[ خاطِرة ] رِثـَـــــــاءٌ ...

[فاروق الصحراء]

ثمَّ





إِلَيكُمُ هَدَا الرِّثَاءَ ...




أَيَا لُؤْلُؤَتًا تَلْمَعُ بَيْنَ الضُّعَفَاءْ
غَالِيَةٌ أَنْتِ
وَغَلَااكِ نَبْضٌ وَبَهَاءْ
لَمْ أَرَى فِيكِ عَيبًا
بَلِ العَيْبُ فِي مَنْ لَهُمْ شِيَمُ الجُبَنَاءْ
مَاتَتْ قُلُوبُهُمْ وَأَذَلُّو أَنْفُسَهُمْ
تَحْتَ إِمْرِ شَيْطَانٍ الدَّاءْ
الصَّمْتُ فِيهِمْ قَدْ كَسَى حَتَّى مَعَامِرَ أَبْنِيَتِهِمْ
وَأَخْلَدُو فِي التَّارِيخِ إِسْمَ "الجُهَلَااءْ"
وَهُمْ لَيْسُو بِجُهَلَااءٍ إِنَّمَا "بُلَهَاءْ"
أَرْضُنَا أرْضُ الشُّمُوخِ وَالشَّهَامَةِ ...وَلَاازِلْنَا فَوْقَهَا
مُجَرَّدَ بَيَادِقَ تُحَرِّكُهَا أَيَادِ "خَلْفَ وِشَاحٍ وَرِدَاءْ"
نَمْتطَيِ صَهْوَةَ الخَوْفِ وَالغَبَاءْ
مَا عَلِمْتُ بِأَنَّ الأَرْضَ
"وَطَنٌ لِسُفَهَاءْ"
رَاقِدُونَ عَلَى مَدٍ وَشَفَقٍ أَحَلَّ كَغِطَاءْ
أَتَنْتَظِرُونَ المَطَرَ
أَمْ تَنْتَظِرُونَ الـــــــــــــعَطَاءْ
أَمَيِّتُونَ أَنْتُمْ وَفِي أَجْسَادِكُمُ أَحْيَاءْ
تُمْعِنُونَ النَّظَرَ
وَلَا تُرَاعُونَ أَنَّ لَكُمُ قُلُوبًا هَشَّاءْ
أَفِيقُو بِالله عَلَيْكُمُ أَخْزَاكُمُ الله يَا بُلَادَاءْ
أَفِيقُو فَلَكُمْ أَرْضٌ عَرْضُهَا رَوْضٌ فَصِيحُ
كَجُرِمٍ مُشِعٍ يَضْوِي فِي السَّمَاءْ
وَعُرُوبَتُهَا أَجْدَادُنَا يَــــــــــــــــــــــــا عُجَفَاءْ
أَرْضُنَا أَرْضُ الشُّمُوخِ وَعِزُّ لُبِّهَا
كَلِمَةُ "السِّلْمِ وَالوَفَاءْ ..."
صَفُّو مَابَيْنَكُمُ وَإلْعَنُوا شَيَاطِنَكُمُ
وَابْدَؤُو فِي لَمِّ الإِخَـــاءْ
فَمَا طَلَبِي إلاَّ غَيْرَتٌ إِشْتَدَّتْ عَلَيَّ
كَسَقَمٍ بِقَدْرِ هَدَا العَنَاءْ
وَا عَرَبَاهُ أَفِيقُو فَقَدْ قَرَّبْتُمُ الفَنَاءْ


وَخِتَامُ أَبْيَاتٍ إِسْوَدَّتْ بِقَلَمٍ جَرِيحٍ
يُنَادِي بِهَدَا الرِّثَــــــاءْ
وَبِحُرُوفٍ تَرَتَّلَتْ بِخَافِقِ غَيُورٍ تَدَاعَى حِصْنُهُ
مِنَ الشَّجْوِ وَالهِجَاءْ
وَتَهَشَّمَتْ أَسْوَارُهُ
فِي وَسَطِ الصَّحْرَاءِ الجَرْدَاءْ
سَلَاامٌ لِمَنْ مَلَكَتْ أَجْسَادُهُمْ خَوَافِقَ طَاهِرَةً
تَنْظُرُ لِأَعْلَى السَّمَاءْ
وَتَدْعُو الله الأَحَدَ الصََّمَدَ
لِأَنْ يَسْتَجِيبَ الدُّعَاءْ
فَاللَّهُمَّ أَرْزُقْنَا صَبْرَ مَنْ لَهُمْ عَلَيَّ
التَّقْرِيظُ والــــــثَّنَاءْ

بقلمي // محمد الحمداوي

08/09/2014
03:15 ليلاً