البسملة1

ان جعت في هذه الدار او افتقرت او حزنت او مرضت اوبخست حقا او ذقت ظلما فذكر نفسك بالنعيم ،انك ان اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك الى ارباح ،وبلاياك الى عطايا .
ان اعقل الناس هم الذين يعملون للاخرة لانها خير وابقى ،وان احمق الخليقة هم الذين يرون ان هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى امانيهم ،فتجدهم اجزع الناس عند المصائب ،واندمهم عند الحوادث،لانهم لا يرون الا حياتهم الزهيدة الحقيرة،لا ينظرون الا الى هذه الفانية ،لا يفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها ،فلا يريدون ان يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم ،ولو انهم خلعوا حجاب الرانِ عن قلوبهم .وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا انفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورِها وقصورها ،ولسمعوا وانَصتوا لخطاب الوحي في وصفها ،انها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد .
هل تأملنا طويلا وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولايموتون،ولا يفنى شبابهم،ولا تبلى ثيابهم ،في غُرفٍ يُرى ظاهرها من باطنها ،وباطنها من ظاهرها ،فيها لا عين رأت ولا أُذُنٌ سمعت ،ولا خطر على قلب بشر،يسير الراكب في شجرة من اشجارها مائة عام لا يقطعها ،طول الخيمة فيها ستون ميلا ،انهارها مطردة ،قصورها منيفةٌ ،قطوفها دانية ،عيونها جارية ،سررها مرفوعة ،اكوابها موضوعة،نمارقها مصفوفة، زرابيها مبثوثة،تمَّ سرورها ،عًظُمً حبورها ،فاح عرفها ،عًظًّمً وصفها،منتهى الاماني فيها ،
فـــــــــــــــــــــــــــــــــأين عقــــــــــــــــــــولنا لا تـــــــــــفكر؟؟؟مالنا لا نتـــــــــــــــــــــــــــدبر؟؟؟
اذا كان المصير الى هذه الدار ؛فلتخف المصائب عن المصابين ،ولتقر عيون المنكوبين،ولتفرح قلوب المعدمين.
فيــا ايها المسحقون بالفقر ،المنهكون بالفاقة،المبتلون بالمصائب،اعملوا صالحا؛لتسكنوا جنة الله وتجاوروه تقدست اسماؤه(سـًـــــــــــــــــــلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فًِنعْمً عُقْبًى الدًّارِ)