تاريخ سياسة الاستدمار في محاربة العلم في الجزيرة العربية المحتلة

[samid_dz]

تاريخ سياسة الاستدمار في محاربة العلم في الجزيرة العربية المحتلة


حرّموا وسجنوا ثم حللوا وما اعتذروا !



كان عبد الكريم بن العزيز الجهيمان ( رحمه الله ) أول مَن دعا لتعليم البنات ( 1375هـ ) – في مقال صحفي بجريدة " أخبار الظهران " بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية - حيث كان كاتباً في ذات الجريدة التي لم تسلم هي الأخرى من خفافيش الظلام فقد أغلقوها على أثر ذلك المقال ، واعتقلوا الكاتب ( عبد الكريم الجهيمان ) وأودعوه السجن 21 يوماً بصفته مجاهراً بمنكر يحرّمة ويجرّم مرتكبه الفكر الوهابي الذي كان آنذاك طرياً والشعب السعودي حديث عهد به حين نشر عبد الكريم الجهيمان مقاله ( القنبلة ) يوم ذاك كان تعليم البنات من أشد المحرمات في السعودية ، والداعي له أو المطالب به يعتبر في الفكر الوهابي الذي أخذ مع مرور السنين والتأليف والممارسة والنشر من قبل التابعين يتحول الى مذهب سني خامس .

ولعل من المفارقات العجيبة أن عبد الكريم الجهيمان هو الذي درّس أبناء الملك سعود بن عبد العزيز ( كان أميراً ولياً للعهد ) ، حيث بعد تخرجه من المعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة عُهد له بانشاء المدرسة النموذجية الأولى في مدينة السيح بمنطقة الخرج ، وذلك في عام 1930م ، وبعد سنة من انشائه للمدرسة النموذجية طلب منه الملك سعود أن ينتقل الى الرياض ليقوم بتدريس أبنائه ( أبناء الملك سعود ) في عام 1931 وبقي في تعليم أنجال الملك سعود ( ولي العهد آنذاك ) عاماً واحداً ، انتقل بعدها إلى الظهران وأنشأ جريدة ( أخبار الظهران ) وهي أول صحيفة تصدر من شرق الجزيرة العربية .

اليوم بعد 61 عاماً من نشر أول مقال تنويري في محيط ظلامي ، وبعد أن أصبح ذلك المحرم حلالاً يجيزه ويباركه وينهجه المحرمون له في السابق ( الوهابيون ) أي تعليم البنات الذي بسببه أُعتقل وسجن كاتب المقال التنويري ( عبد الكريم بن عبد العزيز الجهيمان ) مَن الذي يعوض أُسرة ذلك الصحفي الكاتب ، الأديب ، الباحث ، الشاعر، الناقد ، الثقافي ، صاحب الكتب المتعددة التي بعضها ترجم الى لغاة عدة ، والسفرات الاستعلامية العالمية العديدة ، مَن الذي يعوض أُسرته عما لحق به من ظلم الظالمين وأذى المؤذين المعنوي والنفسي ، وربما الجسدي حيث أن اعتقاله وسجنه بجريمة نشر ذلك المقال التنويري لم يكن الوحيد بل تبعته اعتقالات وسجون متلاحقة بسبب كتاباته الصحفية المتتابعة في ذات الاتجاه أي المطالبة بالتعليم والتثقيف والاستنارة ونفض غبار الجهل الذي كان يعم المجتمع السعودي آنذاك ، و ما زال بعض رذاذه يغطي أجزاء من المملكة الأغنى في العالم ؟!