قانون التعريب في الجزائر...
في ثمانينيات القرن الماضي تظاهر بعض الشخصيات المفرنسة في بلاد القبائل على ما سموه بقانون التعريب في الجزائر..هذا القانون الذي أفضى الى إستخدام اللغة العربية في كتابة لافتات المحلات..خرج هؤلاء رافضين لهذا التغيير داعيين السلطات الى إلغاء هذا القرار و الحفاظ على إستخدام اللغة الفرنسية،و من بين الشخصيات التي كانت على مقدمة هذه الحملة الشرسة ضد التعريب نجل الشهيد العقيد عميروش رحمه الله ..لقد تحدى هؤلاء الجمعية الوطنية للدفاع عن التعريب بقيادة السفير و الدبلوماسي السابق الامازيغي إبن منطقة الاوراس الأستاذ عثمان سعدي ،حيث أثارت الحملة الشرسة ضد التعريب حفيظة هذا الأخير حيث إنتقل الى منطقة القبائل ليناقش مع الموضوع مع أنصار الفرنسة..كانت الجملة التي قالها الأستاذ عثمان سعدي لنجل العقيد عميروش قاضية و مؤثرة :"أريد أن أسألك؟بأي لغة تم كتابة امر قتل عميروش؟
اكيد أن الإجابة معروفة و لا تحتاج لتفكير طويل..لقد تم توقيع قانون التعريب في برلمان 1991 و بعد الإنقلاب الذي قادته المؤسسة العسكرية في 1992 و تولي العسكر زمام الأمور تم تجميد هذا القانون أي قانون التعريب في الجزائر و بالضبط في فترة حكم الرئئيس علي كافي ..ليأتي الرئيس اليامين زروال ليعيد إحياء هذا القانون و يعمم إستخدام اللغة العربية.
و بعد إستقالة هذا الاخير و مجيئ رئيسنا الحالي ،تم تجميد القانون مرة أخرى و تبدأ حملة الفرنسة و الإطاحة باللغة العربية التي تعتبر من هوية الشعب الجزائري و من بين اهم مقوماته...
إن الجزائر تعيش في حالة إنسلاخ حضاري عن المقومات التي توراثها هذا الشعب ،خصوصا من حيث اللغة العربية التي تشهد غيابا و تقهقرا في كل مؤسسات الدولة الرسمية و الغير رسمية..حيث أصبحت اللغة العربية مرتبطة بالتخلف و التقهقر على عكس اللغة الفرنسية التي دائما ما ترتبط بالحضارة و الإزدهار..
كل شعوب العالم تقدس لغتها الوطنية..فلم نسمع بالرئيس الفرنسي يتحدث الإنجليزية في خطاباته و لم نسمع المستشارة الألمانية تتحدث الفرنسية..و لم نسمع بالرئيس الإيراني يتحدث العربية..كل دولة تعتز بلغتها الوطنية و تعتبرها فخر و تراث يجب الحفاظ عليه..لكن ما يحدث في الجزائر هو محاولة طمس تعاليم اللغة الام ..
تذكرت حادثة جرت مع الأستاذ الأمازيغي مولود قاسم آيت بلقاس مرجل التعريب الذي اتخذه القوميون عدوّا ..حينما كان جالسا في إجتماع مجلس الوزارء قدم غالبية الوزراء تقاريرهم بلغة بلزاك وموليير ، وجاء دور مولود قاسم نايت بلقاسم فخاطبهم ( باللغة الألمانية ) التي يُتقنها فبهتوا ...
وبان على وجوههم الإستغراب ..
وصارحهم قائلا : الأصل أننا في دولة تتبنى اللغة العربية لغة رسمية والواجب أن نتكلم بها رسميا ..
أما إذا كان الأمر اختيارا وحُبُّا فأنا أحب الألمانية وأتكلم بها ..
إن اهم تحدي امام الشباب الجزائري هو الحفاظ على الهوية الوطنية و مقومات الأمة.