بارك الله فيك أخي و أقول و الله أعلم لا يتحقق طلب العلم من الأنترنات أو من الكتاب لأنهما فقدا شيئا أساسيا لا يقوم طلب العلم إلا به و هو الشيخ أو العالم الذي يشرح و يفسر ما خفى بين النصوص و لا حرج إذا كان استعمال هذه الوسائل للحفظ أو للحصول على فتوى و لكن أن تكون هذه الوسائل لتحصيل العلم فلا أحب ذلك"و قد روى الخطيب البغدادي بإسناده عن موسى بن يسار أنه قال : لا تأخذوا العلم إلا من أفواه العلماء ))وقال(( الذي يأخذ العلم من الكتب يقال له الصحفي والذي يأخذ القرءان من المصحف يقال له مصحفي )) وقال سعيد التنوخي"كان يقال : لا تحملوا العلم عن صحفي ولا تأخذوا القرآن عن مصحفي
القراءة تفيد إذا كان عند الإنسان مفاتيح العلم ، بمعنى أنه حصل المواد الأساسية من النحو والصرف و قراءة الكتب الأساسية في العلوم المختلفة الفقه وأصوله ومصطلح الحديث ... وما لابد منه من هذه المعارف التي لابد فيها من التلقي عن الشيوخ الثقات والتتلمذ عليهم مباشرة ، ثم بعد ذلك يمكن للمرء أن يتوسع في القراءة والاطلاع ما شاء له طموحه وواتته ظروفه. أما من هجم على الكتب من أول الأمر وليس عنده هذه المفاتيح أو الأساسيات فلا يؤمن أن يخلط ويخبط ، ولهذا قالوا لا تأخذ القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي بضم الحاء والصاد)
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين سؤالا نصه
هل يجوز تعلم العلم من الكتب فقط دون العلماء وخاصة إذا كان يصعب تعلم العلم من العلماء لندرتهم ، وما رأيك في القول القائل : " من كان شيخه كتابه كان خطئه أكثر من صوابه ؟
فأجاب بقوله : لا شك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء وبطلبه في الكتب ، لأن كتاب العالم هو العالم نفسه فهو يحدثك من خلال كتابه ، فإذا تعذر الطلب على أهل العلم فإنه يطلب العلم من الكتب ، ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء أقرب من تحصيله عن طريق الكتب ، لأن الذي يحصله عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى جهد كبير جدا ، ومع ذلك فإنه قد تخفى عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية التي قعدها أهل العلم والضوابط ، فلا بد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر الإمكان .
وأما قولهم : " من كان دليله كتابه فخطئه أكثر من صوابه " فهذا ليس صحيحا على إطلاقه ولا فاسدا على إطلاقه ، أما الإنسان الذي يأخذ العلم من أي كتاب يراه فلا شك أنه يخطىء كثيرا ، وأما الذي يعتمد في تعلمه على كتب من رجال معروفين بالثقة والأمانة والعلم فإن هذا لا يكثر خطؤه بل قد يكون مصيبا في أكثر ما يقول .ا.هـ.
س : شائع لدى بعض الناس أن الذي ليس له شيخ شيخه الشيطان ، فبماذا توجهونهم سماحة الشيخ ؟
جـ : هذا غلط عامي وجهل من بعض الصوفية ؛ ليرغبوا الناس في الاتصال بهم وتقليدهم في بدعهم وضلالاتهم ، فإن الإنسان إذا تفقه في دينه بحضوره الحلقات العلمية الدينية ، أو تدبر القرآن أو السنة واستفاد من ذلك فلا يقال شيخه الشيطان ، وإنما يقال قد اجتهد في طلب العلم وحصل له خير كثير .
وينبغي لطالب العلم الاتصال بالعلماء المعروفين بحسن العقيدة والسيرة ، يسألهم عما أشكل عليه ؛ لأنه إذا كان لا يسأل أهل العلم قد يغلط كثيرا وتلتبس عليه الأمور . أما إذا حضر الحلقات العلمية وسمع الوعظ من أهل العلم فإنه بذلك يحصل له خير كثير وفوائد جمة ، وإن لم يكن له شيخ معين ، ولا شك أن الذي يحضر حلقات العلم ويسمع خطب الجمعة وخطب الأعياد والمحاضرات التي تعرض في المساجد - شيوخه كثيرون ، وإن لم ينتسب إلى واحد معين يقلده ويتبع رأيه .
" مجموع فتاوى ابن باز " ( 6 / 339 ) .
يظن الغمر أن الكتب تكفي * أخا علم لتحصيل العلوم
وما يـدري الجهول بأن فيها * مسائل حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شــيخ * ضللت عن الصراط المستقيم.
و سبحان الله فإنك و عند ملازمتك لشيخ تأخد ما لا تجده في الورق وهو الأدب و إليك بعض الأقوال في هذا الباب قول عبد الله بن وهب رحمه الله: \"ما تعلَّمنا من أدبِ مالكٍ أكثرُ مما تعلّمنا من علمه\" انظر: سير أعلام النبلاء (8/113). ولقد طبق سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ذلك عملياً , فلقد حرصوا على أن يتعلم أولادهم الأدب قبل العلم , قال مالك بن أنس : كانت أمي تجهز عمامتي وأنا صغير قبل ذهابي لحلق العلم، فتقول: يا مالك خذ من شيخك الأدب قبل العلم!.فالتعلم قبل التأدب قد يقود المرء إلى الغرور والعجب والكبر وهي أخلاق لا يتصف بها أهل العلم , كما أن العلم بلا أدب قد يقود المرء إلى الزيغ والضلال فيتتبع رخص العلماء ولا يدري فيَضل ويُضل
وقد نظمت هذا التعقيب نقلا بتصرف و أرجوا منكم المواصلة بارك الله فيكم