التعدد أمرٌ أحله الله تعالى, لامجال للنقاش فيه, بل هو الأصل, فإن خاف عدم العدل اكتفى بواحدة" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم" {النساء-3} بل قد يكون في كثير-بل أقول أغلب-حالات المشاكل الزوجية هو الحل, وخاصة في هذا العصر,فبعض الرجال قد لاتكفيه الواحدة, وهو-المسكين- إن حاضت حاض معها, وإن نفست نفس معها, وإن غضبت عليه فإلى من يسكن وهي سكنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأنا إذ أسطّر هذه الكلمات أدعو بنات المسلمات عموماً ألا يرفضن هذا الأمر,بل أنا أعرف كثير من صديقاتي وجاراتي من كانت زوجة ثانية أو ثالثة وهي تعيش الآن سعادة غامرة مع زوجها وأبنائها,وهذا الأمر منوط بعدل الزوج وحكمته وفطنته.
فهل تفضلين أختي الفاضلة هذه الحياة الهانئة, أم أن تظلي تنتظري ذلك الرجل الذي في مخيلتك؟ وإلى متى وأنت ترفضين؟ أإلى أن يتقدم بك السن فلا يرغب فيك أحد؟
ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك وهو صحيح على شرط مسلم :
(وَيَقِلَّ الرِّجَالُ ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ فِي خَمْسِينَ امْرَأَةٍ الْقَيِّمُ وَاحِدٌ).
أرجومن فتياتنا أن يعدن النظر في هذا الأمر, فإذا كان الرجل ذا خلقٍ ودينٍ وعقلٍ راجح يستطيع به سياسة بيته فما المانع؟ وإن كانت كل فتاة ترفض هذا (الرجل) فإلى ماذا سيؤول حاله؟؟ جنبنا الله الفتن.
أما بالنسبة للزوجة الأولى فأقول لها:احمدي الله على ما منَّ به عليك به, ولا تمنعي الخير عن بنات المسلمين, , فأحبّي لبنات المسلمين ماتحبينه لنفسك, وأنا لا أفرض عليك محبة هذا الأمر فإنه مما تكرهه المرأة كراهية طبيعية, لكن فرق بين الكراهية الطبيعية وبين كراهية هذا التشريع,فانتبهي!
أما بالنسبة للأزواج فأقول: إذا كانت لديك القدرة المادية والجسدية والإدارية فلماذا لا تأخذ الثانية والثالثة وتستر على بنات المسلمين محتسبًا في ذلك الأجرعند الله تعالى وتكثير سواد المسلمين؟؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم يكاثر الأمم بأمته يوم القيامة.
أعرف أنّ كلامي هذا قد لايروق لكثير من أخواتي لكن أقول"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"{الأحزاب-36}
وأختم بقولي:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المضطرإلا ركوبها
والعيب ليس في شرعنا بل في التطبيق السيّئ للشرع فالتّطبيق العملي لهذه الشعيرة يسيئ فيه كثير من الأزواج لا يُحصون لكن هذا له دوافع إمّا الجهل أو الغلبة فيميل مع جانب إلى آخر فلا يجوز اعتبار بعض الظّلمة من الأزواج محسوبا على التعدّد نفسه فمن كان هذا اعتقاده فقد أخطأ واتهم الله جلّ وعلا واتّهم شرعه واتّهم نبيه صلى الله عليه وسلم بالظلم والحيد والجور وهذه شعبة من شعب الكفر كما قال بذلك والدنا الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى
هدى الله الجميع للصواب وما فيه الخير.