إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-12, 15:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
rafik32911
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B18 إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْر

بسم الله الرحمن الرحيم و به على الخير نستعين




إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْر


أما موضوع هذا اللقاء :

فوقفاتٌ مع حديث عظيم مخرَّج في صحيح البخاري عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال :

((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ))


وفي لفظ ((وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا)) .


هذا الحديث حديث عظيم مليء بالفوائد وجديرٌ بأن يتأمله المسلم تأملًا جيدًا وأن يقف مع فوائده العظيمة ومضامينه الجليلة ، وقد صدَّره النبي صلى الله عليه وسلم بذكر أسٍّ عظيم وأصلٍ متين قام عليه دين الله جل في علاه ؛ وهو أن هذا الدين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى لنا ورضيه دينًا لعباده ولا يقبل دينًا منهم سواه ، دينٌ ميسَّر لا عنت فيه ولا مشقة ، ليس فيه تعسير بل هو دين سمح ودينٌ ميسَّر ودينٌ سهل لا حرج فيه على العباد ولا مشقة ولا عنت عليهم ؛ وهذا أصل كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث

((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ)) ،

وهو يسرٌ في كل أموره .

ثم قال عليه الصلاة والسلام :

((وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ)) ؛

وهذا فيه دعوة للعباد إلى أن يمضوا في هذا الدين مع يسر الشريعة وسماحتها ، لا يشدِّد الإنسان على نفسه ولا يغالي ولا يرتكب أيضًا البدع المحدثات التي ما أنزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ، كم جنَتْ على الناس وكم جرَّت لهم من ويلات وكم أبعدتهم من حدود الشريعة !! فعلى الإنسان أن يحذر من ذلك أشد الحذر .

((وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ)) ؛ والمشادة للدين :

بعدم الاقتصار على هداياته العظيمة وتوجيهاته السديدة وإرشاداته المباركة ،

ويبدأ يحمِّل نفسه من الأعمال إما ما لا تطيق بأن يشدد على نفسه ، أ


و يحمِّل نفسه من الأعمال ما لا يشرع من البدع والمحدثات ؛

فتكون العاقبة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :

((وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ )) .

ولهذا سبحان الله !! من يشددون على أنفسهم بالمغالاة إما بالبدع أو بتحميل النفس ما لا تطيق تكون العاقبة في نهاية الأمر إلى الحرمان ،


ولهذا تجد بعضهم يشدِّد على نفسه ويحمِّلها أمورًا ما لا تطيق ثم تمل ويترك حتى الفرائض ويحس بأن الدين ثقيل جدًا ،

والواقع أن الدين ليس فيه هذا الثقل الذي هو جلبه على نفسه ، الدين يسر ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام :

((وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ )) .


ثم قال عليه الصلاة والسلام :

((فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا)) ؛

«سَدِّدُوا»: أي ألزِموا أنفسكم ما استطعم إلى ذلك سبيلا ، السداد قولًا وفعلا .

والسداد : هو إصابة الهدي ، إصابة السنة ، إصابة فعل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .


ثم قال عليه الصلاة والسلام :

((وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ)) ؛
ا
لغدوة : أول النهار ،

والروحة: آخر النهار ،

والدلجة : وقت من الليل .

وهذه الأوقات الثلاثة قديما كان لها شأن عظيم جدًا عند المسافر ؛ فهي أرفق الأوقات بالمسافر وبراحلته دابته ، أرفق الأوقات أول النهار ، وآخر النهار ، وشيء من الليل. وكما أنها أفضل الأوقات وأرفقها وأحسنها للسفر الدنيوي فهي كذلك أعظم الأوقات وأحسنها للسفر الأخروي، فهي أوقات فاضلة عظيمة جدًا للإقبال على الله بالذكر والدعاء وقراءة القرآن ؛ ولهذا يأتي في أول النهار صلاة الفجر وأذكار الصباح العظيمة المباركة ، ويأتي في آخر النهار صلاة العصر ثم المغرب وبينهما وقت ذكر لله سبحانه وتعالى ، وشيء من الدلجة أن يكون للإنسان شيء وحظ ونصيب من الليل ، يكون له وردًا من صلاة قراءة قرآن ذكرٍ لله سبحانه وتعالى ، لا يحرم نفسه من الخير ، وإن كان هذا في جوف الليل وآخره فهو أعظم لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)) .



قال عليه الصلاة والسلام :

((وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا)) ؛

والقصد: هو التوسط والاعتدال بين طرفي الغلو والجفاء ،

والله سبحانه وتعالى يقول:


{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة:143]

أي شهودًا عدولا ، وخير الأمور أوساطها لا تفريطها ولا إفراطها . وما من عملٍ صالحٍ دعا الله سبحانه وتعالى عباده إليه جميع الأعمال إلا والناس فيه ثلاثة أقسام :


1. منهم من يغلو في العمل ؛ فيجاوز حد الشرع فيه بالغلو .



2. ومنهم من يجفو ؛ بالتخلي عن العمل وتركه .



3. ومنهم من يتوسط ؛ وهو من يقوم بالعمل موافقًا هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه .


فليحذر العبد أشد الحذر من الغلو والجفاء ، وليلزم القصد .


قال : ((وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا)) ؛

تبلغوا ماذا ؟

أيضا مثل ما سبق في قوله ((وَأَبْشِرُوا)) لم يذكر المتعلَّق ليعمَّ بلوغ كل خير وفضيلة في الدنيا والآخرة ، إذا كان المرء متوسطا معتدلًا ؛ بعيدًا عن الغلو والجفاء ، ملازمًا هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه .


وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال


من كلمة ألقاها الشيخ عبد الرزاق البدر - بتصرف - و هي موجودة بالعنوان نفسه في موقعه الرسمي تحت قسم كلمات









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الدين،يسر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc