هناك من جعل شهر رمضان شهر أكل وشرب ونوم في النهار وسهر في الليل، أبدل هؤلاء الليل بالنهار، تركوا أعمالهم المسندة إليهم نهارا وعمروا أسواقهم بعد نومهم العميق، فلا تسمع إلا هرجا ولا تشاهد إلا مرجا، الطوابير كبيرة تضم الرجال والنساء والأطفال وكل ينادي بما لديه، الحلويات متنوعة والمأكولات متوفرة والأسعار جد ملتهبة؛ إنها فرصة العمر لدى التجار، القلق يسيطر على العقول والقلوب والجوارح وكأن الناس في حلبة لعرض العضلات، فلا تسمع إلا السب والشتم لأتفه الأشياء ومن لم يكن كذلك فصيامه في نظر هؤلاء غير معهود، وهو شاذ!.
وبحلول وقت أذان المغرب تكثر حركات السيارات والدراجات النارية بين الغدو والترواح وبسرعة فائقة وكأنهم في سباق رالي، ومما جرت به العادة بعد فطور المغرب يتوجه الناس إلى المساجد لتأدية صلاة التراويح، ثم بعد ذلك يملئون المقاهي لقضاء الليل في الهرج والمرج والقيل والقال إن اقتصر الأمر على هذا الحال، ومن لم يكن من المدمنين على المقاهي؛ يقضي ليلته في مشاهدة الأفلام بلا حدود، ومشاهدة السهرات الرمضانية كما يسميها الإعلام العربي من رقص وغناء وما إلى ذلك مما ينوب عن الشياطين المصفودين خلال هذا الشكر الكريم. أهذا شهر عبادة وتقرب إلى الله!؟ أم هو شهر حفلات وسهرات للرقص والغناء رضاء للشيطان اللعين!؟، حسبنا الله ونعم الوكيل.