هل صحيح أن ذاكرة المرأة ضعيفة ؟؟

[Hypatia]

هل صحيح أن ذاكرة المرأة ضعيفة و أن ضعفها يعود الى فترة حملها ؟


أولا فترة الحمل لا تشكل سوى جزءا بسيطا من حياة المرأة ، بل من النساء من هن عاقرات ، و عليه فان تعميم الحكم بضعف ذاكرة المرأة على وجه العموم و على مدى حياة المرأة يعد خطأ جسيما ، هذا ان افترضنا أصلا أن ذاكرة المرأة تتأثر أثناء فترة حملها ، فهل صحيح أن ذاكرتها تتأثر بذلك ؟ ماذا يقول العلم بهذا الشأن ؟

الذاكرة(memory): تنقسم الى نوعيين رئيسيين من حيث المدى :

1- ذاكرة المدى القصير(short term memory) أو تسمى (working memory).

2- ذاكرة المدى البعيد (long term memory).

1- ذاكرة المدى القصير(short term memory) :

تحفظ المفردات في الدماغ بشكل مؤقت لا يتجاوز الدقيقة تصل في سعتها الى سبع مفردات , فعندما تعطى مثلا رقم هاتف مكونا من سبع أرقام أو أقل فأنت تحفظه بشكل مؤقت في هذه الذاكرة لبضعة ثواني دون الحاجة لكتابته,لكن عندما تصاب هذه الذاكرة بسوء (الخرف ,الزهايمر) لن يمكنك ذلك , فقد يذهب المصاب لإحدى غرف داره ليجلب أحدى الحاجيات لكنه وبدخوله للغرفة ينسى ما جاء من أجله, ولتشخيص ضررها يعطى المصاب ثلاث كلمات مثلا ويطلب منه

2- ذاكرة المدى البعيد (long term memory) :

تحفظ المفردات في الدماغ بشكل دائمي و لاحدود لسعتها ,هذه مستقلة عن ذاكرة المدى القصير,ممكن أن تبقى سليمة حتى لو أصيبت الأولى بضرر,فالمصاب بالخرف (الزهايمر) في مراحله الأولى يتذكر جيدا الأحداث القديمة ويرويها لك بالتفصيل كالحروب التي شارك بها مثلا لكنه قد لايتذكر فطوره قبل قليل.

تنقسم ذاكرة المدى البعيد الى :

1- (procedural memory) : حيث تخزن آلية المهارات التي نتعلمها كعزف البيانو أو ركوب الدراجه الهوائية وغيرها.

2- (declarative memory) وهذه نوعان :

أ- ( semantic memory ):

حيث تخزن الحقائق العامة التي نتعلمها عن محيطنا كمعاني الكلمات وعواصم البلدان والحيوانات والجمادات , وهي لا تتعلق بتجربة معينة أوحادثة شخصية بمكان أو زمان معينين بل هي تركيب تجريدي للمعارف المتراكمة, كمعرفتنا بان الفأر حيوان وان القلم آلة كتابة وغير ذلك.

ب-الذاكرة الأستطرادية (episodic memory):

حيث تخزن تجاربنا الشخصية وحوادثنا المتعلقة بوقت ومكان معينيين)(episodes) والمواقف التي تمرعلينا مثلا نتذكر اننا عزفنا البيانو في نهاية رأس السنة الماضي ، أو أننا شهدنا شهادة دين بمبلغ كذا لفلان على فلان السنة الماضية.

لذا فأن تذكر المرأة لشهادة شهدتها قبل أجل مسمى (أيام, شهور,سنين) تدخل ضمن ذاكرة المدى البعيد (long term memory) وبالتحديد الأستطرادية (episodic memory) لانها عملية تذكر لحادثة شخصية جرت بمكان ووقت معينين لأنها عملية تذكر لحادثة شخصية جرت بمكان ووقت معينين , في حين أن الدراسات التي يعتمدها البعض للزعم القائل بضعف ذاكرة المرأة أثناء حملها و التي كانت قد بينت أن الحمل يصيب ذاكرة المدى القصير(short term memory) فقط !

