![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تذكرة النفس والأخوان بما ينبغي التنبيه له في كل زمان
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() فضل التذكير بالله -تعالى- ومجالس الذكر وقال الله -عز وجل-: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾. وقال -تعالى-: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾. وقال-تعالى-: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾. وقال -تعالى-: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾. وقال العرباض بن سارية -رضي الله عنه-: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون". وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "نعم المجلس المجلس الذي تُنشر فيه الحكمة وتُرجى فيه الرحمة هو مجلس الذكر". وشكا رجل إلى الحسن قساوة قلبه فقال: "أَدْنِهِ من الذكر". وقال: مجلس الذكر محياة العلم ويحدث في القلب الخشوع، القلوب الميتة تحيا بالذكر كما تحيا الأرض الميتة بالقطر. بذكر الله ترتاح القلوب وفي مجالس الذكر تنزل الرحمة وتغشى السكينة وتحف الملائكة، ويذكر الله أهلها فيمن عنده، وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، فربما رُحِمَ معهم من جلس إليهم وإن كان مذنبًا، وربما بكى فيهم باك من خشية الله فوهب أهل المجلس كلهم له، وهي رياض الجنة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: «مجالس الذكر».ودنيانا بذكراه تطيب فإذا انقضى مجلس الذكر فأهله بعد ذلك على أقسام؛ فمنهم من يرجع إلى هواه فلا يتعلق بشيء مما سمعه في مجلس الذكر ولا يزداد هدى ولا يرتدع عن ردى، وهؤلاء شر الأقسام، ويكون ما سمعوه حجة عليهم فتزداد به عقوبتهم، وهؤلاء الظالمون لأنفسهم ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾. ومنهم من ينتفع بما سمعه، وهم على أقسام: فمنهم من يَرُدَّه ما سمعه عن المحرمات ويوجب له التزام الواجبات، وهؤلاء المقتصدون أصحاب اليمين. ومنهم من يرتقي عن ذلك إلى التشمير في نوافل الطاعات والتورع عن دقائق المكروهات، ويشتاق إلى اتباع آثار من سلف من السادات، وهؤلاء السابقون المقربون. وينقسم المنتفعون بسماع مجلس الذكر في استحضار ما سمعوه في المجلس والغفلة عنه إلى ثلاثة أقسام؛ فقسم يرجعون إلى مصالح دنياهم المباحة فيشتغلون بها فتذهل بذلك قلوبهم عما كانوا يجدونه في مجلس الذكر من استحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه، وهذا هو الذي شكاه الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخشوا لكمال معرفتهم وشدة خوفهم أن يكون نفاقًا، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بنفاق، وفي صحيح مسلم عن حنظلة أنه قال: يا رسول الله، نافق حنظلة، قال: وما ذاك؟ قال: نكون عندك تُذكِّرنا بالجنة والنار كأنها رأي عين، فإذا رجعنا من عندك عافسنا ([1]) الأزواج والضيعة ونسينا كثيرًا فقال: «لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة». وفي رواية له أيضًا: «لو كانت قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق». ومعنى هذا أن استحضار ذكر الآخرة بالقلب في جميع الأحوال عزيز جدًا, ولا يقدر كثير من الناس أو أكثرهم عليه, فيكتفي منهم بذكر ذلك أحيانًا. وإن وقعت الغفلة عنه في حال التلبس بمصالح الدنيا المباحة, ولكن المؤمن لا يرضى من نفسه بذلك بل يلوم نفسه عليه ويحزنه ذلك من نفسه. وقسم آخر يستمرون على استحضار حال مجلس سماع الذكر, فلا يزال تذكر ذلك بقلوبهم ملازمًا لهم، وهؤلاء على قسمين. أحدهما: من يشغله ذلك عن مصالح دنياه المباحة فينقطع عن الخلق فلا يقوى على مخالطتهم ولا القيام بوفاة حقوقهم، وكان كثير من السلف على هذه الحال. فمنهم من كان لا يضحك أبدًا، ومنهم من كان يقول لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد. والثاني: من يستحضر ذكر الله وعظمته وثوابه وعقابه بقلبه، ويدخل ببدنه في مصالح دنياه من اكتساب الحلال والقيام على العيال والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهؤلاء أشرف القسمين، وهم خلفاء الرسل، وهم الذي قال فيهم على رضى الله عنه: صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى, وقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم عند الذكر تتغير ثم يرجع بعد انقضائه إلى مخالطة الناس والقيام بحقوقهم. ففي مسند البزار ومعجم الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي قلت: نذير قوم, فإذا سُرّي عنه, فأكثر الناس ضحكًا وأحسنهم خلقًا. وفي مسند الإمام أحمد عن علي أو الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه، وكأنه نذير جيش يصبحهم الأمر غدوة وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكًا حتى يرتفع عنه ([2]) . ([1]) معنى عافسنا: عالجنا. ([2]) من لطائف المعارف لابن رجب باختصار.
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التنبيه, النفس, تذكرة, ينبغي, زمان, والأخوان |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc