الموائد الرمضانية في المسجد النبوي إرث حاتمي يتوارثه أبناء طيبة
تشتهر بالدُّقة المدينية والحيسة والتمر والماء على «التوتوة»
اشتهر أهل المدينة المنورة ومنذ القدم بافطار الصائمين داخل المسجد النبوي والساحات الخارجية المحيطة به.ويستعدون له من شهري رجب وشعبان من كل عام طامحين في ذلك الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.وتختلف محتويات المائدة داخل المسجد عن خارجه اذ يحرص القائمون على هذه الموائد على تقديم أفضل ما لديهم لافطار الصائم كما ينسق البعض مع أصحاب المطاعم والمطابخ لتقديم وجبة الافطار بأسعار مختلفة. يقول أحد مسؤولي موائد الافطار حسن النبراوي نجري استعداداتنا مبكراً منذ شهري رجب وشعبان مع الوالد والاخوان والاهل.. وقد ورثنا شرف افطار الصائم من آبائنا وأجدادنا وسنورثها لأولادنا.. وهي عادة أهل المدينة.
واضاف: نقدم للصائمين بالمسجد التمر الجيد والماء في أواني «التوتوة» وهي كاسات نحاسية نقوم بتبخيرها بالمستكة يوميا وكذلك فناجين القهوة وصحون الرطب من نوع الملامين والتي يتم نقلها للحرم قبل الظهر عن طريق «الزنابيل» المصنوعة من القماش.
الدقة المدينية
وأشار النبراوي الى ان من مكونات المائدة الرمضانية «الحيسة» التي تقوم باعدادها النساء في المنزل بعد الظهر وهي عبارة عن تمر مطحون بحمص مع الدقيق والسمن البري الأصلي واللوز البجلي المحمص اضافة الى «الدُقة المدينية» التي تجهز من شهر رجب وحمسها وطحنها قبل وقت مبكر وتوفير الخبز من نوع «الشُّريك» المديني المفضل لدى الكثيرين خاصة مع «الدُقة» واللبن البقري الطازج والقهوة العربية.
ويعد النبراوي ايضا 5 موائد في الساحات خارج المسجد النبوي.. في حين يتولى صبري سمان عمل الموائد الرمضانية في ساحة الحرم النبوي والتي تحتوي على مختلف أنواع المأكولات منذ أكثر من 5 سنوات.
سحور المعتكفين
ومثله يونس أحمد الذي يسعى لكسب الأجر والثواب من عند الله.. والذي قال: من عادات أهل طيبة الطيبة في هذا الشهر الكريم خاصة في العشرة الأواخر اعداد موائد خاصة للسحور للمعتكفين في المسجد النبوي الشريف والتي تجهز لهم عن طريق «التباسي» وهي عبارة عن صحون كبيرة لتقديم الطعام وتحتوي على أنواع مختلفة يوميا من الأرز الكابلي والبخاري والبرياني مع الماء واللبن والبرتقال والموز.
تلاحم اسلامي
ويعجب الزوار من تسابق أهل طيبة الطيبة لهذه الموائد الكثيرة وجلوس الجميع على اختلاف جنسياتهم وصورهم وألوانهم ولغاتهم على المائدة الممتدة في وحدة اسلامية رائعة.
ويقول الزائر عبدالقادر الوازع (تونسي الجنسية) ما أشاهده من موائد رمضانية يفرح النفس ويُظهر تلاحم المسلمين وترابطهم.. وهذا كرم غير مستغرب من أبناء طيبة الطيبة. وعبر متولي سليمان (مصري) عن سروره بهذا الكرم الذي توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد وقال انه يسر كل مسلم ويبعث على الود والألفة والمحبة بين أبناء المسلمين.
11 ألف سفرة يوميا
وتقدر الموائد الرمضانية في المسجد النبوي عند الافطار يوميا بحوالى 11 ألف سفرة يتناول الأفطار عليها ما يقارب الـ250 الف مصلٍ.