من سيقود المركب التونسي الشعب أم ازلام بن علي

[الذواودي]

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع العالم بأسره الانتخابات التونسية وما كان العرب والمسلمين في طليعة المتابعين بل كان الغرب أشدهم لأسباب جلية وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،وكانت هذه العملية"الديموقراطية" أختبار حقيقي للتوانسة لاثبات نجاح ثورتهم من عدمها الا ان الشعب التونسي ومن الواضح جدا انه لم يتحمل أرهاصات الثورة المضادة وتوابعها وهذا الامر طبيعي في ظل تحكم الدولة العميقة على مدى عقودبمفاصل الدولة البائدة "دولة بن علي" ومن يسانده من الدول الغير راضية على الربيع العربي وخاصة ثورات المغرب العربي لاسباب تاريخية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ ،والشعب التونسي المغلوب على أمره وجد نفسه بين فكي كماشة حيث كان من طرف الاعلام والمال والعسكروعلى الطرف الأخر الأحزاب الإسلامية الفاعلة"المحاربة دوليا" بشتى تصنيفاتها التي جعلت من نفسها وصي على الشعب والحامي الأوحد لثورتهم
بدلا ان يكون الأمين عليها ،لكنه مكبل كما أسلفنا إقتصاديا وإعلاميا ،وأمنيا وحزب النهضة هو الحزب السياسي الأكثر قوة وتنظيما من بين الأحزاب الإسلامية وأكثرهم عقلانية وقبولا الاأنه لم يدرك الخطر الخارجي "الغرب" ولم يحصن ويبادر بتثقيف الشعب التونسي بخطورة الوضع وحثهم على الصبر وعدم الانجرار وراء وهم الحرية المكتسبة الوليدة ،بدعوى الانفتاح على العالم الغربي "المتحضر"فمن يسيطر على الثلاثي الذهبي خضعت له الشعوب وهي الاعلام،الاقتصاد،العسكر، وجميعها تحت سيطرة غربية مباشرة او بشكل غير مباشر ،وقد أجاد رموز حزب النهضة في قبولهم لنتائج الانتخابات مع وجود تجاوزات خطيرة حتى لاتُجر تونس للمجهول والتي بدت أرهاصاتها منذ الوهلة الأولى بعد الثورة مباشرة ،وبهذا الفوز لحزب "قائد السبسي" قد أضاع التوانسة فرصة قد لاتتكرر مرة أخرى واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هوخير وقد فهم الدرس "حزب بن علي "من الحديث النبوي الذي سمعناه نحن وطبقه السبسي والذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
ونقول للشعب التونسي لقد رمى الناصحون لكم الكرة في ملعبكم طوعا دون قهر ولا إستبداد فأبيتم الا ان تجعلوها في ملعب بن علي مرة أخرى ومناصريه ليلعب بكم لعبة القهر والاستبداد ،مرة أخرى وعندها لن تجدوا بوعزيزي اخريحرق نفسه بل ستجدون من سيحرق اشباه بوعزيزي ،والله المستعان وعظم الله أجركم وأحسن الله عزائكم.