شاعر وقصيدة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شاعر وقصيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-08-10, 17:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي شاعر وقصيدة

الشاعر : عمر بهاء الدين الأميري ولد في سنة 1918م في حلب بسوريا ،
عمل في التدريس .. ثم مارس المحاماه .. ثم سفيرا لسوريا لدى الباكستان..
ثم المملكة العربية السعودية ، ثم درس في المغرب بدار الحديث الحسنية لمدة حوالى 15 عاما

* وكان عضوا في رابطة الادب الأسلامي .
قال الشعر في سنوات مبكرة ..
من دواوينه الشعرية..
(مع الله)
(أب)
(الوان الطيف)
(امي)
(رياحين الجنة)
توفي في الرياض22/10/ 1412هـ
عن عمر ناهز الثالثة والسبعين

*******

وقصيدته هذه مناسبتها انه كان في احدى مصايف لبنان ..( مصيف قرنايل)
ومعه اطفاله واسرته ، فلما فتحت المدارس ابوابها .. سافرت الاسرة كلها
الى حلب حيث دراستهم وبقي الشاعر لوحده .. منزعجا من وحشته وثقل الوحدة ومرارتها فكانت هذه القصيدة الرائعة ...






أين الضجيج العذب والشغـب؟
أين التدارس شابـه اللّعـب ؟
أيـن الطفولـة فـي توقدهـا؟
أين الدمى في الارض والكتب؟
أين التشاكي دونمـا غـرض؟
أيـن التشاكـي مالـه سبـب؟
أين التباكي والتضاحك فـي ؟
وقت معا والحزن والطـرب ؟
أين التسابق فـي مجالستـي ؟
والقرب منـي حيثمـا انقلبـوا
يتوجهـون بسـوق فطرتهـم
نحوي،اذارغبـوا وان رهبـوا
فنشيدهم(بابـا) اذا فـرحـوا..
ووعيدهم(بابـا) اذا غضبـوا!
بالأمس كانـوا مـلء منزلنـا
واليوم ، ويحي ! اليوم قد ذهبوا
فـي كـل ركـن منهـم اثـر
وبكـل زاويـة لهـم صخـب
فالنافـذات زجاجهـا حـطـم
في الحائط المدهون قـد ثقبـوا
والصحن فيه بعض مـا اكلـوا
في علبة الحلوى التـي نهبـوا
في الباب قد كسـروا مزالجـه
وعليه قد رسموا وقـد كتبـوا
في الشطر من تفاحة قضمـوا
في فضلة الماء الـذي سكبـوا
انـي اراهـم حيثمـا اتجهـوا
عني كاسراب القطـا سربـوا
ذهبوا،أجل ذهبـوا ومسكنهـم
في القلب، ماشطوا، ومااقتربوا
انـي أراهـم أينمـا التفـتـت
نفسي،وقد سكنوا، وقـد وثبـوا
بالامس في (قرنايـل ) نزلـوا
واليوم قـد ضمتهـم .. حلـب
دمعـي الـذي كتّمتـه جلـدا
لمـا تباكـوا عندمـا ركبـوا
حتى اذا ساروا وقـد نزعـوا
من اضلعي قلبـا بهـم يجـب
الفيتنـي كالطـفـل عاطـفـة
فـاذا بـه كالغيـث ينسكـب
قد يعجب العذال مـن رجـل
يبكي وان لـم أبـك فالعجـب
هيهات ما كـل البكـا خـور
اني ، وبي عزم الرجـال ..أب









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-08-10, 22:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي حافظ ابراهيم

حياته:
ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط, توفي والداه وهو صغير. وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب. أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه فرحل عنه.
بعد أن خرج حافظ إبراهيم من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدنية طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية في عام 1888 م وتخرج منها في عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط. نتيجة لذلك، أحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل.


آثاره الادبية:
• الديوان.
• البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو.
• ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.
• في التربية الأولية.
• الموجز في علم الاقتصاد.

اللغة العربية تنعي نفسها

رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ iiحَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ iiحَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ iiوَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ iiعُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد iiلِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً iiوَغايَةً
وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ iiآلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسْماءٍ iiلِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ iiكامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى iiمَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ iiأَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ iiفَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ iiوَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ iiلُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ iiتَفَنُّناً
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ iiبِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَرْبِ iiناعِبٌ
يُنادي بِوَأْدِي في رَبيعِ iiحَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثْرَةٍ iiوَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ iiأَعظُماً
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ iiقَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى iiوَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ iiالحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ iiمَزلَقاً
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ iiأَناةِ
وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ iiنُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما iiسَرى
لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ iiفُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ iiرُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ iiمُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ iiحافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ iiشَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في iiالبِلَى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ iiرُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس iiبِمَماتِ










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-10, 22:39   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي يوسف القرضاوي

نبذة عن القرضاوي

مولده ونشأته


القرضاوي في الشباب

الجامع الأزهر
ولد الشيخ الدكتور يوسف مصطفى القرضاوي في مصر بتاريخ9/9/1926م ونشأ فيها،حفظ القرآن الكريم وجوّده وهو دون العاشرة، أتم تعليمه في الأزهر الشريف. حصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1953م، وعلى إجازة التدريس عام 1954م، وكان ترتيبه الأول في كليتيهما،وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. ، كما حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1973م .

بعد تخرجــه


المعهد الديني
عمل بعد تخرجه في مراقبة الشؤون الدينية بالأوقاف، وإدارة الثقافة الإسلامية بالأزهر، ثم أعير إلى قطر مديراً لمعهدها الديني، فرئيساً مؤسساً لقسم الدراسات الإسلامية بكليتي التربية فعميداً مؤسساً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ومديراً لمركز بحوث السنة والسيرة الذي كلف بتأسيسه ولازال يديره .



شغله في الدعوة الإسلامية

اشتغل القرضاوي بالدعوة منذ فجر شبابه، وشارك في الحركة الإسلامية، وأوذي في سبيلها بالاعتقال عدة مرات، في عهد الملكية وعهد الثورة ..وتنوع عطاؤه بتنوع مواهبه، فهو خطيب مؤثر، يقنع العقل ويهز القلب .. وكاتب أصيل لا يكرر نفسه ولا يقلد غيره .. وفقيه تميّز بالرسوخ والاعتدال، فشرّقت فتاواه وغرّبت. . وعالم متمكن في شتى العلوم الإسلامية، جمع بين علوم أهل النظر، وعلوم أهل الأثر..وشاعر حفظ شعره الشباب الإسلامي وتغنى به في المشرق والمغرب.

مؤلفــاته و فكـره


القرضاوي
جاوزت مؤلفات القرضاوي الثمانين، وقد لقيت قبولاً عاماً في العالم الإسلامي، وطبع بعضها عشرات المرات، وترجم عدد كبير منها إلى اللغات الإسلامية، واللغات العالمية. أما مقالاته ومحاضراته وخطبه ودروسه فيصعب حصرها. وصفه الذين كتبوا عنه بأنه من المفكرين الإسلاميين القلائل، الذين يجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وبأن كتاباته تميزت بما فيها من دقة الفقيه، وإشراقة الأديب، ونظرة المجدد، وحرارة الداعية.من أبرز دعاة ( الوسطية الإسلامية ) التي تجمع بين السلفية والتجديد. وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغّيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، كما ترحب بكل جديد صالح تستلهم الماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل.



مختارات من قصيدة ملحمة الابتلاء- الملحمة النونية

ملحمة ألفت داخل السجن الحربي في القاهرة عام 1955م وهي تحكي قصة سجين قضى نحو عشرين شهراً في السجن الحربي ... إنها تصوير بسيط لبعض ما قاساه المسلمون الذين عذبوا في هذا السجن الرهيب.

وتبلغ عدد أبياتها أربعة وتسعين ومائتين - ونورد هنا جزءاً منها

شعر الشيخ: يوسف القرضاوي.



ثار القريض بخاطري فدعوني
أفضي لكم بفجائعي وشجوني

فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى
والشعر عودي يوم عزف لحوني

