منذ الصغر لا يفتأ والداك يعلمانك الفضائل والمحرمات فتشب على ذلك وتضع لنفسك مقاييسا الفضيلة وأخرى للدناءة. ولكن تلاحظ في والديك ما يخالف ما نهوك عنه يوما وما أمروك به يوما آخر. وهكذا يخيب ظنك بهما. ثم يأتي الدور على المعلم الوقور المأدب الواعظ المفتي لتكتشف بعدما تكبر كيف انه رمز لفساد الأخلاق وربما رمزا من رموز الرذيلة. وتكبر وفي غضون ذلك ترسم للشخصيات المحيطة بك وقد تكون ممن يحسنون الظن بالناس كثيرا ليأتي اليوم الذي تصدم فيه من تصرف بعض ممن ظننتهم مثلا للأمانة والشهامة والرجولة. لست بصدد الحديث عن بعض المعاصي فكل الناس معرضة لها لكني أتحدث عن النفاق والخيانة مع سبق الإصرار والترصد.
هذا أستاذ فاضل يزور نتائج التلاميذ لصالح أقاربه وأبناء أصدقائه وربما مقابل مبلغ من المال.
وهذا يغطي عجزه عن التدريس بمساعدة التلاميذ على الغش وإعطائهم شرحا وافرا عن الاختبار أو اختبارا مشابها إن لم يكن هو بحد ذاته. وذاك غمام المسجد يحص الناس على الصلاح وهو فاسد مرتشي وربما سارق.
سوف أقص عليكم تباعا بعض المآسي التي جعلتني أكتب هذا الموضوع.
قضى رجل غني إحدى العطل الصيفية في إحدى مدن الشمال. وكان يصلي في مسجد الحي ولاحظ عدم انتهاء الأشغال وسال الإمام لم لا تكملون البناء. فأجابه أنه ليس لديه مال وأنهم ينتظرون رخصة جمع التبرعات وهذه تحتاج غلى ملف والملف يحتاج إلى جمعية والجمعية بحاجة إلى اعتماد و و و ...فأعطاه الرجل مبلغا معتبرا 47 مليونا. بعد عام عاد الرجل ووجد المسجد كما هو. فسال احد المصلين لم لم تكملوا بناء المسجد فقال له ليس لدينا مال. فذهب إلى الإمام وسأله. فكان جوابه أنه كان بحاجة إلى المبلغ وأنه استغله لبناء بيته ريثما يجمع المصلون مبلغا آخر.....
هذه عينة ولدي المزيد. انتظر مشاراكاتكم