صَقِيعُ الْمَاضِ

[ناصف الورداني]

تَجَرَّعَ الْقُلَّبَ مَنِ الهموم فَاِرْتَوَى
و مَا اُنْتُظِرَ الْغَيْثَ يَسْقِيهِ و مَا دَوى
فَرَاحَتْ الْعَيْنَ دامعة و الْمِحَنَ تَهُبُّ
و قَلْبِي يَلْتَحِفُ الْبَرْدَ عَلَّهُ يَقِيهِ نِيَرانَ الْفُراق
تَوَسَّدَتْ الْمَشَاعِرَ الْاِنْتِظارَ و مَا سَالَتْ
تُخَاطِبُ الْغَدَ عَنْ فُؤَادِ سَكَنُهُ السَّقَمُ
اِنْسَلَّتْ الاوتار الى مَضْجَعِي فِي هَوَادَةِ
تُسْمِعَ اِعْتِصامَي الامل مَعْزُوفَةَ الشَّجَنِ
فَاِنْكَسَرَ الْحُلُمَ و مَا ثَبَّتَتْهُ الاتربة
و يا لَيْثَ الْغُرْبَةَ مَا فَاضَتْ شَوْقَا
تَدُقُّ الْجَلِيدَ بَحْثًا عَنْ قَطرات الماض الْعَمِيقِ
تُبَدَّدَ الشِّتَاءَ الْغَاضِبُ و مَا بَقِيَ غيرَ الصَّقِيعِ
حاجِبَا ناظري عَنْ رُؤْيَةِ الْحَبيبِ
لَا انا مُذْنِبُ يا عِشْقُ و لَا بعْدَ الجنيب
فَقَدْ ضَاعَتْ رسالتي ام ان الشّراعَ مال عن الطريق
و غَابَتْ سفينتي و مَا رَسَتْ عِنْدَ الْحَبيبِ