كم قال صحبي أين غر قصائدي
تشجي القلوب بلحنها المحزون

وتخلّد الذكرى الأليمة للورى
تتلى على الأجيال بعد قرون

ما حيلتي والشعر فيض خواطرٍ
ما دمت أبغيه ولا يبغيني ؟

واليوم عاودني الملاك فهزني
طرباً إلى الإنشاد والتلحين

ألهمتها عصماء تنبع من دمي
ويمدها قلبي وماء عيوني

نونية والنون تحلو في فمي
أبداً فكدت يقال لي ذو النونِ

صورت فيها ما استطعت بريشتي
وتركت للأيام ما يعييني

أحداث عهد عصابة حكموا بني
مصرَ بلا خلقٍ ولا قانون

أنست مظالمهم مظالم من خلوا
حتى ترحمنا على نيرون

حسبوا الزمان أصمّ أعمى عنهم
قد نوّموه بخطبةٍ وطنين

ويراعة التاريخ تسخر منهمو
وتقوم بالتسجيل والتدوين

وكفى بربك للخليقة محصياً
في لوحه وكتابه المكنون

يا سائلي عن قصتي اسمع إنها
قصص من الأهوال ذات شجون

أمسك بقلبك أن يطير مفزعاً
وتولّ عن دنياك حتى حين

فالهول عاتٍ والحقائق مرةٌ
تسمو على التصوير والتبيين

والخطب ليس بخطب مصر وحدها
بل خطب هذا المشرق المسكين

في ليلة ليلاء من نوفمبرٍ
فزعت من نومي لصوت رنين

فإذا كلاب الصيد تهجم بغتةً
وتحوطني عن شمألٍ ويمين

فتخطفوني من ذوي وأقبلوا
فرحاً بصيدٍ للطغاة سمين

وعزلت عن بصر الحياة وسمعها
وقذفت في قفص العذاب الهون

في ساحة (الحربي) حسبك باسمه
من باعث للرعب قد طرحوني

ما كدت أدخل بابه حتى رأت
عيناي ما لم تحتسبه ظنوني

في كل شبر للعذاب مناظرٌ
يندى لها -والله - كل جبين

فترى العساكر والكلاب معدة
للنهش طوع القائد المفتون

هذي تعض بنابها وزميلها
يعدو عليك بسوطه المسنون

ومضت علي دقائق وكأنها
مما لقيت بهن بضع سنين

يا ليت شعري ما دهانِ؟ وما جرى؟
لا زلت حياً أم لقيت منوني؟

عجباً أسجن ذاك أم هو غابةٌ
برزت كواسرها جياع بطون ؟

أأرى بناء أم أرى شقي رحى
جبارة للمؤمنين طحونِ؟

واهاً أفي حلم أنا أم يقظةً
أم تلك دار خيالة وفتون ؟

لا لا أشك هي الحقيقة حية
أأشك في ذاتي وعين يقيني ؟

هذي مقدمة الكتاب فكيف ما
تحوي الفصول السود من مضمون ؟

هذا هو (الحربي) معقل ثورة
تدعو إلى التحرير والنكوين

فيه زبانية أعدوا للأذى
وتخصصوا في فنه الملعون

متبلدون عقولهم بأكفهم
وأكفهم للشر ذات حنين

لا فرق بينهمو وبين سياطهم
كل أداة في يدي مأفون

يتلقفون القادمين كأنهم
عثروا على كنزٍ لديك ثمين

بالرجل بالكرباج باليد بالعصا
وبكل أسلوبٍ خسيسسٍ دونِ

لا يقدرون مفكراً ولو أنه
في عقل سقراط وأفلاطون

لا يعبئون بصالحٍ ولو أنه
في زهد عيسى أو تقى هارون

لا يرحمون الشيخ وهومحطمٌ
والظهر منه تراه كالعرجون

لا يشفقون على المريض وطالما
زادوا أذاه بقسوةٍ وجنون

كم عالمٍ ذي هيبة وعمامةٍ
وطئوا عمامته بكل مجون

لو لم تكن بيضاء ما عبثوا بها
لكنها هانت هوان الدين

وكبيرِ قومٍ زينته لحيةٌ
أغرتهمو بالسبِّ والتلعين

قالوا له :انتفها -بكل وقاحةٍ
لم يعبأوا بسنينه الستين

فإذا تقاعس أو أبى يا ويله
مما يلاقي من أذىً وفتون

أترى أولئك ينتمون لآدمٍ
أم هم ملاعينٌ بنو ملعون ؟

تالله أين الآدمية منهمو
من مثل محمودٍ ومن ياسين

من جودة أو من دياب ومصطفى
وحمادةٍ وعطية وأمين

لا تحسبوهم مسلمين من اسمهم
لا دين فيهم غير سبّ الدين

لا دين يردع لا ضمير محاسبٌ
لا خوف شعبٍٍ لا حمى قانون

من ظن قانوناً هناك فإنما
قانوننا هو حمزة البسيوني

جلاد ثورتهم وسوط عذابهم
سموه زوراً قائداً لسجون

وجه عبوس قمطرير حاقدُ
مستكبر القسمات والعرنين

في خده شجٌ ترى من خلفه
نفساً معقدةً وقلب لعين

متعطشٍ للسوءِ في الدم والغٍ
في الشرّ منقوعٍ به معجونِ

هذا هو الحربي معقل ثورة
تدعو إلى التطوير والتحسين

هو صورة صغرى استعيرت من لظى
في ضيقها وعذابها الملعون

هو مصنع للهول كم أهدى لنا
صوراً تذكرنا بيوم الدين

هو فتنة في الدين لولا نفحةٌ
من فيض إيمانٍ وبرد يقين

قل للعواذل إن رميتم مصرنا
بتخلف التصنيع والتعدين

مصر الحديثة قد علت وتقدمت
في صنعة التعذيب والتقرين

وتفننت - كي لا يمل معذَّبٌ
في العرض والإخراج والتلوين

أرأيت بالإنسان يُنفخ بطنه
حتى يُرى في هيئة البالون ؟

أسمعت بالإنسان يُضغط رأسُه
بالطوق حتى ينتهي لجنون ؟

أسمعت بالإنسان يُشعل جسمُه
ناراً وقد صبغوه بالفزلين ؟

أسمعت ما يلقى البرئ ويصطلي
حتى يقول: أنا المسئُ خذوني

أسمعت بالآهات تخترق الدجى
رباه عدلك .. إنهم قتلوني

إن كنت لم تسمع فسل عمّا جرى
مثلي ولا ينبيك مثل سجين

واسأل ثرى الحربي أو جدرانه
كم من كسير فيه أو مطعون

وسل السياط السود كم شربت دماً
حتى غدت حمراً بلا تلوين

وسل (العروسة) قبحت من عاهرٍ
كم من جريحٍ عندها وطعين

كم فتية زفوا إليها عنوة
سقطوا من التعذيب والتوهين

واسأل (زنازين) الجليد تجبك عن
فن العذاب وصنعة التلقين

بالنار أو بالزمهرير فتلك في
حينٍ وهذا الزمهرير بحين

يُلقى الفتنى فيها ليالي عارياً
أو شبه عارٍ في شتا كانون

وهناك يملي الاعتراف كما اشتهوا
أو لا فويل مخالفٍ وحرون

وسل (المقطم) وهو أعدل شاهدٍ
كم من شهيدٍ في التلال دفين

قتلته طغمة مصر أبشع قتلةٍ
لا بالرصاص ولا القنا المسنون

بل علقوه كالذبيحة هيئت
للقطع والتمزيق بالسكين

وتهجدوا فيه ليالي كلها
جلدٌ وهم في الجلد أهل فنون

فإذا السياط عجزن عن إنطاقه
فالكي بالنيران خير ضمين

ومضت ليالٍ والعذاب مسجّرٌ
لفتى بأيدي المجرمين رهين

لم يعبؤوا بجراحه وصديدها
لم يسمعوا لتأوهٍ وحنين

قالوا اعترف أو مت فأنت مخيّرٌ
فأبى الفتى إلا اختيار منون

وجرى الدم الدفاق يسطر في الثرى
يا إخوتي استشهدت فاحتسبوني

لا تحزنوا إني لربي ذاهبٌ
أحيا حياة الحر لا المسجونِ

وامضوا على درب الهدى لا تيأسوا
فاليأس أصل الضعف والتهوين

قل للذي جعل الكنانة كلها
سجناً وبات الشعب شر سجين

يا أيها المغرور في سلطانه
أمن النضار خلقت أم من طين ؟

يا من أسأت لكل من قد أحسنوا
لك دائنين فكنت شر مدين

يا ذئب غدرٍ نصبوه راعياً
والذئب لم يك ساعة بأمين

يا من زرعت الشر لن تجني سوى
شرٍ وحقدٍ في الصدور دفين

سيزول حكمك يا ظلوم كما انقضت
دول أولات عساكر وحصون

ستهب عاصفةٌ تدك بناءه
دكاً وركن الطلم غير ركين

ماذا كسبت وقد بذلت من القوى
والمال بالآلاف والمليون ؟

أرهقت أعصاب البلاد ومالها
ورجالها في الهدم لا التكوين

وأدرت معركة تأجج نارها
مع غير (جون بولٍ) ولا كوهين

هل عدت إلا بالهزيمة مرّةٍ
وربحت غير خسارة المغبون ؟

وحفرت في كل القلوب مغاوراً
تهوي بها سفلاً إلى سجّين

وبنيت من أشلائنا وعظامنا
جسراً به نرقى لعليين

وصنعت باليد نعش عهدك طائعاً
ودققت إسفيناً إلى إسفين

وظننت دعوتنا تموت بضربةٍ
خابت ظنونك فهي شر ظنون

بليت سياطك والعزائم لم تزل
منّا كحدّ الصارم المسنون

إنا لعمري إن صمتنا برهةً
فالنار في البركان ذات كمون

تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً
يوماً وفي التاريخ برُّ يميني

ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي
بالسوط ضع عنقي على السكّين

لن تستطيع حصار فكري ساعةً
أو نزع إيماني ونور يقيني

فالنور في قلبي وقلبي في يديْ
ربّي .. وربّي ناصري ومعيني

سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي
وأموت مبتسماً ليحيا ديني










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-11, 10:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ابو القاسم الشابي

--------------------------------------------------------------------------------

نبذة عن حياة أبي القاسم الشابي

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .

أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.

ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.

كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.

وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.

يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.

يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".

وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.

ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.

توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.

نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.





--------------------------------------------------------------------------------

إرادة الحياة - لأبي القاسم الشابي

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر

وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر

إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر

وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"

"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر

وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر

هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر

فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"

وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر

سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر

سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟

فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر

وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر

يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر

فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر

وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر

وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر

وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر

وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر

وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر

وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر

مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر

لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر

وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر

وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر

فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور

وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر

وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر

وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر

وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر

ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر

إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر

إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر

فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر

وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر

وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر

وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر

ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر

وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر

وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر

وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر

وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر

إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-11, 11:38   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أحمد شوقي

ولد أحمد شوقي في القاهرة عام1868م، في أسرة ميسورة الحال تتصل بقصر الخديوي أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه.... وفي سن الرابعة أدخل كتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب... انتقل الى مدرسة المبتديان الابتدائية ، وبعد ذلك المدرسة التجهيزية الثانوية حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه...

