ذاكرة الزنزانة...!

[ينابيع الصفاء]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
باقة أقلام و قصائد

**************
مدخل :
غبار هذا الجسد

أتساقطُ
أوراقًا عُرْيُها الأشجارُ
لأرافقَكِ
إلى حيثُ لا عُمقَ و لا صدى
أيَّتُها الدموع.
في عينيكِ
أنهارٌ جارحةٌ
من صراخٍ
و تعب،
أمطارُكِ قانية.
لكِ، غبارُ هذا الجسد.
لرذاذِكِ المرعوبِ من تدفُّقِهِ
أفتحُ كفيَّ
كدفَّتي كتابٍ
مثلَ عينين
و أتهاوى.
كأنَّ العالمَ بين يديَّ،
كأنَّهُ علبة صغيرة.
سوزان عليوان
**********

ذاكرة الزنزانة...!

هذه الطرقات التي تسير بنا لزمن آخر
لتغتال ذاكرتنا عند جدران الحياة
سائرين نحن فلا خيار لدينا...

هنا قالوا أنها حكاية الزمن والتاريخ
وقالوا لنا عليكم نسيان الحياة...
تسير بنا الطرقات إلى زنزانة سوداء

لدينا آلاف الكلمات لنكتبها على جدرانها...
لدينا قصيدة سنتركها للأيام
ولدينا ذاكرة هي فقط ذاكرة الزنزانة
تركوا في جعبتنا بقايا رصاصة...!

هي آثار لنقول للزمن كنا يوما إنسان
هي رصاصة من ذاكرة الزنزانة

سرقناها من بقايا ما يملكون من الحياة
بقايا بشر تركوا في الأرض بعض أظافرهم
تركوا لنا زنزانة...
وتركنا لهم قصيدة...!
بقلم هاوي.
*********

لوحة...

رأتني أمتطي
صهوة العمر
كأني شهب مجنح
أسبح في فلوات الليل
مثل ما تسبح الفراشات
رأتني أمتطي
أترجل
مثل ما يفعل النحل
وهو يرتشف الرحيق
ليكتب من الشهد قصيدة شهد
يذوب في شفاه الورود

لما رأتني ، رسمت لي لوحة
لأني فارسها الموعود
ولما دنت
ولما رأت ما حفرت السنين
من طروس

لما قرأت ما كُتب بين أحافير الجبين
من ألواح كأنها بقايا ظل كان

باركتْ رقيم الذكريات
بقلم محمد العروسي
********
مخرج:

الخروج من اللوحة

حينَ لامَسَتْ قدماي
أرضَ واقعِها
على السجّادةِ المجاورةِ
لسريري
خطوْتُ خارجَ اللوحةِ
التي رسمتُها لعمري
و منذُ ذلكَ الصباح
و أنا أدورُ حولَ نفسي
كنقطةِ ضوءٍ
على جدارٍ شفيف
سوزان عليوان
انتهى...