صــــور مـشـرقــــــــة مــــن إنـفـــــاق المـبشـــريــن الـعــشـــــــــــــــــرة
صــــور مـشـرقــــــــة مــــن إنـفـــــاق المـبشـــريــن الـعــشـــــــــــــــــرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد نظرت إلى هذه الأمة الإسلامية المباركة فرأيت أن هناك إنفاق وخيراً كثيراً .. والله الحمد والمنَّة .. فثمة صور مشرقة لأهل الإسلام , لإنفاق المنفقين وإحسان المحسنين ... في الماضي والحضر ... إلا أن السابقين الأولين كان لهم قصب السبق في حين أن هناك من تجار المسلمين من بخل ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) نعم لقد بخلو على أنفسهم , ألا ترون ديار المسلمين كم فيها من التجار وكم من شركة ومؤسسة ومصرف , أموال تدور حتى أصبحت دُولة بين الأغنياء , في حين حرموها الفقراء , ( فوا أسفاه كيف بخلت أنفس هؤلاء ) وما علموا أن الذي دعاهم إلى الإنفاق هو الذي رزقهم هذه الأموال , وهو القادر على إنفقارهم , كما أنه قادر على إغناء الفقرائهم .... ( أفلا معتبر بمن خسر أمواله عندما خالط الحرام ) ( أفلا معتبر بمن فقد تجارته لما منع زكاة ماله ). وخالف أمر ربه , غير مبال بأكل الحرام , ( أفلا مدكر بمن خسر نفسه وضيع ماله ) لما لم يراع حق الله تعالى في ماله .
عندما رأيت هذه الأموال الطائلة مع كثرة الفقراء والمساكين , فأسر في بحبوحة من العيش , ووفر من الرزق , وأسر تفترش الأرض وتلتحف السماء , ومن رأى عرف , فليس ذلك ضرب من المبالغة أو الخيال , كلا بل هو عين الواقع بينما أناس غصو في الإسراف والتبذير في رغباتهم وشهواتهم , عندما رأيت ذلك أحببت أن أضع بين يدي المسلمين أسطراً ملخصة يسيرة لأولئك الأفذاذ الذين باعوا الفاني بالباقي , وقدموا أرباحهم عند ربهم , وتأملوا بثاقب بصر وبصير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يارسول الله : ما منا أحد أحب إليه من مال وارثه , قال : فإن مالك ما قدمت ومال وارك ما أخرت ) .
لقد علموا حقيقة وصدقوا يقيناً أن مال وارثهم ما أخروا فقدموا لأنفسهم , هنيئاً لهم , لقد اشتروا جنة عرضها السموات والأرض بدنيا فانية , فمنهم من بذله للجهاد في سبيل الله , ومنهم من حبسه في أهله وذويه وفقراء المسلمين , ومنهم من أنفقه على الفقراء والمساكين , ابتغاء الفضل من الله رب العالمين .
وإنني لأهدي هذه الكلمات إلى تجارنا ذوي الدثور على الله تعالى أن ينفعني وإياهم بها إنه سميع قريب .
أخـــــــي القــــــــارئ الكــــــــريم :
لعلك في شوق أن تقرأ في سيرهم وتستقي من معين أعمالهم , وتسأل ربك العون على شيطانك نفسك ىلآمرة بالسوء المانعة من الخير لتلحق بركبهم , ولذلك أثرت ألا أطيل عليك أبداً وألا أستأثر بالحديث سداً , بل أتركك تقرأ بعينك وتتأمل بقلبك وتنفق بيدك , وأنت ترى ذلك الجود الفياض, وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( نعم المال الصالح في يد العبد الصالح )
( ومن يوق شح نفسه فأولئِكَ هم المفلحون )
يتبع بإذن الله تعالى