أتم الثانوية..ودرس بعد ذلك الحقوق، وبعد ان أتمها..عينه الخديوي في خاصته..وأرسله بعد عام إلى فرنسا ليستكمل دراسته، وأقام هناك 3 أعوام..عاد بالشهادة النهائية سنة1893 م....

عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته

أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890م

نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر 1920 م

أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير

توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً.

قم للمعلم

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا********* كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي *********يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ********* علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ*********وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً ********* صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد********* وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد********* فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا

علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا ********* عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا

واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ ********* في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا

من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ********* ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا

يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه ********* بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا

ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم ********* واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً ********* بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا

صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ ********* من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا

سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ********* شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة********* فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ********* ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا

إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً********* لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا

ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها********* قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا

أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى ********* عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا

لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ ********* لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا

أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ********* والطابعين شبابَـه المأمـولا

والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا********* عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا

وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ********* ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا

كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ ********* ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا

حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً ********* في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا

تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ ********* من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا

تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم ********* لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا

ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم********* كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا

يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم********* فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا

الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ ********* كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا

واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ********* دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا

وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم ********* تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا

عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ ********* كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا

تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي********* من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا

ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه********* عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى********* تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا

فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً ********* وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا

ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ********* ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى ********* روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا

وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ ********* جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا

وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ********* ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا

وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ ********* فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا

إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم ********* من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا

وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ********* في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا

وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ********* رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا

ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من ********* هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا

فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما ********* وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا

إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ ********* أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا

مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها ********* لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا

البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ ********* ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا

نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ ********* إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا

قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم ********* دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا

حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ ********* وضعوا على أحجـاره إكليـلا

ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم ********* جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا

لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه ********* حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا

ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً ********* لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا

فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ ********* أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا

إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـاً ********* لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا

فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا ********* لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا

إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى ********* لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا

فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ ********* ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا

ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى ********* من كان عندكم هو المخـذولا

كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالمـا ********* كَرُمَ الشبابُ شمائلاً وميـولا

قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا ********* صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا

أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا ********* للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا

ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي ********* أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا

فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا ********* فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-11, 17:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي احمد مطر

نبذة عن حياة أحمد مطر

--------------------------------------------------------------------------------

أحمد مطر

- ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة . وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته ، وهو في مرحلة الصبا ، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي .

- وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر ، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية ، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب ، فألقى بنفسه ، في فترة مبكرة من عمره ، في دائرة النار ، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت ، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم ، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة ، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة ، تصل إلى أكثر من مائة بيت ، مشحونة بقوة عالية من التحريض ، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش . ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام ، الأمر الذي اضطر الشاعر ، في النهاية ، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت ، هارباً من مطاردة السُلطة .

- وفي الكويت عمل في جريدة ( القبس ) محرراً ثقافياً ، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره ، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً ، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد . وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة ، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر ، فكانت ( القبس ) الثغرة التي أخرج منها رأسه ، وباركت انطلاقته الشعرية الانتحارية ، وسجّلت لافتاته دون خوف ، وساهمت في نشرها بين القرّاء .

- وفي رحاب ( القبس ) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي ، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً ، فقد كان كلاهما يعرف ، غيباً ، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب ، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة ، دون اتّفاق مسبق ، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة ، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية .

- وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى ، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة .

- ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر ، حيث أن لهجته الصادقة ، وكلماته الحادة ، ولافتاته الصريحة ، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية ، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي ، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت ، حيث ترافق الاثنان من منفى إلى منفى . وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي ، ليظل بعده نصف ميت . وعزاؤه أن ناجي ما زال معه نصف حي ، لينتقم من قوى الشر بقلمه .

- ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن ، ليُمضي الأعوام الطويلة ، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال ، قريباً منه على مرمى حجر ، في صراع مع الحنين والمرض ، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها .

--------------------------------------------------------------------------------

لن أُنافق – لأحمد مطر

نَافِقْ

وَنَافِقْ

ثمَّ نَافِقْ ، ثمَّ نَافِقْ

لا يَسْلَمُ الجَسَدُ النَّحِيلُ مِنَ الأَذَى

إنْ لَمْ تُنَافِقْ

نَافِقْ

فَمَاذَا في النِّفَاقِ

إذَا كَذَبْتَ وَأَنْتَ صَادِقْ؟

نَافِقْ

فَإنَّ الجَهْلَ أَنْ تَهْوِي

لِيَرْقَى فَوْقَ جُثَّتِكَ الْمُنَافِقْ

لَكَ مَبْدَأٌ ؟ لا تَبْتَئِسْ

كُنْ ثَابِتَاً

لَكِنْ .. بِمُخْتَلَفِ الْمَنَاطِقْ

وَاسْبِقْ سِوَاكَ بِكُلِّ سَابِقَةٍ

فَإنَّ الحُكْمَ مَحْجُوزٌ

لأَرْبَابِ السَّوَابِقْ

* *

هَذِي مَقَالَةُ خَائِفٍ

مُتَمَلِّقٍ ، مُتَسَلِّقٍ

وَمَقَالَتِي : أَنَا لَنْ أُنَافِقْ

حَتَّى وَلَوْ وَضَعُوا بِكَفَيَّ

الْمَغَارِبَ وَالْمَشَارِقْ

يَا دَافِنِينَ رُؤُوسَكُمْ مِثْلَ النَّعَامِ

تَنَعَّمُوا

وَتَنَقَّلُوا بَيْنَ الْمَبَادِئِ كَالْلَقَالِقْ

وَدَعُوا الْبُطُولَةَ لِي أَنَا

حَيْثُ البُطُولةُ بَاطِلٌ

وَالحَقُّ زَاهِقْ !

هَذَا أَنَا

أُجْرِي مَعَ الْمَوْتِ السِّبَاقَ

وَإنَّنِي أَدْرِي بِأَنَّ الْمَوْتَ سَابِقْ

لَكِنَّمَا سَيَظَلُّ رَأْسِي عَالِيَاً أَبَدَاً

وَحَسْبِي أَنَّنِي في الخَفْضِ شَاهِقْ !

فَإذَا انْتَهَى الشَّوْطُ الأَخِيرُ

وَصَفَّقَ الجَمْعُ الْمُنَافِقْ

سَيَظَلُّ نَعْلِي عَالِيَاً

فَوْقَ الرُّؤُوسِ

إذَا عَلاَ رَأْسِي

عَلَى عُقَدِ الْمَشَانِقْ !










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-11, 23:27   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

عباس محمود العقاد

(1989 – 1964)

ولد عباس محمود العقاد في 28 حزيران 1889م، في مدينة أسوان بصعيد مصر، وكان أبوه يعمل موظفاً بسيطاً في إدارة المحفوظات، ولكنه استطاع مع ذلك أن يدبِّر شؤون أسرته لما عُرف به من التدبير والنظام.

نشأ الطفل عباس وعقله أكبر من سنه، فعندما لمس حنان أبويه وعطفهما عليه قدّر لهما هذا الشعور وظل طوال عمره يكنّ لهما أعمق الحبّ.

وبادر أبوه - وعباس بعد طفل صغير- فتعهده حتى تعلم مبادئ القراءة والكتابة فراح يتصفح ما يقع تحت يديه من الصحف والمجلات ويستفيد منها. ثم لحق بإحدى المدارس الابتدائية وتعلّم فيها اللغة العربية والحساب ومشاهد الطبيعة وأجاد الإملاء، وحصل على شهادتها سنة 1903 .

وحدث أن زار المدرسة الإمام الشيخ محمد عبده وعرض عليه مدرس اللغة العربية الشيخ فخر الدين كراسة التلميذ عباس العقاد، فتصفحها باسماً وناقش العقاد في موضوعاتها ثم التفت إلى المدرِّس وقال: " ما أجدر هـذا الفتى أن يكون كاتباً بعد! ".

وألمّ عباس بقدر غير قليل من مبادئ اللغة الإنجليزية حتى نال الشهادة الابتدائية بتفوق وأتاح له ذلك قراءة الأدب الإنجليزي مباشرة. وقال حينئذ عن نفسه: " عرفت قبل أن أبلغ العاشرة أني أجيد الكتابة وأرغب فيها، ولم ينقطع عني هذا الشعور بعد ذلك إلى أن عملت بها واتخذتها عملاً دائماً مدى الحياة ".

وبعد أن أتم عباس تعليمه الابتدائي عمل في وظيفة كتابية لم يلبث أن تركها، وتكررت زياراته للقاهرة وقويت صلته بالأدب والفن فيها ولم تستطع الوظيفة أن تشغله عنهما البتة وأصبحت علاقته بالصحف- على حد قوله- علاقة الكتابة من منازلهم. ولكنه أحس- بعد فترة- أن الوظيفة أضيق من أن تتسع لطاقاته فتركها وتفرغ لعمله في الصحافة، وأقبل على تثقيف نفسه بنفسه ثقافة واسعة.