وهذا لن يضر بالأمر ,فأن حملت لن يفقدها ذلك القابلية على تذكر شهادتها المحفوظه في ذاكرة المدى البعيد وبالتالي لايبرر أتهام المرأة بالنسيان ,كما أنه لم يوجد فيها مايشير الى أن الحمل يصيب عملية ال(consolidation)-(عملية تحويل ال معلومات من ذاكرة المدى القصير الى ذاكرة المدى البعيد)- بسوء وبالتالي لاضير في ان تشهد الحامل عقدا لدين,

بل على العكس هناك دراسات حديثه نفت أصلا أن يكون للحمل صلة بفقدان الذاكرة, ففي 2003 نشرت الجمعية النفسية البريطانية نتائج دراسة الدكتور(Ros Crawley) خلاصتها أن الحمل لا يسبب ذاك الفقدان كما كان معتقدا بالسابق , ورغم شعور الحوامل بفقدان الذاكرة الا أنه لا يوجد مايدعم ذلك واقعيا ومخبريا, فالاختبارات الادراكية التي أجراها (Ros Crawley) تنفي هذا الزعم .

ثم وعلى عكس المزاعم التي تدعي ضعف ذاكرة المرأة فيه,فالمرأة تفوق الرجل عموما في مهارات الذاكره الأستطرادية (episodic memory ) وهو ما ينبغي القياس عليه في بحثنا للتحقق من صدق هذا الادعاء , وبالتالي فهي أهل للشهادة أكثر من الرجل, فالمرأة لها قابلية أفضل على تذكر الوجوه( face recognition) وقدره أفضل على تذكر الحوادث والمواقف الشخصية
( autobiographical)والمشاهدات (eyewitness memory) والذكريات المقترنة بالعواطف ( emotional memory) الخ

كما أنه لايوجد اختلاف بدرجة الذكاء بين الرجال والنساء ، لذا لايوجد ما يسوغ اتهام المرأة بالنسيان ونقص العقل الذي وغير ذلك من المزاعم التي تدعي بأن المرأة بنقص الادراك, ذلك الإعتقاد لذي لايزال قائما لليوم كقول العامة (نِسْوَة و نسيان جذرهما واحد, نَسَا), وهو اعتقاد أثبت العلم بطلانه .

لهذه الأسباب تتمتع المرأة بذاكرة أقوى من الرجل :

خلافات جوهرية في آلية التعامل مع المشاعر هي السبب وراء قوة ذاكرة النساء فيما يخص الأحداث المؤثرة في الحياة مقارنة بالرجال، إذ رصد العلماء خلافات في رد فعل مخ المرأة والرجل على الأحداث المؤثرة المختلفة.

النساء عادة أكثر تعبيرا عن مشاعرهم في المواقف المؤثرة مثل حفلات الزفاف أو لحظات الولادة وهو الأمر الذي يجعلهن أكثر قدرة على تذكر تلك الأحداث والتواريخ مقارنة بالرجال وفقا لما أثبتته دراسات سابقة.

وحاول فريق بحثي من جامعة بازل السويسرية، معرفة ما إذا كان هذا هو السبب وراء تفوق النساء على الرجال في اختبارات الذاكرة وذلك من خلال دراسة أجريت على 3400 شخص عرض عليهم الباحثون مجموعة من الصور المؤثرة ورصدوا ردود فعل المخ على كل صورة، قبل أن يخضعوا جميع المشاركين في الدراسة لاختبار ذاكرة.

وأظهرت الدراسة تفوق النساء على الرجال في تذكر تفاصيل الصور التي تحمل أحداثا إيجابية بالتحديد. ونقل موقع scinexx المعني بالأخبار العلمية عن مشرفة الدراسة،أنيتا ميلينك قولها: "تشير هذه النتائج إلى وجود اختلاف بين الجنسين في استيعاب المشاعر كما أن الذاكرة تستند هنا على آليات عمل مختلفة".

ولدعم نتائج الدراسة رصد الباحثون عمل مناطق معينة في مخ مجموعة من الرجال والنساء أثناء عرض الصور التي تعكس مشاعر متباينة لتظهر النتيجة نشاطا أكبر في مناطق معينة في النساء لاسيما عند رؤية الصور التي تحمل أحداثا سلبية. أما بالنسبة للصور المحايدة التي لا تعبر عن مشاعر معينة فتشابه فيها رد فعل الجنسين.

منقول بتصرف