بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تلاعب الشيطان بالمسلم ومكائده وتلبيس الفتن عليه لتضليله لشيخ الإسلام ابن تيمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
فالعبد كما أنه فقير إلى اللّه دائماً ـ فى إعانته وإجابة دعوته وإعطاء سؤاله وقضاء حوائجه ـ
فهو فقير إليه فى أن يعلم ما يصلحه وما هو الذي يقصدهويريده،.....إلى أن قال ...ولكن هذا المجمل لا يغنيه إن لم يحصل له هدىمفصل فى كل ما يأتيه ويذره من الجزئيات التى يحار فيها أكثر عقول الخلق،ويغلب الهوى والشهوات أكثر عقولهم لغلبة الشهوات والشبهات عليهم .
والإنسانخلق ظلوما جهولا، فالأصل فيه عدم العلم وميله إلى ما يهواه من الشر،فيحتاج دائماً إلى علم مفصل يزول به جهله، وعدل فى محبته وبغضه ورضاه وغضبهوفعله وتركه وإعطائه ومنعه وأكله وشربه ونومه ويقظته،
فكل ما يقوله ويعملهيحتاج فيه إلى علم ينافى جهله، وعدل ينافى ظلمه، فإن لم يمن الله عليهبالعلم المفصل والعدل المفصل وإلا كان فيه من الجهل والظلم ما يخرج به عنالصراط المستقيم،فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية فىسعادته ونجاته وفلاحه،
بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر، فإن الله يرزقه، فإذاانقطع رزقه مات، والموت لابد منه، فإذا كان من أهل الهدى به كان سعيداًقبل الموت وبعده، وكان الموت موصلا إلى السعادة الأبدية، وكذلك النصر إذاقدر أنه غلب حتى *** فإنه يموت شهيداً، وكان ال*** من تمام النعمة، فتبينأن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق، بل لا نسبة بينهما؛لأنه إذا هدي كان من المتقين
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُمَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2، 3 ] ،وكان ممن ينصر الله ورسوله، ومن نصر الله نصره الله، وكان من جند الله، وهمالغالبون؛ ولهذا كان هذا الدعاء هو المفروض .(أى:: اهدنا الصراط المستقيم)
ومن موانع قبول العبد الهدى وتمكن الشيطان من إضلاله
قال..
...وسبب عدم هذا العلم والقول عدم أسبابه ،من النظر التام ، والإستماع التام لآيات الحق وإعلامه.
وسببعدم النظر والإستماع : إما عدم المقتضى فيكون عدماً محضاً ، وإما وجودمانع من الكبر أو الحسد فى النفس (والله لا يحب كل مختال فخور)....