وفي سنة 1905 عمل بالقسم المالي بمدينة قنا، وبدأ العقاد إنتاجه الشعري مبكراً قبل الحرب العالمية الأولى سنة 1914. وفي سنة 1906 عمل بمصلحة البرق، ثم ترك عمله بها واشترك سنة 1907 مع المؤرخ محمد فريد وجدي في تحرير " مجلة البيان"، ثم في " مجلة عكاظ " في الفترة بين سنة 1912 حتى سنة 1914، وفي سنة 1916 اشترك مع صديقه إبراهيم عبد القادر المازني بالتدريس في المدرسة الإعدادية الثانوية بميدان الظاهر. وظهرت الطبعة الأولى من ديوانه سنة 1916، ونشرت أشعاره في شتى الصحف والمجلات. وتوالى صدور دواوين شعره: وحي الأربعين- هدية الكروان- عابر سبيل، وقد اتخذ فيها من البيئة المصرية ومشاهد الحياة اليومية مصادر إلهام. وخاض هو والمازني معارك شديدة ضد أنصار القديم في كتابهما " الديوان " هاجما فيه شوقي هجوماً شديداً. وفى إنتاجه النثري كتب: الفصول- مطالعات في الكتب والحياة- مراجعات في الأدب والفنون.

ثم كتب سلسلة سير لأعلام الإسلام: عبقرية محمد- عبقرية الصديق- عبقرية عمر- سيرة سعد زغلول، كما اتجه إلى الفلسفة والدين فكتب: الله- الفلسفة القرآنية- إبليس.

توفي العقاد في الثاني عشر من آذار سنة 1964م بعد أن ترك تراثاً كبيراً.

ومن مؤلفاته:

ديوان العقاد- العبقريات- الشيوعية والإنسانية- أبو نواس- جحا الضاحك المضحك. ونشر له بعد وفاته: حياة قلم- أنا (ترجمة ذاتية له)- رجال عرفتهم.



حظ الشعراء - لعباس محمود العقاد


مـلـوكٌ، فـأمّـا حـالُهم iiفعبيدُ
وطـيـرٌ، ولـكـنَّ الجُدودَ iiقُعودُ
أقـاموا على متن السحابِ فأرضُهم
بـعـيـدٌ، وأقـطارُ السماءِ بعيد!
مـجـانـينُ تاهوا في الخيال فودَّعوا
رواحـةَ هـذا الـعيشِ وهو رغيد
ومـا سـاء حـظُّ الحالمين لَوَ iiانّهم
تـدوم لـهـم أحـلامُهم iiوتجود
فـوا رحـمـتـا للظالمين نفوسَهم
ومـا أنـصـفَتْهم صحبةٌ iiوجُدود
ويذرون من مسّ العذابِ iiدموعَهم
فـيُـنـظَـمُ منها جوهرٌ iiوعقود
بني الأرض كم من شاعر في دياركم
غـبـيـنٍ، وغبنُ الشاعِرينَ iiشديد
بـنـي الأرض أَوْلـى بالحياة جميلةً
مُـحِـبٌّ عـليها من حُلاه iiنضود
مُـحـبٌ تُـنـاجيه بأسرار قلبها
ومـهـما تردْ في العيش فهو iiيُريد
عـلـى أنّه قد يبلغ السُّؤلَ iiخاطبٌ
خـلـيٌّ ويـزوي عن هواه iiعميد
بني الأرضِ لا تنضوا له السيفَ iiإنّهُ
يُـذاد عـن الـدنـيا وليس يذود
أُريـدَ بـه لـلناس خيرٌ فلم يزلْ
بـه عَـمَـهٌ عـن نفسه iiوشُرود
تـجـمَّـعتِ الأضدادُ فيه فحكمةٌ
وحـمـقٌ، وقـلبٌ ذائب iiوجُمود
حُـمـاداه صـبرٌ في الحياة وإنّما
هـي الـنـارُ تـخبو ساعةً وتعود
مُـقـيمٌ على عرش الطبيعة iiحاضرٌ
ولـكـنّـه بـيـن الأنـام iiفقيد
إذا جـال بـالـعينين فالكونُ iiبيتُهُ
فـإنْ مـدّ بـالـكفّين فهو طريد
وأقـصـى مـنـاه في الحياة iiنهارُهُ
وأدنـى مـنـاه فـي الممات خُلود
يرى الغيبَ عن بعد ، فمقبلُ iiعهدهِ
قـديـمٌ، ومـاضيه القديمُ iiجديد
إذا عـاش فـي بـأسائه فهو iiمَيّتٌ
وإنْ مـات عاش الدهرَ وهو iiشهيد
شـقـاوتُـه في الشعر وهو هناؤهُ
ولـيـس لـه عـن حالتيه iiمَحيد
جـنـونٌ أحـقُّ الناسِ طُرًّا iiبهجرهِ
أُولـو الـفهمِ ، لو أنَّ الفُهومَ iiتُفيد










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-12, 11:00   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود

شاعرعربي كبير من فطاحلة الشعرالنبطي في المملكة العربية السعودية

يعد الأمير الشاعر عبدالله الفيصل رحمه الله أكبر أبناء

الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.

ولد الأمير عبدالله الفيصل في مدينة الرياض

في 5ا/11/1341ه الموافق 1922م

عاش السنوات الأولى الخمس من حياته تحت رعاية جده

المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود في الرياض.

انتقل بعد ذلك إلى الحجاز حيث عاش في كنف والده الملك فيصل

بن عبدالعزيز آل سعود

حين كان نائب الملك عبدالعزيز في الحجاز .

عينه جده الملك عبدالعزيز يرحمه الله وكيلا لنائبه

في الحجازالملك فيصل يرحمه الله.

وفي 11 -9 -1370الموافق 1950م عين وزيرا ً للداخليه

بجانب وزارة الصحه إلى ان استقال عام 1378ه

وكان أول من تولى وزارة الداخلية .

تأئر في بداية حياته بالشعر النبطي لوالده الملك فيصل رحمه الله

الذي كان من أبرز شعراء هذا الشعر .

وقد صدر للشاعر أول ديوان شعري بعنوان وحي الحرمان

في عام 1373ه - 1953م

وصدر ديوانه الثاني حديث قلب عام 1401ه - 1982م

وديوان ثالث بعنوان مشاعري

وترجمت اعماله الشعرية إلى الفرنسية .

ينشر شعره منذ عشرات السنين في الصحف

والمجلات الثقافية والأدبية والفكرية الخليجية والعربية .

تدرس حياته وشعره في عدد من الأقطار العربية .

من مؤسسي ( مؤسسة الملك فيصل الخيرية )

ورئيس مجلس أمنائها المؤلف من أبناء الملك فيصل رحمه الله.

حصل على الجائزة الدولية الكبرى للشعر الأجنبي .

منح الدكتوراه الفخريه في العلوم الأنسانية

بقرارمن مجلس أمناء ( الأكادمية للعلوم والثقافة )

المتفرع عن(مؤتمر الشعراء العالميين )

الذي انعقد في مدينة ( سان فرانسيسكو)

بالولايات المتحدة الأمريكية.

فاز بجائزة (( سولاتراز )) الثقافيةالفرنسية

وهي الجائزة الدولية الكبرى

للشعر الاجنبي والتي تمنح كل عام لأحد كبار الشعراء

غير الفرنسين في العالم.

حصل على اللوحة الالفية لمدينة باريس من السيد جاك شيراك

رئيس عمدة باريس وقتذاك

في عام 1985 م الموافق 1405 هجرية

وهي تمنح عادة لروساء الدول

أو رؤساءالحكومات أو لرجالات الفكر والانجازات العلميه

من جامعة السوربون.

حصل على جائزة الدولة التقديرية بالمملكةالعربية السعودية

لعام 1405 هجرية

رئيس وفد المملكة العربية السعودية لمجتمع الادباء والشعراء

في المربد 1985 م

منحة الملك الحسن الثاني عاهل المغرب رحمةالله العضوية

في الأكاديميه الملكية المغربية

عام 1986 م كواحد من أبرز الشعراء والأدباء العرب.

منح درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة شادالأمريكية

عام 1409 هجرية في مجال الأدب.

بامر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظة الله

تم اطلاق مسمى أستادالأمير عبدالله الفيصل بجده

بدلا ً من استاد جده عام 1421




دراسته:
التحق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بإحدى المدارس الابتدائية في مكة المكرمة، وكان التعليم آنذاك في طوره الأول، فحصل على الشهادة الابتدائية التي كانت من أعلى الشهادات آنذاك في المملكة، ولكنه لم يكتف بشهادته المتواضعة فانكب على التحصيل والمطالعة، وكان ميله إلى الشعر واضحاً، وكان يقرأ في الأدب والتاريخ والسياسة، ولكن الشعر كان أحب الفنون إلى نفسه، وقد قرأ للعديد من الشعراء من امثال طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي وإبراهيم ناجي وأحمد شوقي وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشه. ويجهل الكثيرون أن الأمير الشاعر قد كتب الشعر الشعبي، فهو الذي ولد وعاش في بلاد الجزيرة، في محيط كبير أكثر شعرائه ينظمون الشعر الشعبي الدارج، وقد كان رائعاً ومتميزاً في هذا الجانب.


وهو أيضا شاعر كبير

لهُ دواوين مطبوعة تحت مُسمى (المحروم) بالفصحى والنبطي .



