شيء من الواقع الذي يجب أن يعرفه كل مقدم على هذه المهنة :
إن أسباب الطامحين في تولي مهنة القضاء متعددة , و شخصياتهم مختلفة و لكن المقدر لهم تجاوز هذه المسابقة و الإنتقال إلى صفة الطالب القاضي و من ثمة صفة القاضي عليهم أن يدركوا جيدا أن الدراسة في المدرسة العليا للقضاء ليست شيئا ممتعا على الإطلاق بل هي إمتحان يتواصل لمدة ثلاث سنوات , ذلك لكثافة المقاييس المدروسة , و بعضها جديد تماما على الطالب و طول الوقت اليومي المخصص للدراسة و صرامة التعامل مع الإجابات أثناء تصحيح أوراق الإمتحانات الفصلية , كما أن الإنضباط داخل المدرسة و خارجها يمثل هاجسا مقلقا خاصة لبعض الأنواع من الناس فالشخصيات تختلف من طالب لأخر و هناك من يستطيع تجاوز الإختبار النفسي و لكنه قد لا يتحمل ضغط الدراسة و ظروفها فيما بعد , لذلك على المتقدم لهذه الحياة الجديدة أن يهيء نفسه و يعودها على الصبر الطويل و تحمل الصدمات, و الهدوء أمام العوامل النفسية المؤثرة و المحيطة به و الصارمة بدءا من باب غرفته إلى غاية مكانه في قسم الدراسة أو المدرج , و ألّا ينهار أمام الإستفزازات التي تميز المشرفين على مراقبة الطلبة فهي أمر طبيعي لعدة أسباب ليس المجال لذكرها الأن.
ثم إن الأمر يتزايد بعد الدخول للحياة المهنية العملية فبالإضافة للضغوطات السابق ذكرها و التي تقل شيئا ما فيما يتعلق بالدراسة البيداغوجية و إن كان القاضي مطالب بالإطلاع دائما على الجديد و مراجعة القديم كأنه في دراسة مستمرة و ذلك للضرورة التي تتطلبها هذه المهنة , إلا أنه من جانب أخر يبدأ على عاتقه عبء جديد هو كثرة الملفات و القضايا المدروسة مع ضيق الوقت غالبا خاصة عندما يطلب منك رئيسك في العمل الإنتهاء منها في زمن محدد
ذكرت نفسي و إياكم بهذا ليس إحباطا لكم و لكن لأن هذا الموضوع كان لابد أن يطرح حتى يتبين لمن لا يعرف حقيقة الواقع في هذا الميدان , لأن البعض و بحسن نية و قلة خبرة يعتقدون أن المهنة توفر الجاه و المنصب و ترضي غرور النفس و يتناسون أنها مهنة متعبة جدا و مسؤولية عظيمة .
(منقول)