الجزائر: عودة الحركات الاحتجاجية الى منطقة القبائل بسبب مشاكل الحياة اليومية

[المعزلدين الله]

الجزائر: عودة الحركات الاحتجاجية الى منطقة القبائل بسبب مشاكل الحياة اليومية
كمال زايت

12/09/2009



الجزائر ـ 'القدس العربي': تواصلت الحركة الاحتجاجية التي تعرفها ولاية 'بجاية' (240 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية) لليوم الثالث على التوالي، رغم الهدوء النسبي الذي عرفته بعض المناطق في الولاية مساء الجمعة، ويسعى سكان عدد من المناطق والقرى إلى تنظيم حركة احتجاجية شاملة حتى الاستجابة لمطالبهم.
وكان سكان قرية 'تدرقونت' قد أغلقوا منذ 3 أيام الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين ولايتي 'بجاية' و'سطيف' (300 كيلومتر شرق العاصمة) احتجاجا على تماطل السلطات المحلية في حل مشكلة مياه الشرب القائم منذ 20 سنة، رغم الإعلان في وقت سابق عن مشروع لضمان توريد القرية بالماء الصالح للشرب، والذي لم يتحقق إلى حد الآن.
وتحولت الحركة الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة إلى مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، التي عادت إلى المنطقة لأول مرة منذ الأحداث الدامية التي عرفتها منطقة القبائل عام 2001 واستمرت لشهور طويلة، وأسفرت المواجهات خلال اليومين الأولين عن توقيف 25 شابا من بين المتظاهرين.
وقال ممثلون عن سكان المنطقة أن مشاكل المنطقة كثيرة، ولكن مشكلة الماء الصالح للشرب هي التي تفرض نفسها على باقي المشاكل الأخرى، معربين عن خيبة أملهم إثر إقدام السلطات على استخدام القوة لتفريقهم بدل الاستماع إليهم والعمل على حل الأزمات التي يتخبط فيها سكان المنطقة.
كما أقدم سكان بعض الأحياء في منطقة 'خراطة' التابعة لولاية 'بجاية' على غلق الطريق مباشرة بعد فتح طريق قرية 'تدرقونت'. وقد برر السكان هذا التصرف بتأخر السلطات عن الاستجابة لمطلبهم المتمثل في غلق المحجرة الموجودة بالبلدية، وتحويلها إلى منطقة بعيدة لما تمثله من خطر على صحة السكان. وتدخلت قوات الأمن مجددا لتفريق المتظاهرين وإعادة فتح الطريق أمام المارة.
كما شهدت ولاية 'بجاية' اضطرابات بعدة مناطق، فقد أقدم سكان حي 'رملة' ببلدية 'إغيل أوعزوق' على قطع الطريق بوسط المدينة لمطالبة البلدية بتعبيد الطريق المؤدي إلى حيهم، وإصلاح شبكات المياه، وإيجاد حل للنفايات التي تتكدس يوميا في المدينة.
وقرر سكان عدد من القرى والأحياء عقد اجتماع الأحد القادم من أجل توحيد جهودهم، والتفكير في طريقة لتوحيد جهودهم، وتنظيم الحركة الاحتجاجية التي ينوون الاستمرار فيها إلى غاية الاستجابة لكامل مطالبهم وحل جميع مشاكلهم. جدير بالذكر أن ولاية 'ميلة' (450 كيلومتراً شرق العاصمة) شهدت قبل 3 أيام حركة احتجاجية كبيرة، أسفرت عن توقيف نحو 36 مواطنا ممن شاركوا في المظاهرات التي طالبت بحل المجلس الشعبي البلدي بسبب عجزه عن التكفل بمشاكل المواطنين.
وكان توقيف قوات الأمن لعدد ممن شاركوا في المظاهرات قد زاد في حالة الغليان التي تشهدها المنطقة، وقد شاركت عشرات النسوة في الحركة الاحتجاجية مطالبات بضرورة الإفراج عن المعتقلين، الذين راحوا ضحية فخ نصب لهم، إذ قيل لهم بأن الوالي مستعد للقائهم بمقر البلدية والاستماع إلى مشاكلهم، ولما قدموا وجدوا قوات الأمن في انتظارهم لإلقاء القبض عليهم.