عنوان الخطبة شرف الانتساب للسلف الصالح اسم المدينة مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية رقم الخطبة 2566 اسم الجامع المسجد الحرام التصنيف الرئيسي الدعوة والتربية, منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل التصنيف الفرعي
تاريخ الخطبة 24/6/1432 هـ تاريخ النشر 29/6/1432 هـ اسم الخطيب صالح بن محمد آل طالب أهداف الخطبة
عناصر الخطبة 1/ معية الله تهون المصاعب والمشاق 2/ خير كل دين أتباعه الأوائل 3/ سعي الأعداء لفصل الأمة عن سلفها 4/ حقيقة الانتساب للسلف 5/ أهمية نهج السلف 6/ منهج السلف منهج شامل في النظر والاستدلال 7/ وحدة الجماعة على الإسلام الصحيح سبيل التقدم
https://www.safeshare.tv/w/edjqanrldc
ا أيها المسلمون:
سلفُكم هو محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - وصحابتُه والقرون المُفضَّلة؛ فبأيِّ كتابٍ وجدتموهم يقتلون المسلمين، أو يخونون المُستأمَنين، أو يدعون من دون الله الأئمةَ والصالحين، أو يتبرَّكون بالأضرحة وقبور السالفين، أو يُثيرون الفتن بين المسلمين؟!
سلفُكم - يا أيها المسلمون - حريصون على جمع الكلمة، ووحدة الصفِّ، وتنقية الدين من تحريف الغالين، وانتحال المُبطِلين، وتأويل الجاهلين، سلفُكم كانوا أهدى طريقًا، وأقوم مسلكًا، وأتبعَ للكتاب والسنة، وأعلمَ بالوحي؛ فكانوا حقًّا مسلمين.
الانتسابُ للسلف ليس دعوى يدَّعيها شخصٌ أو جماعة، أو يتبنَّاها حزبٌ أو مُنظَّمة؛ بل هي طاعةٌ واتباع، ووحدةٌ واجتماع، ونبذٌ للفُرقة والاجتماع.
منهج السلف الصالح هو الإسلام الأول الذي عرفه أبو بكرٍ وعمر وعثمانُ وعلي، هو النَّهجُ الذي قاتلَ لأجله خالدٌ وسعد، واستُشهِد في سبيله حمزة ومُصعب، هو الجادَّة الذي سلَكها ابنُ مسعودٍ وابنُ عباس، وهو السبيلُ الذي ترسَّمه الحسنُ البصري والنَّخعيُّ والشعبيُّ، وهو الفِجاجُ التي طرَقَها أبو حنيفة ومالك والشافعيُّ وأحمد، هو الطريق الذي خطا فيه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وأولئك كل أولئك وكثيرٌ غيرهم على منهجهم، سِيَرهم محفوظة، وآثارُهم معلومة، وكتبُهم مُسطَّرةٌ ومخطوطة.
والفرقُ بين الأتباع الأوائل لكل دينٍ صحيح وبين مُتأخِّريهم كمثل الفرق بين الماء عند منبعه والماء عند مصبِّه بعدما جرى وخالطَ ما خالطَ من الشوائب.
لذا فإن خير يهود: أنبياؤهم وأحبارُهم الأولون، وخيرَ النصارى: عيسى ابن مريم وحواريُّوه، وخيرَ المسلمين: محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابتُه المرضيُّون ثم الذين يلُونهم ثم الذين يلُونَهم.
وكلما غبَرت أمةٌ أو قرنٌ من الناس طُوِي معهم علمٌ ورُفِع معهم فضل، مِصداقُ ذلك ما ورد في وصية الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه قبل الرحيل: «إنه من يعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدثات الأمور؛ فإن كل مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة».
وإذا شئتَ أن تعرف قُربَ أهل دينٍ من دينهم فانظر إلى قُربهم من سلَفهم، فكلما اقتربوا اهتدَوا، وكلما جفَوا ضلُّوا، أما إن لعنَ خلفُ أمةٍ سلَفَهم فإنه لا خير فيهم؛ فهم دسيسةُ عدوٍّ، وصنيعةُ كائد.