السلام عليكم و رحمة الله
مسلمو اليوم و حادثة الإساءة للنبي عليه الصلاة و السلام ، و الفوضى الفكرية
تلك الحادثة المجهرية و المتمثلة في الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة و السلام ، كشفت أن مسلمين اليوم يعيشون في فوضى فكرية ، لقد تابعت تلك القصة بتفاصيلها
في بدايتها رأيت أن المسلمين عبر بقاع العالم ينتفضون و ربما ، يخربون و يتوعدون ، حاولت تصديقهم و القول أنهم على صواب ، و هذا بهدف عدم إساءة التفكير مني و إحترامي لمشاعرهم ، حتى و لو إعتقدت جازما أنهم لا يحسنون التعبير
لكني فكرت بحثت عن الأسباب و النتائج لكل ذلك
قلت : المسلمين المنتفضين يظنون أن الساكت هو متواطئ أو متنازل عن نصرة النبي عليه الصلاة و السلام ، إنتبهت إلى جملة : نصرة النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، و بحثت عنها و عن كيفية تحقيقها ، فلم أجد فيها شيء من ما يقوم به مسلمون اليوم
ثم قلت : حسنا ، تحرك المسلمين عبر بقاع العالم و قتلوا سفراء أجانب و خربوا قنصليات و هددوا و توعدوا ، فالسؤال المطروح : هل انتصروا للنبي بذلك ؟
حسنا : ربما يوما ما ، مراهق يهودي أمريكي ، يريد صناعة فيلم ، بهدف إثارة جموع المسلمين ضد من يراهم هو أعدائه ، فسيقوم بكل بساطة بــ إنتاج فيلم و وضعه في النت ، لنرى بعدها خروج الجموع في مختلف نقاط العالم لينددوا و يتوعدوا ،
ثم بعد : صحفي فاشل ، ينشر رسوم كاريكاتورية مسيئة ، فسيحدث نفس الشيء من التوعد و الوعيد و التظاهر و التخريب
السؤال الذي طرحته على نفسي : إلى متى ؟
هل كلما أساء كافر ، للدين الإسلامي أو لنبينا ، ينتفض المسلمين
عبر بقاع العالم و يخربون و يتوعدون و و ؟
هل هي نتائج منطقية لظواهر دورية عناصرها إثنان :
" المسلمين عبر العالم " و " شخص كافر فاشل في منطقة مهملة من الأرض " ؟
إلى متى ؟
هل أصبح مسلمين اليوم مجرد جسم قابل لأن يحرك عن بعد ؟
أيهما أعظم عند الله ،
هل" الإساءة لله و لرسوله " أم " سب الدين " ؟
و سب الدين يحدث في الدول المسلمة العربية ، جهارا نهارا ، نهارا جهارا
ألم يثبتوا اليوم أنهم فعلا يعيشون فوضى فكرية لا مثيل لها ؟
أين هم علماء الدين و دورهم ضمن المجتمعات المسلمة ؟
حتى أنه ازدادت تعجبي في دفاع الشيعة عن النبي عليه الصلاة و السلام ، في الحين ، هم يمزقون زوجاته و أحبابه جهارا نهارا ، يا للعجب
أخاف أن ينتج فيلم آخر لا يسيء للنبي عليه الصلاة و السلام ،
بل فيلم حقيقي يصور فيه ردات الفعل الناتجة عن الفيلم و عن الرسوم و عن المشهد و عن و عنه و عن
ليصبح فيه فعلا ، المسلمون اليوم أضحوكة في القنوات الغربية
حتى أن بعض الجهات المعادية للولايات المتحدة استغلت ذلك اللآ حدث ، كمادة دسمة من أجل تسخين الشعوب المسلمة و حثها على القيام بــ ما عجزت عنه هي ، و قد لاحظنا ذلك جليا في ليبيا و غير ليبيا ،
بل و بفضل المسلمين ما شاء الله عليهم ، تحول ذلك الفيلم المسيء الذي أنتجه عدو للإسلام ، تحول إلى أشهر فيلم على مستوى العالم ، بل و تحدثت عليه شركات كبرى و دافعت عنه حكومات ،
بعدما كان ذلك الفيلم لم يشاهده سوى طغمة أمريكيين نفروا منه بعد مشاهدته و أرجع لصاحبه من طرف السينما التي عرض فيها لأول مرة ، و لم ينتبه الإمريكين لوجوده حتى .
السؤال المطروح :
المسلمين اليوم يريدون أن ينتصروا للنبي عليه الصلاة و السلام ، فــ كيف ؟
كلما نشرت رسوم أو مشاهد مسيئة ، إنتفض العالم الإسلامي زاعما نصرة النبي ، إلى متى ؟
ندد المسلمين اليوم من الناشرين و الرسامين الأعداء للإسلام ، نددوا إلى من ؟ و من من ؟
ألا يعلمون أنهم في الأصل أعداء و ما يجيئك من العدو للإسلام ، ضد الإسلام ، هو مألوف عبر التاريخ
يا ليت كانت المجمعات و الدول المسلمة اليوم تملك حق الفيتوا أو لديها أغلبية في هيئة الأمم و لها الرأي و الأمر و النهي و لها سلطة القوة ، لكنا نقول حينها أنها فعلا ، مجتمعات ينظر لتحركها بالعين المجردة ،
لكن ، و للأسف
بــ قلم رصاص
تحياااتي