ثورة الشك – لعبد الله الفيصل

أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي

أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي

يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي

وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي

وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي

ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ

وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ

يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ

وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي

بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي

كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ

عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي

يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي

وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي

وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ

أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي

كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي

يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي

عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي

وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي

وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً

وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي

وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ

مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي

تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي

وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي

أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ

حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-13, 11:58   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ايليا ابو ماضي

ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891
وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.

دواوينه:
ـ تذكار الماضي.
ـ الجداول.
ـ الخمائل.





وقائلة - لإيليا أبي ماضي



وقائلةٍ : هجرتَ الشعرَ حتَّـى

تَغَنَّـى بالسَّخَافَـاتِ الـمُغَنِّي

أتى زَمَنُ الربيـعِ وأنتَ لاهٍ

وقد وَلَّـى وَلَمْ تَهْتِـفْ بِلَحْنِ

ونفسكَ كالصَّدَى في قاع ِ بئرٍ

ومثل الفجـرِ ملتحفاً بدَجْـنِ

فمالكَ ليس يستهويكَ حُسْنٌ

وأنتَ الـمرء تعشق كُلَّ حُسْنِ

أتسكتُ والشبابُ عليكَ ضَافٍ

وحولكَ للهوى جَنَّـاتُ عَـدْنِ؟

ركـودُ الماءِ يورثـهُ فسـاداً

فقلتُ لَهَا : استكينـي واطمئنـي

فما حَطَمَتْ يدُ الأيامِ روحي

وإنْ حَطَمـت أباريقـي ودنِّـي

ولَمْ أعْقِـدْ على خوفٍ لساني

ولا ضَنَّـاً على الدنيـا بفنِّـي

ولكني امرؤٌ للنـاسِ ضحكي

ولِـي وحدي تباريـحي وحزنـي

إذا أشكو إلى خِدْنٍ هُـمومي

وفي وُسْعِي السُّكُوتُ ظَلَمْتُ خِدْنِي

وتأبَـى كبريائي أن يَرانِـي

فَتَـىً مغرورقاً بالدمع جَفْنِـي

فأستر عَبرتِـي عنـهُ لئـلا

يَضِيـقُ بِهَا وإن هيَ أحرقتنـي

ويبكي صاحبِي فأخال أنـي

أنا الجانِـي وإن لَمْ يَتَّهِمْنِـي

فأمسح أدمعـاً في مقلتيـهِ

وإن حَكَـتِ اللهيبَ وإن كوَتني

لأنِّـي كلما رفَّهـتُ عنـه

طربتُ كأننـي رَفَّهْـتُ عنـي

كذلك كان شأني بين قومي

وهذا بينَ كُلِّ النـاسِ شأنـي

أقول لكلِّ نَـوَّاحٍ رويـداً

فإن الـحُزْنَ لا يغنـي ، ويضنـي

وجدت الداءَ بالأحرارِ يُزري

فليتَ الدمعَ لَمْ يُخْلَـقْ بِجَفْـنِ

سبيل العِز أن تَبْنِـي وتُعْلي

فلا تَقْنَـعْ بأنَّ سِواكَ يَبْنـي

ولا تَك عالَـةً في عُنْق جَـدٍّ

رميمِ العَظْمِ أو عِبْئَاً على ابنِ

فَمَنْ يغرِسْ لكي يَبني سواه

يَعِشْ ، ويَموتُ مَنْ يحيا ليجنـي

ألائمتي اتركيني في سكونـي

ولومي من يَضجّ بغيـر طحـن

إذا صار السَّمَاع بلا قيـاسٍ

فلا عَجَب إذا سَكَتَ الـمغنـي

أنا ولِئنْ سَكَتُّ وقالَ غيري

وجعجعَ صاحبُ الصوتِ الأرَنِّ

إذا لَمْ أجِدْ حقـلاً مَرِيعـاً

خلقتُ الحقلَ في روحي وذِهنـي

فكادتْ تَمْلأ الأثْمَارُ كَفِّـي

ويَعبق بالشذى الفَوَّاحِ ردنـي










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-15, 13:35   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
DMA
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية DMA
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










Flower2 الأمير عبد القادر

الأمير عبد القادر الجزائري

(1807-1883)

هو عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسيني، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة "وهران" بالمغر الأوسط أو الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعة

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسئولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسيني، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م.

ولقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النفسية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة.
دولة الأمير عبد القادر

وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".

ونجح الأمير في إحراز نصر على القا ئد الجديد في منطقة "وادي تفنه" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.بعد أن كان نقض المعاهدة الأولي عن طريق هجوم قام به الفرنسيون ، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م .


لقب الأمير باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، لكثرة تحركاته وتنقلاته سعيا للم شمل القبائل واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، ولقد اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" علي الاستسلام بعد أن تقطعت به السبل في المقاومة وبعد أن رفض الأسبان والإنجليز معاونته على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من أتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق، حيث استانبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.

وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.

و لقد وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية

.................................................. ........................

يا عاذراً لامرئٍ قد هام في الحضر ......... وعاذلاً لمحبّ البدو والقفر
لا تذممنّ بيوتاً خفّ محملها ........... وتمدحنّ بيوت الطين والحجر
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني........... لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقياً ............. بساط رملٍ به الحصباء كالدرر
أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرها .......... بكل لونٍ جميل شيّق عطر
تستنشقنّ نسيماً طاب منتشقاً ........... يزيد في الروح لم يمرر على قذَر
أو كنت في صبح ليل هاج هاتنه ............ علوت في مرقبٍ أو جلت بالنظر
رأيت في كلّ وجهٍ من بسائطها ............ سرباً من الوحش يرعى أطيب الشجر
فيا لها وقفة لم تبق من حزن ........... في قلب مضنى ولا كدّا لذي ضجر
نباكرُ الصيد أحيانا فنبغته ............ فالصيد منّا مدى الأوقات في ذعر
فكم ظلمنا ظليما في نعامته ............. وإن يكن طائراً في الجو كالصقر
يوم الرحيل إذا شدّت هوادجنا ............. شقائق عمّها مزنٌ من المطر
فيها العذارى وفيها قد جعلن كوىً .......... مرقعاتٍ بأحداقٍ من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجلٌ ........... أشهى من الناي والسنطير والوتر
ونحن فوقَ جياد الخيل نركضها .......... شليلها زينة الأكفال والخصر
نطارد الوحش والغزلان نلحقها ............ على البعاد وما تنجو من الضمر
نروح للحيّ ليلا بعدما نزلوا ........... منازلاً ما بها لطخٌ من الوضر
ترابها المسك بل أنقى وجاد بها ............. صوب الغمائم بالآصال والبكر
نلقى الخيام وقد صفّت بها فغدت ........... مثل السماء زهت بالأنجم الزهر
قال الألى قد مضوا قولا يصدّقه ............ نقلٌ وعقلٌ وما للحق من غير
الحسن يظهر في بيتين رونقه .......... بيتٌ من الشعرِ أو بيتٌ من الشعَر
أنعامنا إن أتت عند العشيّ تخل ............ أصواتها كدويّ الرعد بالسحر
سفائن البرّ بل أنجى لراكبها ............. سفائن البحر كم فيها من الخطر
لنا المهارى وما للريم سرعتها ......... بها وبالخيل نلنا كل مفتخر
فخيلنا دائما للحرب مسرجةٌ ............ من استغاث بنا بشّره بالظفر
نحن الملوك فلا تعدل بنا أحداً .......... وأيّ عيشٍ لمن قد بات في خفر
لا نحمل الضيم ممن جار نتركه ........... وأرضه وجيمع العزّ في السفر
وإن أساء علينا الجار عشرته ........... نبين عنه بلا ضرٍّ ولا ضرَر
نبيت نار القرى تبدو لطارقتنا .......... فيها المداواة من جوع ومن خصر
عدوّنا ما له ملجا ولا وزرٌ ............ وعندنا عاديات السبق والظفر
شرابها من حليبٍ ما يخالطه .......... ماء وليس حليب النوق كالبقر
أموال أعدائنا في كلّ آونة ............ نقضي بقسمتها بالعدل والقدر
ما في البداوة من عيب تذمّ به ........... إلّا المروءة والإحسان بالبدرِ
وصحّة الجسم فيها غير خافيةٍ ........... والعيب والداء مقصورٌ على الحضَر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى فنحن أطول خلق اللَه في العمر
.................................................. .................................










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-15, 14:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذه المشاركة الطيبة










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-18, 22:06   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي محمود سامي البارودي

نبذة عن حياة البارودي

--------------------------------------------------------------------------------

- ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة .

- بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر .

- تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني .

- عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية " وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) .

- بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .

- ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله .

- تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل .

- اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة .

- كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 .

- بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب .

ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه .

- بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها :

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

- توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها .

- يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " .


