وصلتني دعوة من مدير الثانوية الجديدة ـ خرّاطة ـ ولاية بجاية لحضور حفل توزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين في شهادة البكالوريا ،ويا ليتها ما وصلتني،كيف لا و أنا الّذي ذهبت في الموعد المحدّد برفقة ابني المتحصل على شهادة البكالوريا شعبة تقني رياضي بتقدير قريب من الجيّد (13,17) لهذا الحفل بافتخار و فرح وسرور... بعد طول انتظار بدأ الحفل الهزيل و شُرع في توزيع الجوائز بطريقة قلّ ما نقول عنها أنّها غير منظّمة، وفي اللّحظة الّتي كنت انتظر فيها تسليم الجائزة لإبني ككلّ الحضور صدمت عندما أسدل السّتار عن توزيع الجوائز وأبني رفقة طالبة أخرى في قائمة المنسيين،تدخّلت وذكّرت مُنظّمي الحفل بهذا السهو منتظرا تداركهم للأمر فكانت الصدمة الثانية الّتي حطّت من كلّ معنوياتي و معنويات ابني الّذي كان معي في هذا الحفل المهزلة عندما قالت منشّطة الحفل بكلّ بساطة : المنسيين سيتسلّمون جوائزهم بعد الحفل مباشرة انفجرت الطالبة المنسية بكاء وغادرت مع ابني القاعة... كأنّ الهدف من هذا الحفل ماديّ بحت عند هؤلاء ولا مكان للمعنويات ولا لنفسية التلميذ في مثل هذه اللّحظات ، فبعدما كنت أنتظر تصحيح الخطأ واستدراكه في القاعة حدث ما حدث... صدّقوني إن قلت لكم أنني خرجت من هذه الثانوية متألّما شديد التّألّم و متأسّفا لحضوري لهكذا حفل نظّمه أناس أظنّ أنّهم بعيدون كلّ البعد عن ما تدعو إليه المنظومة التربوية من احترام لمشاعر أبنائنا فلذات أكبادنا كيف لا وقد حطّموا فؤادي كوالد و حطّموا نفسية الطّالب و الطّالبة بحرمانهما من أجمل لحظة و هي تسلّم الجائزة من الأب أمام مرأى الحضور من أولياء و زملاء كباقي الطّلبة.