لا حفل زفاف بعد اليوم ـــ موضوع القرن ـــ

[محمد مصطفى الحبيب]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لست ضد ما هو صحيح شرعا و عادة في الأعراس لكن العرف الفاسد يلاحق الحلال في مجتمعنا و يصرّ على مشاركة السيئات في أمر عظيم جدا ألا و هو الزواج ...عباد الله اتقوا الله ....قاعات الحفلات أصبحت عادة و عائقا في وجه زواج الشباب لأن في عصرنا هذا من لم يؤجر صالة الأفراح يوم زفافه فكأنّه لم يتزوج أو لم يعش هذا الوقت بواقعه ....هناك الكثير من الشباب العانس يريد الابتعاد عن المحرمات بالزواج من امرأة مسلمة لكنّ الحجة الباطلة حالت بينه و بين نيته الطيبة فأصبح يخشى أراء الجهلة لأنه لا يستطيع إقامة حفل على هذا النحو ....التباهي و التفاخر من أهداف أصحاب هذه الحفلات ...فربكم كيف لنا أن نشنتري الدياثة و المعاصي بأموالنا ؟ ...العروسة بملابس شفافة و صديقاتها يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى مع وضع ألوان على وجوههن حتى نعتقد أن الرسوم المتحركة تشاركنا في فرحة ذوينا ...أهل العريس لو وجدوا بنكا لجعلوا رصيده عند الصفر لأجل نيل أراء تبجيل و تناسوا أن المعزومين خُلقوا لانتقاد مثل هذه الحفلات...اللحوم الحمراء و البيضاء ...المائدة الأولى يقوم أصحابها بالاستخفاف بشكل العريس و أهل المائدة الثانية ينتقدون طريقة طهي اللحم و المائدة الثالثة عليها آلات الحساب لعدّ كم من حبّة زيتون في الصحن و المائدة الرابعة يقوم من حولها بالترفع عن الأكل لأنهم لا يثقون في نظافة الطبّاخ و أمّا أرقام الهواتف فهي تطير كالحمام الجميل ....غدا صباحا و بعد نهاية الحفل يأتي المصوّر يدق أبوا بيت العريس مطالبا إيّاه بالمستحقات و ناهيكم عن صاحب الصهريج المائي و الحلاقة علما أن جميع الطاولات لم يتبق فوقها غير العظام و الخبز اليابس و قشور التفاح و بقايا الأوراق التي كُتبت عليها أرقام الهواتف كما أشرت سابقا ..أمّي لاتزال تعاتبني ...أيّها المتألق لمَ لم تقم بحفلة كبيرة فقلت لها : سامحيني أمّاه فمن عندي فليأكلوا الرهج فهؤلاء سينتقدون في جميع الأحوال و هكذا منحت لهم فرصة الغتبة و أنا مرتاح و أحسن من تقطيعي بالمنشار و كل ما حوشته من مال ذهب في بطونهم ..... بارك الله فيكم .