--------------------------------------------------------------------------------

أنشودة العودة- لمحمود سامي البارودي

أَبَابِلُ رَأْيَ العَيْنِ أَمْ هَذِهِ مِصْـرُ فَإِنِّي أَرَى فِيهَا عُيُونَاً هِيَ السِّحْـرُ

نَوَاعِسَ أَيْقَظْنَ الهَـوْى بِلَوَاحِـظٍ تَدِينُ لَهَا بِالفَتْكَةِ البِيضُ وَالسُّمْـرُ

فَلَيْسَ لِعَقْلٍ دُونَ سُلْطَانِـهَا حِمَىً وَلاَ لِفُؤَادٍ دُونَ غِشْيَانِـهَا سِتْـرُ

فَإِنْ يَكُ مُوسَى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّةً فَذَلِكَ عَصْرُ المُعْجِزَاتِ ، وَذَا عَصْرُ

فَأَيُّ فُـؤَادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَـةً وَمُزْنَةِ عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَـا قَطْـرُ؟

بِنَفْسِي – وَإِنْ عَزَّتْ عَلَيَّ – رَبِيبَـةٌ مِنَ العِينِ فِي أَجْفَانِ مُقْلَتِهَا فَتْـرُ

فَتَاةٌ يَرِفُّ البَدْرُ تَحْتَ قِنَاعِـهَا وَيَخْطِرُ فِي أَبْرَادِهَا الغُصُنُ النَّضْـرُ

تُرِيكَ جُمَانَ القَطْرِ فِي أُقْحُوَانَـةٍ مُفَلَّجَةِ الأَطْرَافِ ، قِيلَ لَـهَا ثَغْـرُ

تَدِينُ لِعَيْنَيْهَا سَوَاحِـرُ " بَابِـلٍ" وَتَسْكَرُ مِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهَا الخَمْـرُ

فَيَا رَبَّةَ الخِدْرِ الذِي حَـالَ دُونَـهُ ضَرَاغِمُ حَرْبٍ، غَابُهَا الأَسَلُ السُّمْرُ

أَمَا مِنْ وِصَـالٍ أَسْتَعِيـدُ بِأُنْسِـهِ نَضَارَةَ عَيْشٍ كَانَ أَفْسَدَهُ الهََجْـرُ؟

رَضِيتُ مِنَ الدُّنْـيَا بِحُبِّكِ عَالِمَـاً بِأَنَّ جُنُونِي فِي هَوَاكِ هُوَ الفَخْـرُ

فَلاَ تَحْسَِبي شَوْقِي فُكَاهَـةَ مَازِحٍ فَمَا هُوَ إلاَّ الجَمْرُ ، أَوْ دُونَهُ الجَمْـرُ

هَوَىً كَضَمِيرِ الزِنْدِ لَوْ أَنَّ مَدْمَعِي تَأَخَّرَ عَنْ سُقْيَاهُ لاَحْتَرَقَ الصَّـدْرُ

إِذَا مَا أَتَيْتُ الحَيَّ فَـارَتْ بِغَيْظِـهَا قُلُوبُ رِجَالٍ حَشْوُ آمَاقِهَا الغَـدْرُ

يَظُنُّونَ بِي شَرَّاً ، وَلَسْـتُ بِأَهْلِـهِ وَظَنُّ الفَتَى مِنْ غَيْـرِ بَيِّـنَةٍ وِزْرُ

وَمَاذَا عَلَيْهِمْ إِنْ تَرَنَّـمَ شَـاعِـرٌ بِقَافِيَةٍ لاَ عَيْبَ فِيهَا ، وَلاَ نُكْـرُ؟

أَفِي الحَقِّ أَنْ تَبْكِي الحَمَائِمُ شَجْوَهَا وَيُبْلَى فَلاَ يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ حُـرُّ؟

وَأَيُّ نَكِيرٍ فِي هَوَىً شَـبَّ وَقْدُهُ بِقَلْبِ أَخِي شَوْقٍ فَبَاحَ بِـهِ الشِّعْرُ؟

فَـلاَ يَبْتَدِرْنِي بِالمَلاَمَـةِ عَـاذِلٌ فَإِنَّ الهَوَى فِيـهِ لِمُعْتَـذِرٍ عُـذْرُ

إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْحُبِّ فَضْلٌ عَلَى النُّهَى لَمَا ذَلَّ حَيٌّ لِلْهَـوَى وَلَـهُ قَـدْرُ

وَكَيْفَ أَسُومُ القَلْبَ صَبْرَاً عَلَى الهَوَى وَلَمْ يَبْقَ لِيْ فِي الحُبِّ قَلْبٌ وَلاَ صَبْرُ

لِيَهْنَ الهَوَى أَنِّي خَضَعْـتُ لِحُكْمِهِ وَإِنْ كَانَ لِيْ فِي غَيْرِهِ النَّهْيُ وَالأَمْرُ

وَإِنِّي امْرُؤٌ تَأْبَى لِيَ الضَّيْمَ صَـوْلَةٌ مَوَاقِعُهَا فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ حُمْـرُ

أَبِيٌّ عَلَى الحِدْثَـانِ ، لاَ يَسْتَفِزُّنِي عَظِيمٌ ، وَلاَ يَأْوِي إِلَى سَاحَتِي ذُعْرُ

إِذَا صُلْتُ صَالَ المَوْتُ مِنْ وَكَرَاتِـهِ وَإِنْ قُلْتُ أَرْخَى مِنْ أَعِنَّـتِهِ الشِّعْرُ










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-20, 11:31   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










New1 عبد الله البردوني

عبد الله البردوني
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م . ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح يقول :

هدني السجن وأدمى القيد ســاقي فتعاييت بجرحي ووثــــــــاقي

وأضعت الخطو في شوك الدجى والعمى والقيد والجرح رفاقي

في سبيل الفجر مــــــا لاقيت في رحلة التيه وما سوف ألاقـــي

سوف يفنى كل قيد وقـــــــــوى كل سفاح وعطر الجرح باقي
. له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. .

صدرت دراسته الأولى "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" عام 1972.
أما دواوينه فهي على التوالي:

- من أرض بلقيس 1961 –

- في طريق الفجر 1967 –

- مدينة الغد 1970

- - لعيني أم بلقيس 1973

- - السفر إلى الأيام الخضر 1974

- - وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 –

- زمان بلا نوعية 1979

- - ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983

- - كائنات الشوق الاخر 1986 –

- رواء المصابيح 1989



-------------------------------------------------------------------------------
أبو تمام وعروبة اليوم - لعبد الله البردوني

ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ الكَـذِبُ

وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَصْـدُقِ الغَضَـبُ

بِيضُ الصَّفَائِـحِ أَهْـدَى حِيـنَ تَحْمِلُهَـا

أَيْـدٍ إِذَا غَلَبَـتْ يَعْلُـو بِهَـا الغَـلَـبُ

وَأَقْبَـحَ النَّصْرِ..نَصْـرُ الأَقْوِيَـاءِ بِـلاَ

فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ كَمْ بَاعُوا وَكَمْ كَسَبُـوا

أَدْهَى مِنَ الجَهْـلِ عِلْـمٌ يَطْمَئِـنُّ إِلَـى

أَنْصَـافِ نَاسٍ طَغَوا بِالعِلْـمِ وَاغْتَصَبُـوا

قَالُوا: هُمُ البَشَرُ الأَرْقَـى وَمَـا أَكَلُـوا

شَيْئَاً .. كَمَا أَكَلُـوا الإنْسَـانَ أَوْ شَرِبُـوا

* * * * *

مَاذَا جَرَى.. يَـا أَبَـا تَمَّـامَ تَسْأَلُنِـي؟

عَفْوَاً سَـأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا السَّبَبُ

يَدْمَـى السُّـؤَالُ حَيَـاءً حِيـنَ نَسْأَلُـُه

كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ «النَّقَـبُ»

مَنْ ذَا يُلَبِّـي ؟ أَمَـا إِصْـرَارُ مُعْتَصِـمٍ ؟

كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ « الأَفْشِينَ » مَـا صُلِبُـوا

اليَوْمَ عَـادَتْ عُلُـوجُ «الـرُّومِ» فَاتِحَـةً

وَمَوْطِـنُ العَرَبِ المَسْلُـوبُ وَالسَّلَـبُ

مَاذَا فَعَلْنَـا؟ غَضِبْنَـا كَالرِّجَـالِ وَلَـمْ

نَصْدُقْ.. وَقَدْ صَـدَقَ التَّنْجِيـمُ وَالكُتُـبُ

فَأَطْفَـأَتْ شُهُـبُ «المِيـرَاجِ» أَنْجُمَنَـا

وَشَمْسَنَا ... وَتَحَـدَّت نَارَهَـا الحَطَـبُ

وَقَاتَلَـتْ دُونَنَـا الأَبْــوَاقُ صَـامِـدَةً

أَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُـوا... ثَـمَّ أَوْ هَرَبُـوا

حُكَّامُنَا إِنْ تَصَـدّوا لِلْحِمَـى اقْتَحَمُـوا

وَإِنْ تَصَدَّى لَـهُ المُسْتَعْمِـرُ انْسَحَبُـوا

هُمْ يَفْرُشـُونَ لِجَيْـشِ الغَـزْوِ أَعْيُنَهُـمْ

وَيَدَّعُـونَ وُثُـوبَـاً قَـبْـلَ أَنْ يَثِـبُـوا

الحَاكِمُونَ و«وَاشُنْـطُـنْ» حُكُومَتُـهُـمْ

وَاللامِعُـونَ .. وَمَـا شَعَّـوا وَلا غَرَبُـوا

القَاتِلُـونَ نُبُـوغَ الشَّـعْـبِ تَرْضِـيَـةً

لِلْمُعْتَدِيـنَ وَمَـا أَجْدَتْـهُـمُ الـقُـرَبُ

لَهُمْ شُمُـوخُ «المُثَنَّـى» ظَاهِـرَاً وَلَهُـمْ

هَـوَىً إِلَـى «بَابَـك الخَرْمِـيّ» يُنْتَسَـبُ

مَاذَا تَرَى يَا «أَبَـا تَمَّـامَ» هَـلْ كَذَبَـتْ

أَحْسَابُنَـا؟ أَوْ تَنَاسَـى عِرْقَـهُ الذَّهَـبُ؟

عُرُوبَـةُ اليَـوَمِ أُخْـرَى لا يَنِـمُّ عَلَـى

وُجُودِهَـا اسْـمٌ وَلا لَـوْنٌ وَلا لَـقَـبُ

تِسْعُونَ أَلْفَـاً « لِعَمُّـورِيَّـة َ» اتَّـقَـدُوا

وَلِلْمُنَجِّـمِ قَـالُـوا: إِنَّـنَـا الشُّـهُـبُ

قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ الكَرْمِ مَـا انْتَظَـرُوا

