعلثم لسانه ، نظر التلاميذ إلى ملامح وجهه التي تعاقبت عليه ألوان –قوس قزح- ، علامات الإحمرار بدأت تأخذ مكانها على سحنته -الصفراء – فتح حقيبته الدبلوماسية ،انفجر-القسم-ضحكا،علب حليب –لحظة –وقطع الصابون تملأ الحقيبة ، نسي أن يعطي-اللوازم –التي اشتراها بالأمس إلى زوجته ،بلع ريقه ، حاول كبح ثورة الضحك التي طغت على الفصل ،، عليه أن يحافظ على قيمته ومركزه ، فليوقف- المهزلة –صرخ بكل قواه : /لحظة من فضلكم ../ تهكم أحد التلاميذ :/ ألا يكفيك ما عندك يا أستاذ ؟ّ‍‍! / يزداد حقنه ،وقع أقدام آدمية تبلغ مسامعه ، ماذا عليه أن يفعل حتى لا ينكشف أمره ؟! المدير صارم وقد يوبخه على هذه الفوضى :مرة أخرى يصرخ بقوة :/ اخرج ورقة مضاعفة ،، لديك فرض فجائي ../،











 


رد مع اقتباس
قديم 2009-09-18, 21:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز مشاهدة المشاركة
دمــــوع ضاحكــة


