طرائف ونوادر ارتبطت بالعيد .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طرائف ونوادر ارتبطت بالعيد ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-09-01, 11:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي طرائف ونوادر ارتبطت بالعيد ..

السلام عليكم يزخر تاريخنا بما لاحصر له من الطرائف والنوادر والحكم والآثار ارتبطت كلها بالعيد فمنها ما يدفع للضحك والإستبشار ومنها ما يثير الشجن ويشعر بالألم ..انتقيت لكم بعها وهو منقول طبعا فمتابعة طيبة ..
وتحية وتهنئة خاصة مني اليكم أقول عيدكم مبارك سعيد وعمركم مديد بالخيرات يزيد أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات والحبور والمسرات ..


أورد الحافظ ابن سيد الناس في كتابه “عيون الأثر” نقلاً عن الواقدي: كانت “بوانة” صنمًا تحضره قريش وتعظمه وتنسك له وتحلِّق عنده – أي تجلس في حلقات – وتعكف عليه يومًا إلى الليل في كل سنة، فكان أبو طالب – عم النبي صلى الله عليه وسلم – يحضره مع قومه، ويكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضر ذلك العيد معهم، فيأبى ذلك، حتى غضب أبو طالب عليه، وغضبت عماته يومئذ أشد الغضب وجعلن يقلن: “إنا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا”، ويقلن: “ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدًا ولا تكثر لهم جمعًا”، فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء ثم رجع مرعوبًا فزعًا، فقالوا: ما دهاك؟، قال: إني أخشى أن يكون بي لمم، فقلنا: ما كان الله عز وجل ليبتليك بالشيطان وكان فيك من خصال الخير ما كان. فما الذي رأيت؟ قال: إني كلما دنوت من صنم منها، تمثّل لي رجلٌ أبيض طويل يصيح بي: “وراءك يا محمد لا تمسه!”، قالت: فما عاد إلى عيد لهم حتى تنبأ (أي جاءته النبوة) صلوات الله عليه وسلامه.

ويظهر من هذا الكلام النزعتان الدينية والاجتماعية للأعياد فالعيد له القيمة والمسؤولية الاجتماعية تجاه القوم، بما لا يقل أهمية عن الدافع الديني، فإن أعياد الأقوام هويتها ورمزها. ولذلك فقد حرص الإسلام على تنقيح ذلك وتحديد طبيعة الأعياد ومظاهرها الدينية وكذلك الاجتماعية، وقد روى النسائي بسند صحيح أنه كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: “كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى”.

ومن جميل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في العيد أنه كان إذا صلى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلى وخطب يؤتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فيذبحه بيده ثم يقول “هذا عن أمتي جميعًا، من شهد ذلك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ” ثم يؤتى بالآخر فيذبحه هو عن نفسه ثم يقول: “هذا عن محمد وآل محمد”، فيأكل هو وأهله منه ويطعم المساكين.

ومن أروع الصور التي صادفت يوم العيد، كان في عصر الصالح أيوب آخر حكام الدولة الأيوبية في مصر مع سلطان العلماء العز بن عبد السلام، فقد طلع الشيخ مرة إلى السلطان في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد العسكر مصطفين بين يديه، ومجلس المملكة وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة وقد خرج على قومه في زينته على عادة سلاطين الديار المصرية، وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه: “يا أيوب! ما حجتك عند الله إذا قال ألم أبوئ لك ملك مصر؟ ثم تبيح الخمور؟” فقال هل جرى هذا؟! فقال نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة” يناديه بأعلى صوته والعساكر واقفون، فقال أيوب: يا سيدي هذا أنا ما عملته، هذا من زمان أبي! فقال الشيخ: “أنت من الذين يقولون (إنا وجدنا آباءنا على أمة)”، فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة. قال راوي القصة الإمام العلامة علاء الدين الباجي: “سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان وقد شاع الخبر، يا سيدي كيف الحال؟” فقال:” يا بني رأيته في تلك العظمة فأردت أن أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه”، فقلت:”يا سيدي أما خفته؟” فقال: “والله يا بني استحضرت هيبة الله تعالى فصار السلطان قدامي كالقط”! رحم الله الإمام!

من ناحية أخرى فقد وجد كثيرٌ من الأدباء والشعراء في العيد فرصة للتقرب من السلاطين والأمراء، بل الأعجب من ذلك ما وجدت في كتاب لباب الآداب للثعالبي في فصل خاص بالتهاني! جعل فيها تهنئة أدبية بالعيد: “عاودتك السعود، ما عاد عيد واخضرّ عود، تقبل الله منك الفرض والسنة، واستقبل بك الخير والنعمة، عاد السرور إليك في هذا العيد، وجعله مبشرًا بالجد السعيد، والخير العتيد، والعمر المزيد …” وقد أورد في كتابه هذا عددًا من التهاني والمراثي الجاهزة لكل مناسبة!