نُضْـجَ العَنَاقِيـدِ لَكِـنْ قَبْلَهَـا الْتَهَبُـوا

وَاليَـوْمَ تِسْعُـونَ مِلْيونَـاً وَمَـا بَلَغُـوا

نُضْجَـاً وَقَدْ عُصِـرَ الزَّيْتُـونُ وَالعِنَـبُ

تَنْسَى الرُّؤُوسُ العَوَالِـي نَـارَ نَخْوَتِهَـا

إِذَا امْتَطَاهَـا إِلَـى أَسْـيَـادِهِ الـذَّنَـبُ

«حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِـنْ صَنْعَـاءَ يَحْمِلُنِـي

نَسْرٌ وَخَلْفَ ضُلُوعِـي يَلْهَـثُ العَـرَبُ

مَاذَا أُحَدِّثُ عَـنْ صَنْعَـاءَ يَـا أَبَتِـي ؟

مَلِيحَـةٌ عَاشِقَاهَـا : السِّـلُّ وَالـجَـرَبُ

مَاتَـتْ بِصُنْـدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِـلاَ ثَمَـنٍ

وَلَمْ يَمُتْ فِي حَشَاهَا العِشْـقُ وَالطَّـرَبُ

كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْـحَ البَعْـثِ فَانْبَعَثَـتْ

فِي الحُلْمِ ثُمَّ ارْتَمَـتْ تَغْفُـو وَتَرْتَقِـبُ

لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْـلِ الغَيْـثِ مَـا بَرِحَـتْ

حُبْلَى وَفِي بَطْنِهَـا «قَحْطَـانُ» أَوْ «كَرَبُ»

وَفِـي أَسَـى مُقْلَتَيْهَـا يَغْتَلِـي «يَمَـنٌ»

ثَانٍ كَحُلْـمِ الصِّبَـا... يَنْـأَى وَيَقْتَـرِبُ

«حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْـفَ أَنَـا؟

شُبَّابَـةٌ فِـي شِفَـاهِ الرِّيـحِ تَنْتَـحِـبُ

كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْـرَ «نَاجِيَـةٍ»

أَمَّـا بِـلاَدِي فَلاَ ظَهْـرٌ وَلاَ غَـبَـبُ

أَرْعَيْـتَ كُـلَّ جَدِيـبٍ لَحْـمَ رَاحِلَـةٍ

كَانَتْ رَعَتْـهُ وَمَـاءُ الـرَّوْضِ يَنْسَكِـبُ

وَرُحْتَ مِنْ سَفَـرٍ مُضْـنٍ إِلَـى سَفَـرٍ

أَضْنَـى لأَنَّ طَرِيـقَ الرَّاحَـةِ التَّـعَـبُ

لَكِنْ أَنَا رَاحِـلٌ فِـي غَيْـرِ مَـا سَفَـرٍ

رَحْلِي دَمِي ... وَطَرِيقِي الجَمْرُ وَالحَطَـبُ

إِذَا امْتَطَيْـتَ رِكَابَـاً لِلـنَّـوَى فَـأَنَـا

فِي دَاخِلِي ... أَمْتَطِـي نَـارِي وَاغْتَـرِبُ

قَبْرِي وَمَأْسَـاةُ مِيـلاَدِي عَلَـى كَتِفِـي

وَحَوْلِـيَ العَـدَمُ المَنْفُـوخُ وَالصَّخَـبُ

«حَبِيبُ» هَـذَا صَدَاكَ اليَـوْمَ أَنْشُـدُهُ

لَكِـنْ لِمَـاذَا تَـرَى وَجْهِـي وَتَكْتَئِـبُ؟

مَاذَا ؟ أَتَعْجَـبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَـرِي؟

إِنِّي وُلِدْتُ عَجُـوزَاً .. كَيْـفَ تَعْتَجِـبُ؟

وَاليَـوْمَ أَذْوِي وَطَيْـشُ الفَـنِّ يَعْزِفُنِـي

وَالأَرْبَعُـونَ عَلَـى خَــدَّيَّ تَلْتَـهِـبُ

كَـذَا إِذَا ابْيَـضَّ إِينَـاعُ الحَيَـاةِ عَلَـى

وَجْـهِ الأَدِيـبِ أَضَـاءَ الفِكْـرُ وَالأَدَبُ

* * * * *

وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْـلَ الأَرْبَعِيـنَ عَلَـى

نَـارِ «الحَمَاسَـةَ » تَجْلُوهَـا وَتَنْتَـحِـبُ

وَتَجْتَـدِي كُـلَّ لِـصٍّ مُتْـرَفٍ هِـبَـةً

وَأَنْتَ تُعْطِيـهِ شِعْـرَاً فَـوْقَ مَـا يَهِـبُ

شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَـى «مَلِـكٍ»

يَحُثُّـكَ الفَقْـرُ ... أَوْ يَقْتَـادُكَ الطَّلَـبُ

طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ « الموصِلِ » انْطَفَأَتْ

فِيـكَ الأَمَانِـي وَلَـمْ يَشْبَـعْ لَهَـا أَرَبُ

لَكِـنَّ مَـوْتَ المُجِيـدِ الفَـذِّ يَـبْـدَأه

وِلادَةً مِـنْ صِبَاهَـا تَرْضَـعُ الحِقَـبُ

* * * * *

«حَبِيبُ» مَـا زَالَ فِـي عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَـةً

تَبْـدُو... وَتَنْسَـى حِكَايَاهَـا فَتَنْتَـقِـبُ

وَمَا تَـزَالُ بِحَلْقِـي أَلْــفُ مُبْكِـيَـةٍ

مِنْ رُهْبـَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِـي وَتَضْطَـرِبُ

يَكْفِيـكَ أَنَّ عِدَانَـا أَهْـدَرُوا دَمَـنَـا

وَنَحْـنُ مِـنْ دَمِنَـا نَحْسُـو وَنَحْتَلِـبُ

سَحَائِـبُ الغَـزْوِ تَشْوِينَـا وَتَحْجِبُـنَـا

يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِـنْ إِرْعَادِنَـا السُّحُـبُ؟

أَلاَ تَـرَى يَـا أَبَـا تَمَّـامَ بَارِقَـنَـا

إِنَّ السَّمَـاءَ تُرَجَّـى حِيـنَ تُحْتَجَـبُ










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-21, 09:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الشاعر عبد الرحمن راشد الزياني

--------------------------------------------------------------------------------

الشاعر عبد الرحمن راشد الزياني

سيرة موجزة

- الشاعر عبد الرحمن راشد خميس الزياني، ولد في مدينة المحرق بدولة البحرين حوالي عام 1909. والده ينتمي إلى قبيلة (الزياينة) ، إحدى القبائل العربية التي تنتمي بنسبها إلى بني عدوان ، وقد قدمت إلى البحرين من بلدة (الزيانة) في مكان قريب من مكة المكرمة ، قبل أكثر من مائتي عام . وهي عائلة ميسورة تعمل في التجارة وصيد اللؤلؤ والملاحة في الخليج ، وعرفت في البحرين ومنطقة الخليج بحسن تقبلها وتأقلمها مع مظاهر العصر الحديث في بدايات القرن . ولها تواجد في الكثير من البلاد العربية . أما والدة الشاعر فمن الكويت ، من بني قحطان .

- تربى الشاعر تربية دينية صارمة في منزل العائلة الكبير بالمحرق ، وعاش في كنف والده الذي يعمل (طواشاً) في تجارة اللؤلؤ ، وكان من أكبر وأشهر التجار المتعاملين في شراء وبيع اللؤلؤ بين المنطقة والهند ، ويعد خبيراً في فرز وتثمين اللؤلؤ الطبيعي .

- تلقى الشاعر دروسه الأولى في الكتّاب ، وبعد أن حفظ القرآن الكريم عام 1917 على يد الشيخ محمد الزياني التحق بمدرسة الحاج علي بن إبراهيم الزياني الأهلية ، وهي ذاتها التي قدمها الحاج علي لتكون المقر المؤقت لمدرسة الهداية الخيرية الخليفية عام 1919.

- عند تأسيس مدرسة الهداية الخليفية في مقرها المؤقت التحق الشاعر بها لإكمال دروسه الابتدائية ، وتتلمذ فيها على يد الشيخ حافظ وهبة مدير المدرسة والشيخ عبد العزيز العتيقي والشيخ محمد صولان اليماني . ومن زملائه الطلاب في هذه الفترة ؛ أحمد العمران وعبد الرحمن المعاودة ، وعبد الرحيم رزبة وعبد العزيز الشملان

- وهو في الخامسة عشرة لازم جده الضرير الشيخ الأستاذ خميس بن راشد الزياني ، الذي كان أحد ربابنة البحر المتمرسين ، ومن معلمي فنون الإبحار والاهتداء بالنجوم والمهتمين بالفلك والتاريخ وعلوم الدين ، وواحد ممن استعان بهم مؤلف ( التحفة النبهانية ) كمرجع لتاريخ البحرين . وكان مجلسه اليومي المشهور في مدينة المحرق ملتقى المهتمين بالفكر وطلاب العلم والمشورة ، وكان الصبي بما عرف عنه من ذكاء وحب إطلاع وحسن أداء في القراءة ، يقرأ للجد في ما يختاره للحضور من كتب بصوت جهور ، ويقوم الجد الشيخ بشرح ما خفي وغمض على جلسائه ، أو التعليق عليه والتحاور والمناقشة معهم حوله . وكانت مكتبة الشيخ خميس عامرة بالكتب والمراجع الدينية والتاريخية والشعرية والسير الشعبية . وقد ساهمت كتب التراث العربي هذه في التأسيس لثقافة الشاعر وفي صقل موهبته الشعرية .