خرج من المنزل مسرعا ، لفحه ريح بارد ، شد من رباط عنقه ، جمع سترته الدكناء إلى صدره ، أخرج سيجارته ، أشعلها ، قبض عليها بين السبابة والإبهام ، قربها من شفتيه ، مص مصة أولى ، نفث ، نظر إلى الدخان المتصاعد على شكل دوائر بلا بدايات ولا نهايات ، بيده اليسرى حقيبة دبلوماسية سوداء يغير وضعها باستمرار ، يبدو أنها ثقيلة ، نفث ثانية ، أحس بالنشوة ، أسرع في خطواته ، نظر في ساعته :- السابعة والنصف -، أف، لهذا الزمن المسرع، مازالت المحطة بعيدة ، عليه أن يسرع أكثر ، حاول أن يجري ، تعلل في قرارة نفسه بعدم قدرته على الركض وقد أضحى شيخا [كما يناديه أولاد –الزنقة-]، همس في سره :/كيف أجري في هذا الوحل ؟!/ أهم شيء في الحياة المظهر ، هكذا علمته الحياة ، عليه أن يلبس كل يوم بدلة جديدة و أن يقيم الدنيا ويقعدها إن وجدها غير – مكوية –، تذكر يوم قال لهم مدير المؤسسة في اجتماع رسمي :/لقد تم فصل زميلكم ....لعدم انضباطه ../كان يعرفه نشيطا بل الأول على دفعته ، يومها سمع قول احد الرفاق : /لقد فصل لمظهره غير المناسب مع سمعة المؤسسة ../قهقه في أعماقه :/ هكذا الحياة مظاهر ../فكر لو أعاد التجربة التي درسها في صغره حول إضافة حمض كلور الماء لقشرة البيض ،، ماذا لو أضاف هذا الحمض لقشرة الجسم الآدمي المزيف فهل يحدث الفوران وتنكشف طبيعته الكلسية المتحجرة ؟!!.
حوقل في سره ، المحطة تترائ له من بعيد،، رجال ، نساء ، شيوخ ، صغار ، حتى –الحيوانات – في انتظار –العروس –الحافلة ، أغاني – الراي—تهز الأسماع :/ الليلة أندندنها ،،الليلة نخبطها .../ ترقص الديكة على الموسيقى الصاخبة كما تصورها أشرطة –الرسوم المتحركة -، تغازل الدجاج محدثة جلبة وضجة ، تثار بقية الحيوانات ،، مد يده إلى أذنيه ، آليا حاول غلقهما ، همس بينه وبين نفسه :/لعنة الله على هذا الفن التافه ؟!/، هل يمكنه الاختلاط مع هذا –القطيع –ابتسم لمّا تذكر الحكمة القائلة :/ اللي يتخلط بالنخالة ينقره الدجاج ../مد يده إلى جيب سترته لديه ما يكفي ثمنا لركوب سيارة أجرة تنقله إلى عمله ، أسرع الخطى إلى إحدى السيارات الرابضة قريبا من المحطة لاصطياد أمثاله –المتقدمين – الساعة الثامنة إلا ربعّا ، ينزوي في ركن ينظر إليه السائق ،يبحلق في سترته ، تتحرك السيارة ، صوت المذيع يخترق مسامعه :/أيها السائق ، انقص السرعة تعود بالسلامة ../ أحس بالإنقباض والخوف، حتى في الصباح لا نسمع كلمة أمل أو حياة ،، دائما الموت يتربص بنا ، حياتنا دوما في خطر ، تذكر زيارته للطبيب بعد وعكة صحية ألزمته الفراش أياما فحرم عليه أكل النشويات خاصة ، ضحك وقتها ولسخرية الأقدار وجد عند عودته إلى الدار طبقا شهيا من البطاطس المقلية ..!!.
ينزل من السيارة ، يدفع ثمن –الركبة –يعدل من وضع سترته ،يربت على شعره براحة اليد ، يدلف من الباب الخارجي للمؤسسة ، الكل يحترمه ، يحييه البواب بصوت جوهري :..صباح الخير .. ينظر إليه –بنصف عين -، يرد عليه بإماءة خفيفة عليه أن لا يفتح باب النقاش لأحد وإلاّ كان مصيره مجهولا في عالم يجعل من –الحبة قبة -، يدق جرس الثامنة ، يتقدم من الصف ، ينظر مليا في وجوه تلاميذه ، تمنى لو يصرخ في وجوههم :- لماذا أتيتم ؟!-كظم مقولته وأمرهم بالدخول إلى القسم يرتفع الضجيج تدريجيا ، ينظر إليهم شرزا يعرفون جيدا كلماته النابية، يخيم صمت رهيب على الفصل ، حاول أن ينتهز الفرصة ويبدأ في الدرس ، حاول تذكر ما حضره بالأمس ، كلمة يبدأ بها الدرس !! تعلثم لسانه ، نظر التلاميذ إلى ملامح وجهه التي تعاقبت عليه ألوان –قوس قزح- ، علامات الإحمرار بدأت تأخذ مكانها على سحنته -الصفراء – فتح حقيبته الدبلوماسية ،انفجر-القسم-ضحكا،علب حليب –لحظة –وقطع الصابون تملأ الحقيبة ، نسي أن يعطي-اللوازم –التي اشتراها بالأمس إلى زوجته ،بلع ريقه ، حاول كبح ثورة الضحك التي طغت على الفصل ،، عليه أن يحافظ على قيمته ومركزه ، فليوقف- المهزلة –صرخ بكل قواه : /لحظة من فضلكم ../ تهكم أحد التلاميذ :/ ألا يكفيك ما عندك يا أستاذ ؟ّ‍‍! / يزداد حقنه ،وقع أقدام آدمية تبلغ مسامعه ، ماذا عليه أن يفعل حتى لا ينكشف أمره ؟! المدير صارم وقد يوبخه على هذه الفوضى :مرة أخرى يصرخ بقوة :/ اخرج ورقة مضاعفة ،، لديك فرض فجائي ../،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي محرز،
دخلت في عجالة لا لأردّ على النصّ،
ولكني أظنّ أنك لا تنتبه للرّسائل الخاصة
وقد راسلتك انا و أخي لوز لتبعث الينا
بعنوانك الخاصّ حتى نتمكّن من ارسال الامانة
التي تكمّل هديّة مسابقة احسن خاطرة
أرجو أن تفعل بسرعة..

اما عنِ الموضوع فستكون لي عودة اليه ان شاء الله
واعذرني بصراحة حلويات العيد لم تترك لي الوقت
لأردّ على مواضيعكم

تحياتي اليك









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-09-18 في 21:38.
رد مع اقتباس
قديم 2009-09-19, 01:21   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خالد2025
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية خالد2025
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الـدمــوع تـرجـمــة إحـســاس ولـفـظ ســائـل فهـي

كمـا قـيـل تُـغـنـي عـن الكـلمــات ..

أعـجـبنـي هـذا المـوضــوع ، وأعجـبـني أسـلـوبــك

الجـيـّــد أخي
زيتوني فـي الكـتابـة عـن الـدمـع

نحــن نـبــكي .. وإن لـم نـسـتطـع نـتبــاكـى ،

فـالبـكـاء دلـيل عـلى الضـعـف


أحـيـي فـيـك عـبـاراتــك المُـحـكّـمــة ...

أشـكــــرك .. ولا زلـت أنتـظـــر مـنـك

المـزيـــــــد

أخوك خالد










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc