بعد سلسلة الفضائح التي طبعت امتحاني شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي و شهادة الباكلوريا من أخطاء متعمدة و عمليات غش منظمة وغير ذلك ، بات مؤكدا أن جناحا في السلطة يريد رأس الوزيرة نورية بن غبريط وإرغامها على الإستقالة لأنها أصبحت بالنسبة لهم شخصية غير مرغوب فيها .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : ما الجرم الذي اقترفته الوزيرة حتى أصبحت مغضوبا عليها؟؟؟؟
هل سبب هذه الحملة المغرضة وغير البريئة ضد الوزيرة راجع لكونها امرأة أكاديمية مثقفة وتقنوقراطية متحررة (غير مسيسة أو متحزبة) صادقة و جريئة ، وتحمل مشروعا حقيقيا تهدف من ورائه لاسترجاع هيبة قطاع التعليم و إصلاح النظام التربوي المريض الذي استحال إلى فوضى لا تربوية ، تطمح الوزيرة إلى تحسين مردوده و مخرجاته ؟؟
هل لأنها امرأة ميدان : بعد أن وضعت يدها على الجراح الحقيقية للقطاع راحت تسابق الزمن وتباشر العلاج بكل جرأة ودون تسويف أو تماطل ؟؟؟ أليس من الموضوعية أن نعترف لها بأنها محقة حين ركزت على التكوين وجعلته أولوية أولوياتها كونه العمود الفقري لأي إصلاح ناجح فسعت إلى إعادة بعثه بأن قررت تأميم المعاهد التكنولوجية و إعادة تفعيلها في المستقبل القريب ؟؟؟؟
هذا بالإضافة إلى مشاريع أخرى ستخرج إلى النور كعصرنة وتحسين المناهج من خلال الجيل الثاني .وغيرها من الإجراءات العملية الأخرى التي انطلقت في تجسيدها
فهل هذه المؤشرات والإشارات الإيجابية الملتقطة منذ مجيء الوزيرة و الباعثة على التفائل و الأمل بمستقبل أفضل للقطاع باتت تزعج وتقلق أشخاصا في دوائر السلطة ..
هل لأن الوزيرة أخلطت حساباتهم القديمة المبنية على وضع القطاع في مؤخرة القطار بدل أن يكون القاطرة فراهنوا على الوزيرة مثلما راهنوا على سابقيها ( بسكون الياء ) لتعفين القطاع .
لكنها خالفت العرف فخذلتهم واستطاعت التغلب على الطاقة السلبية ( الاستهجان و التشاؤم و السخرية بسبب أصولها و إيديولوجيتها الفكرية وأخطائها اللغوية و..) التي استقبلها بها ابناء القطاع بعد التحاقها بالوزارة مباشرة ونجحت في امتصاصها و تحسين صورتها أمامهم و كسب ودهم واحترامهم لها شيئا فشيئا ، الأمر الذي لم يعجب الجماعة ولم يتوقعوه ؟؟؟
موضوع للنقاش ( أسباب ودوافع الحملة الشرسة ضد وزيرة التربية )