- بعد أن أنهى تعليمه الابتدائي عام 1924 التحق بالعمل مع والده في تجارة اللؤلؤ . وبعد الكساد العالمي المعروف للؤلؤ الطبيعي التحق عام 1934 موظفاً ببلدية المحرق ، واستمر في هذا العمل لتسع سنوات ثم ترك الوظيفة ليعمل مع والده الذي افتتح متجراً لبيع الأخشاب والمواد التموينية .

- تزوج الشاعر عام 1940 من إحدى كريمات عائلة المناعي بالبحرين ، وأنجب منها أربعة أولاد وست بنات ، حرص الشاعر على تربيتهم وتعليمهم تعليماً عالياً .

- في عام 1962 توفيت والدته وهو خارج البلاد ، فترك ذلك أثراً كبيراً في حياة الشاعر حيث تفجرت طاقته الشعرية بقصيدة رثاء لأمه ، ثم انثالت عليه بقية القصائد في السنوات التالية ، فأنشد قصائد بالفصحى في شتى الأغراض ، عدا قصائد قليلة كتبها لتغنى بالعامية مما سيجده القاريء في هذا الديوان . وفي عام 1974 توفي والده . وفي أواخر عام 1963 اشترك مع شقيقه السيد صالح راشد الزياني في تأسيس ورشة للنجارة في منطقة الخميس بالمنامة ، وتولى إدارتها حتى توقفت عن العمل عام 1982.

- الذين عاصروا الشاعر منذ طفولته يصفونه بالذكاء والفطنة وبأنه يتمتع بذاكرة حفظ قوية . وفي داخله إنسان مرح فكه ، لكنه هاديء الطباع ، خجول ، كتوم ، قليل الاختلاط بالناس ، كثير التدخين ، مما أثر على رئته واضطره إلى العلاج في الهند وألمانيا .

- لم يحاول الشاعر نشر نتاجه في حياته عدا قصيدة واحدة نشرتها جريدة الأضواء البحرينية في إحدى مناسبات العيد الوطني المجيد لدولة البحرين . وكان الشاعر كما يقال يخشى النقد الذي قد يأتي لقصائده في غير محله ، وقد أجرت معه جريدة أخبار الخليج مقابله يتيمة في عددها الصادر يوم 9/ 6/ 1977 قال فيها : لا أريد الشهرة ، وأستحي أن يقال لي هذا شاعر ، وأنا أحب أن أحتفظ بقصائدي لي وأعيش مجهولاً . وأمنيتي أن تطبع كل قصائدي في ديوان ، لأن الناس لا تحترم الشاعر إلا بعد موته ، وأعتقد بأن أولادي سينفذون وصيتي هذه بعد موتي .

- في عام 1981 مرض الشاعر ، وظل لست سنوات متعباً في البيت يعاني من ضيق التنفس إلى أن توفاه الله بالمحرق عام 1987 . رحمه الله رحمة واسعة وعفا عنه .

* * *

كيف تهوى - لعبد الرحمن راشد الزياني



--------------------------------------------------------------------------------

حطَّـمَ الحُـبُّ قلبَنـا وتـهاوَتْ

من عُرُوشِ العُلاَ نُفُوسٌ كِـرَام

وَلَزِمْـتُ الهـوى لعلـيَّ أَلْقَـى

منـه يوماً ، والمآسـي نِيَـام

وغدا القلـبُ شاكِيَـاً وكئيبـاً

حين أمسى الهوى عليّ لِـزَام

ورأى الحُـبُّ لَوْعَتِـي وسقـامي

فهو لي طول الحيـاة سقَـام

وترانِـي ألقـى الهَـوَانَ بِحُبِّـي

بعد ما انْفَـكَّ للوِصَالِ حِـزَام

وغَـدَا الحُـبُّ بيننـا كجَحِيـمٍ

كيفَ تَقْوَى على الجحيمِ عِظَام

وَدَعَـا دَاعِـي الهَـوَى فَوَقَفْنَـا

عندَ بابٍ يكتظُّ فيـهِ الزِّحَـام

وَمَشَيْنَـا مَـعَ الْمُحِبِّيـنَ حَتَّـى

قَابَلَتْنَا مَنْ مِيـطَ عَنْهَا اللِّثَـام

طالَعَتْنَا بعـدَ السَّـلامِ وقالـتْ

أينَ مَنْ حَبَّ في الحياةِ وَهَـام

قربتْ نَحْوِي وقالتْ لي يا فتى

كيفَ تَهْوى وأنتَ توَّاً غُـلام










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-29, 13:05   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

إبراهيم طوقان





--------------------------------------------------------------------------------

نبذة عن حياة الشاعر إبراهيم طوقان



- وُلدَ الشاعرُ إبراهيمُ عبد الفتاح طوقان في قضاءِ نابلس بفلسطين سنة 1905 م وهو ابن لعائلة طوقان الثرية .

- تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس ، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم التركي ؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة .

- ثم أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في الكلية الإنجليزية في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام ، وتتلمذ على يد " نخلة زريق" الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم .

- بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م ، ثم عاد ليدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس .

- انتقل للتدريس في الجامعة الأمريكية وعَمِلَ مدرساً للغة العربية في العامين (1931 – 1933 ) ثم عاد بعدها إلى فلسطين .

- وفي العام 1936 تسلم القسم العربي في إذاعة القدس وعُين مُديراً للبرامجِ العربية ، وأقيل من عمله من قبل سلطات الانتداب عام 1940. – ثم انتقل إلى العراق وعملَ مدرساً في مدرسة دار المعلمين ، ثم عاجله المرض فعاد مريضاً إلى وطنه .

- كان إبراهيم مهزول الجسم ، ضعيفاً منذ صغره ، نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه ، اشتدت عليه وطأة المرض حيث توفي في مساء يوم الجمعة 2 أيار عام 1941م . وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره .

- نشر شعره في الصحف والمجلات العربية ، وقد نُشر ديوانه بعد وفاته تحت عنوان: " ديوان إبراهيم طوقان".

أعماله الشعرية:

1. ديوان إبراهيم طوقان (ط 1: دار الشرق الجديد، بيروت، 1955م).

2. ديوان إبراهيم طوقان (ط 2: دار الآداب، بيروت، 1965م).

3. ديوان إبراهيم طوقان (ط 3: دار القدس، بيروت، 1975م).

4. ديوان إبراهيم طوقان (ط 4: دار العودة، بيروت، 1988م).

أعماله الأخرى:

1. الكنوز؛ ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان/ مقالات ، أحاديث إذاعية ، قصائد لم تنشر ، رسائل ومواقف . إعداد المتوكل طه (ط 1: دار الأسوار- عكا. ط 2: دار الشروق، عمّان ، بيروت) .





-------------------------------------------------------------------------------

الشاعر المعلم - لإبراهيم طوقان



شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي

قُمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا

اقْعُدْ فَدَيْتُكَ هَلْ يَكُونُ مُبَجَّلاً

مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيلا

وَيَكَادُ يَفْلِقُنِي الأَمِيرُ بِقَوْلِـهِ

كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولا

لَوْ جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي سَاعَةً

لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَاوَةً وَخُمُولا

حَسْب الْمُعَلِّم غُمَّـةً وَكَآبَـةً

مَرْأَى الدَّفَاتِرِ بُكْـرَةً وَأَصِيلا

مِئَـةٌ عَلَى مِئَةٍ إِذَا هِيَ صُلِّحَتْ

وَجَدَ العَمَى نَحْوَ الْعُيُونِ سَبِيلا

وَلَوْ أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً يُرْتَجَى

وَأَبِيكَ لَمْ أَكُ بِالْعُيُون بَخِيلا

لَكِنْ أُصَلِّحُ غَلْطَـةً نَحَوِيَّـةً

مَثَـلاً وَاتَّخِذ الكِتَابَ دَلِيلا

مُسْتَشْهِدَاً بِالْغُـرِّ مِنْ آيَاتِـهِ

أَوْ بِالْحَدِيثِ مُفَصّلا تَفْصِيلا

وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ الْقَدِيمِ فَأَنْتَقِي

مَا لَيْسَ مُلْتَبِسَاً وَلاَ مَبْذُولا

وَأَكَادُ أَبْعَثُ سِيبَوَيْهِ مِنَ الْبلَى

وَذَويِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الأُولَى

فَأَرَى (حِمَارَاً ) بَعْدَ ذَلِكَ كُلّه

رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ وَالْمَفْعُولا

لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً

وَوَقَعْتُ مَا بَيْنَ الْبُنُوكِ قَتِيلا

يَا مَنْ يُرِيدُ الانْتِحَارَ وَجَدْتـهُ

إِنَّ الْمُعَلِّمَ لاَ يَعِيشُ طَويلا




--------------------------------------------------------------------------------










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc