// ** - لا بد من الصبر ... الزمن جزء من العلاج - ** //

[أمير جزائري حر]

سلام إخواني ... لنجلس تحت الخيمة و أعيروني آذانكم ...


سأحكي لكم حكاية من حكايا الأجداد ... فيها درر و عبر ...
...

يحكى أن ثعلبا كان جوعانا ... جوعا شديدا .. فبحث في الغابة .. ذات اليمين و ذات الشمال فلم يجد ما يأكله ... و نظر إلى خارج الغابة فرأى قرية لبني البشر .. و فكر و قدر .. و هو يسمع بطنه تقرقر ... و سرعان ما قرر أن يغامر بالاقتراب من القرية لعله يجد ما يسكت به بطنه ...

اقترب الثعلب ... فوجد بجوار أحد المنازل مخزنا للحبوب ... و هو محفور في باطن الأرض و له فتحة ضيقة (بالدارجة تسمى مطمورة: تخزن فيها الحبوب) ... فدخل بلمح البصر و هو لا يلوي على شيء .. فقد أعمى الجوع بصيرته ... فأكل حتى شبع ... و انتفخت بطنه ... و لما حاول الخروج لم يستطع !! .. لأن بطنه منتفخ ...

فعرف أن لا حل له إلا الانتظار ... حتى يعود بطنه كما كان .. و يستطيع الخروج من المأزق و السجن الذي وضع نفسه فيه ... أي " الزمن جزء من العلاج "
و عليه أن يأمل أن لا يأتي صاحب المخزن ...

و أحيانا يكون الزمن هو العلاج الوحيد لتجاوز ما يعترضنا و ما يعترينا من مشكلات ...
و الزمن يحتاج إلى الصبر ..
قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"
و قد نقل عن الشافعي قول جميل:
سأصبر حتى يمل الصبر من صبري
و أصبر حتى يأذن الله في أمري
و أصبر حتى يعلم الصبر أني
صبرت على شيء أمر من الصبر
و هناك حكمة فرنسية تقول: " le temps fait bien les choses il polit la vérité et use l'erreur "
ما رأيكم هل في حياتنا اليومية .. في أسرنا ... في المجتمع نفتقر إلى الصبر ؟
الرجاء إثراء الموضوع بتحليل القصة و استخراج العبر منها ... لأن فيها الكثير تركته لكم أعزائي القراء ... و لي عود ... من بعدكم ...

أستسمحكم في إضافة هذا الرد فهو في نفس السياق ...
قل الحكيم عبد الرحمن المجذوب:
" الهم يستهل الغم و السترة ليه مليحة ... رد الجلدة على الجرح تبرا و تولي صحيحة "


سلام