بسم الله
أخرج صباحا فأرى ذاك الكم الهائل من النقانق التي تجوب الشوارع انهن نساء البلاستيك يلبسن سراويل ضيقة وجلابيب ضيقة من الرأس الى اخمص القدم
وجوههن كأنهنن خربشات صبي في لوحة رسم تلطخت بألوان المكياج والاصباغ
ترتفع اصواتهم في كل مكان في الاسواق وفي العمل وفي المحلات والطرقات وما ان تتكلم او تخاطب واحدة منهن الا وتكلمك بالهجة قدور أو قادة صوتها الخشن يوحي لك انها أكملت مؤخرا الخدمة العسكرية من اقصى الحدود الصحراوية المتاخمة لليبيا
ولا عجب في زمن اغتصبت فيه الانوثة والحياء وأصبحت الفتاة شرطية ودركية وعسكرية يمكنها احتجازك وضربك وحتى عضك
ساعطيكم صورتين
صورة لوالدتي في صغرها مع والدي عندما تزوجت وكان عمرها نذاك 16 سنة كانت كالقمر في ليلة البدر
رغم ان الصورة باللون الابيض والاسود ولم تكن هناك تكنلوجية الصورة الحديثة بتقنية hd كيومنا هذا التي تساعد كتيرا على اخفاء بشاعة بعض النساء
رغم ذ لك كانت أمي بعينيها الجميلتين السودواتين المكحلتين بالمرود وخدودها الموردة كالتفاح وفمها كأنه زهرة الورد الحمراء التي لم تتفتح بعد وحاجباها أه من حاجباها ...... اهههه أخشى ان يطلع ابي على مقالتي ويرى وصفي لأمي سيقتلني من شدة غيرته
لقد كانت أمي طبيعية في خلقتها قد غطت شعرها البني الحريري المنساب مع الشال الذي يلتف حول عنقها وكأنها ملاك هبط من السماء ليداوي جراح الاخرين
لا أعرف قصة أبي في زواجه من امي غير تلك القصص المتداولة كقصة قيس وليلا أو الرجل يرى المراة وهي تملا جرتها ماءا من الواد ... او يمر الرجل على خيمة ويسمع صوتا رقيقا يطرب شعرا كقول جارية
أَبَى الحبُّ أَنْ يَخْفى وَكَمْ قَدْ كَتَمْتُه ... فَأَصْبَحَ عِنْدِي قَدْ أَنَاخَ وَطَنّبا
إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي هَامَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ ... وَ ِإْن رُمْتُ قُرْبًا مِنْ حَبِيبي تَقَرَّبَا
وَيَبْدُو فَأَفْنى ثُمَّ أُحْيَا بِهِ لَهُ ... وَيُسْعِدُنِي حَتَّى أَلَذُّ وَأَطْرَبَا
اههه على ايام الزمن الجميل ...... تبا وتعسا لماذا ولدت في هذا الزمن
لقد كان الرجل يقطع أميالا ليجد حبيبة قلبه ويجلس يدعوا في سحر ويبكي ويتقول أشعارا في منضر رومانسي رهيب يوحي لك أن الملائكة ستنزل مشفقة عليه لتواصيه في حبه الغائب لقد كان كل شيء عذريا
ورغم ان الرجال كانوا يتزوجون ولا يرون زوجاتهم الى في ليلة الدخلة فان الحياة الزوجية كانت تدوم الى النهاية فيفرق الموت بينهما بينما الان فان الزواج لا يدوم الى بضعة اسابيع و شهور وتاتي القاضية فتفرق بين المراة والرجل
فقد يكتشف الرجل بعد الزواج وتحديدا في الأسبوع الأول أن الفتاة التي اختارها قلبه والتي أفرغت جيبه وهو يحاول إقناعها بالزواج منه قد أفاقت من نومها دون أصباغ ومكياج وظهر ( الوجه ) على حقيقته فإنه يجري إلى أول قاض شرعي في طريقه لكي يقول له (امرأتي طالق بالثلاثة)
ليس ذلك فحسب بل إن أخلاق المرأة السالفة في بيتها تختلف اختلافا كليا عن أخلاق المرأة الحالية ليس بفعل التطور أو تقدم الزمنن ولكن بفعل بساطة الأولى وعنجهية الثانية
وربما كان السبب الرئيسي في ذلك أن الأولى لم تستطع أن تغطي عيوبها مثلما تغطيها المرأة الحالية
فقد كانت الأولى متواضعة إلى درجة الهبل أما في هذا الزمن فإن المرأة مهبولة إلى درجة البهللة فكيف يعقل أن ان تنتف حاجباها لتضهر لنا بمضهر جنية لا انسية
وقد كانت الأولى صادقة في كل ما تقوله وما تفعله بسيطة بساطة شرب الماء
أما الثانية فإنها تكذب حتى تصدق كذبتها.
خذ مثلا
المرأة في ذلك الزمان كانت تدرك أنها جميلة
ومع كل ذلك فإن هذا الجمال كان جمالا متواضعا تعرف أن الله منحه لها لكي تعطيه لزوجها فقط.. اسمعوا يا فتيات وعوا وافتحوا اذانكم
أما في الزمن الحالي فإن الله إن منحها واحد من المئة جزء هههه من الجمال فإنها تجوب الشوارع ذهابا وايابا لكي يشاهدها الناس وتصبح سلعة لكل من هب ودب ومنضرا للطالع والهابط ..
ليس ذلك فحسب ..فالأولى كانت تدرك أنها جميلة أو بشعة
فتعرف ذلك جيدا فترضى بما قسمه الله
أما الثانية فإنها إن كانت بشعة فإنها تظن أنها أجمل ما خلق الله
إذ يكفي أن تكون جميلة في نظر نفسها وقد يتعوذ زوجها من الشيطان عندما تنهض من نومها دون أصباغ ولربما قرا البقرة كاملة قبل نهوضه من فراشه
فعينيها بحاجبيها المنتوفين كجنية .. ولكنها تظن نفسها أنها فريدة عصرها ووجهها مسطح مفلطح ولكنها تظن أن هذا الوجه الفريد في شكله ونوعه لا يوجد حتى في هوليود
اما جسدها فحدت ولا حرج
جسدها مهترأ هنا ومسحوب هناك مثل ( لف سيجارة )ولكنها تقف أمام المرآة ساعات طويلة لكي تتغزل برشاقتها ..فإن قلت لها غير ذلك فالمصيبة قد تقع .. وقد ترميك باقرب مزهرية على رأسك فحاذر!!
وقد تلجأ امرأة العصر الحديث إلى محاولة تغييب عيوبها كأن تلبس فيزونا او بنطلونا ضيقا محزوقا عليها وتحشر نفسها فيه فتغدو مثل (النقانق الأمريكية) أما سيدتنا القديمة فقد اختارت ان تتستر بالباس العفاف و تستنشق الهواء العليل وتأكل الطعام الطبيعي الذي لا تخالطه الكيمياء فغدا جسمها كجسم سمكة ينصاب بين عليل ورياح الربيع يسبح في الهواء طلق
أما في العمل فألأمر جلل
وهنا نتوقف ونأجل المقال الى اسعار لاحق
ابقوا معنا ولا تدهبوا بعيدا هههه