وقد كان للمتنبي – صاحب أشهر بيت عن العيد (عيد بأية حال عدت يا عيد) – أعياد متباينة المشاعر والابتلاءات، فمن رسالته لصديقه وممدوحه سيف الدولة الحمداني التي قال فيها:
“هنيئًا لك العيد الذي أنت عيده .. وعيد لمن سما وضحا وعيدا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى .. كما كنت واحدًا كان أوحدا”

وقد أورد الثعالبي هذه الأبيات خلال رسالته إلى خوارزم شاه مهنئًا له بالعيد واستطرد قائلا: “كيف نخدم عالي مجلس مولانا الملك المؤيد خوارزم شاه أعز الله نصره وأدام ملكه في هذا اليوم السعيد، وكيف نهنيه بالعيد وهو عيد العيد. وهو في ملوك الأنام مثل هذا اليوم في الأيام فلا زال مهنئًا بأمثاله، مبلغًا آماله…”!

وللمتنبي أبيات يبكي قلبه فيها في العيد قائلًا:
يضاحك في ذا العيد كلٌ حبيبه .. حذائي وأبكي من أُحب وأندُبُ

وقريب من ذلك قول أبي الفرج بن سلامة:
من سره العيد فما سرني .. بل زاد في همي وأشجاني
لأنه فكرني ما مضى .. من عهد أحبابي وإخواني

وقال آخر:
من سره العيد الجديد .. فقد عدمت به السرورَ
كان السرور يتم لي .. لو كان أحبابي حضورا

وقد ارتبط العيد كذلك ببعض الأزمات المالية، وغلاء الأسعار، أورد صاحب كتاب “مفيد العلوم” أن بعض الناس أوصى امرأته بذبح الديك في العيد لرقة حاله (أي فقره) فانقلب الديك يصيح من جدار إلى جدار فكسر لجار له قارورة وأراق لجار آخر سمنًا! فسألوا المرأة عن قضيتها فأخبرتهم بها، وكانوا هاشميين فقالوا: والله لا نرضى أن يكون حاله كذا فبعث واحد شاة، وآخر بقرة وآخر ذهبًا، فرجع فإذا بيته مملوء نعمة وروائح الطبيخ والشواء، فأخبرته فامتلأ سرورًا، فقال لامرأته: احتفظي بهذا الديك النفيس وأكرمي مثواه، فإنه أكرم على الله من فدية إسماعيل!! قالت: وكيف؟ قال لأن الله لم يفده إلا بذبح واحد، وفدى هذا الديك بهذه الشاة والبقرة!

ومن أعجب الأزمات الغذائية في العيد ما أورده ابن حجر في “إنباء الغمر” قال: “وفي أواخر رمضان عزّ الفستق عزة شديدة، إلى أن بيع الرطل منه بمثقال ذهب ونصف! ثم وصل منه شيء كثير إلى أن بِيع بعد العيد بربع مثقال الرطل!”، والعجيب كذلك ما أورده ابن حجر في أحداث سنة قريبة لاحقة من أزمة الفستق هذه أن السلطان قد ضعف في شهر ذي الحجة ضعفًا شديدًا، حتى أنه صلى العيد في الجامع – يبدو أن عدم الصلاة في الخلاء كانت علامة المرض! – واستمر به الإسهال إلى ثالث عشرين ذي الحجة، وكثر الإرجاف بموته مرارًا – هل يذكركم هذا بأحد؟ – فأكثر من التصدق عنه وأكثر من ذلك جدًا حتى قيل إن جملة ما تصدق به مائتا ألف وخمسون مثقال من الذهب ومن الفضة والغلال والقماش ونحو ذلك!” وإني لأتعجب لثراء أمراء المماليك هؤلاء أيما العجب!!

وقد لزم العيد اسم أحد أكابر فقهاء وأئمة المسلمين وهو الإمام ابن دقيق العيد، والحق أن هذا الاسم لعائلة كاملة من أكابر العلماء وأول من لقب به كان الجد الإمام وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي كان أبيضًا ذا لحيةٍ بيضاء وجاء يوم العيد يلبس طيلسانًا أبيض، فقال الناس إنه يشبه دقيق العيد! فغلب عليه الاسم، وعلى ذريته من العلماء الكبار، وأشهرهم حفيده الإمام الحافظ الفقيه محمد بن علي بن وهب القشيري وهو المقصود عند إطلاق لقب ابن دقيق العيد في كتب الفقه أو الحديث أو التاريخ!









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc