قالت عائشة رضي الله عنها: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وأنا خفيفة اللحم، فنزلنا منزلاً، فقال لأصحابه:
"تقدموا"، ثم قال لي: "تعالي حتى أسابقك" فسابقني، فسبقته، ثم خرجت معه في سفر آخر، وقدحملت اللحم فنزلنا منزلاً، فقال لأصحابه: "تقدموا". ثم قال لي: "تعالي اسابقك"، فسابقني، فسبقني، فقال : هذه بتلك...".
وقد تضمن الحوار فوائد عدة منها:
أولاً: كثير من الرجال يتشاغلون عن زوجاتهم طوال الاسبوع، ويعتذرون بكثرة مشاغلهم، وهذا هو قائد الأمة وسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام يجد في جدول أعماله المزدحم وقتاً يلاعب فيه أهله، ويضاحك فيه زوجته.. فمن هم دونه أولى بأن يخصصوا في جدول أعمالهم وقتاً لزوجاتهم وتربية أبنائهم.
ثانياً: للملاطفة والمداعبة بين الزوجين أثر في النفوس، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يذكر تلك المرة التي سبقته فيها عائشة على الرغم من طول العهد بها. فقال: "هذه بتلك!!، ولعل من أساليب إيقاظ المحبة في قلبي الزوجين، تذكر الأيام الماضية والمواقف السالفة التي كان لهم فيها أحاديث جميلة وأعمال سعيدة، وقد قال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم ). البقرة ، الآية :237
ثالثاً: كان عليه أفضل الصلاة والسلام يحرص على ملاطفة وملاعبة الزوج لزوجته حتى قال لجابر رضي الله عنه وأرضاه: "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك".
بل إنه عليه أفضل الصلاة والسلام قال: "كل شيء ليس فيه ذكر الله لهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة".
رابعاً: الألعاب الرياضية التي تؤديها المرأة ينبغي أن تكون مناسبة لطبيعة المرأة وبعيدة عن الرجال ؛ وإنما ذكرت هذه الفائدة ؛لأن بعض العلمانيين يستشهدون بهذا الحديث على لعب المرأة في الألعاب الأولمبية وقد كشفت عن عورتها في مجامع الرجال !!فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يسابق زوجته عائشة؛ قال لأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم "تقدموا" فانفرد بزوجه عائشة فسابقها، ولذا فإن الألعاب الرياضية التي تمارسها المرأة ينبغي أن تنضبط بالضوابط الشرعية، ومن أهمها:
1- أن تكون في معزل عن الرجال.
2- أن لا تكون في أماكن مشبوهة لا تأمن المرأة فيها أن يطلع عليها الرجال من مكان خفي.
3- أن تكون المرأة ساترة لعورتها.
4- أن تكون هذه الألعاب مناسبة لطبيعة المرأة، ليس فيها تشبه بالرجال وليس فيها ضرر على أنوثتها.
وما دمنا نتكلم عن الملاعبة فإننا أيضاً ينبغي أن نتكلم عن المدارسة، فإن كثيراً من الرجال قد يلاعب زوجته ولكنه يغفل عن مسألة المدارسة؛ ولذا فإني أدعو نفسي وإياكم وجميع المسلمين أن يكون لكل أسرة حلقة من حلق الذكر في البيت في وقت من الأوقات المناسبة يتدارس أهل البيت فيها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.