جولة عبر صفحات الماضي
أترجاك يا كلمات وأتوسل اليك يا عبارات أن تمضي بي الى عالم لا مكان فيه ولا زمان وتغوصي بي في أعماق قلب مجروح لتكتبي في صفحات ذهنى الشاردة وتحطي بي الى مستقر هادئ ودافئ لألقى فيه مضجعا لحب يتنفس شهيق الحنين وزفير الفراق ولأخاطب فيه دقات ثواني وأسأل عن نسمات اشتقت لها وأتساءل عن حال ليل جميل لأرتشف فيه عطر أيام ربيعية تزهر حبا وتغرد أملا و أتعرق حبا في ساعات صيفية تتعطش فيها القلوب وتحصد فيها سنابل العشق و أتغطى فيه بليالي شتوية تمطر زخات حنين وثلوجا تثلج قلبا نقيا..... وأزرع في لحظات خريفية أشجار غرام تتساقط منها أوراق الشوق…. لأتذكر فيها حبيب أسر قلبي وخطف عقلي وسكن روحي فبالرغم من أنها لحظات معدودة أو ساعات قليلة لكنها كانت تحمل في دقائقها وثوانيها ذكريات وهمسات وأهات لا يسعني إلا أن أقول لا يعرف نشوتها إلا من عاشها وشرب من ماء عينها.... فدائما اللحظات الجميلة نغمض فيها أعيننا بفعل لاشعوري وكأن قدرنا يستعصي عليه تصورها فحين نحلم نغمض عيوننا وحين نضحك نغمضها أيضا...فهذا حالي عندما أتذكرها فلا يجف لي جفون دون أن أتذكر كلمات كان يرددها صوت سكن روحي و دخل قلبي بدون أي تأشيرة أو مقدمة...و تلك الهمسات وهي تردد أحبك..أحبك .. والتي كانت تحمل في كل حرف دقات قلب عاشق وحنون ونقي يجري في مجرى دافئ تسبح فيه كل كلمات الشوق والرغبة والإلهام.... بين تلك الجمل وتلك الكلمات كنت دوما أبحث عن منبعها البراق وأهاتها التي كانت تحمل ثقلا من مشاعر أبسط ما يقال عنها أنها صادقة ونقية ..فيا ترى هل هي من حنين لحبيب تحن اليه ؟هل هي عفوية تقولها لشخص مناسب ينسيها ماض تعيس بائس ؟ لكن لم تكن تهمني هذه التساؤلات بقدر ما كان فضول قلبي يدفعني لأسبح في أعماق كلماتها ومعاني صمتها الدامس التي كانت ذاتها تحز مشاعري وترددها شهقات نفسي وأعماق جوارحي وتترجمها دقات قلبي لكنها كانت تحتاج ذلك الوقت الى نبض ونفس لأسمعها نسمات حبي لها,,فلم أكن أحتاج الى وقت لأعجب بها أو أحبها أو اعشقها لأن خفقات قلبي نبضت حبها ونطقت اسمها من أول ليلة سمع فيها صوتها... فحبي لها ليس أول حب من أول نظرة وإنما هو أول حب من اول همسة ....فلم يكن يهمني غمزة لأعجب بها أو قبلة لأغرم بها أو لمسة لأعشقها .....وإنما أعجبت بها في ثانية وأحببتها في دقيقة و عشقتها في ليلة...كنت أنام وأحلم بها وأنهض وأتخيل كل شئ جميل فيها وأسرح في كل دقيقة لأسبح في عشقها الدافئ وعبارات صمتها التي كانت تمزج بين حكايات صمتها الجذاب وكلامها الرنان وقصصها ألشيقة....أحببتها وعشقتها قبل أن أراها لسبب بسيط أنها أذهلتني في كل شئ ....وجدت أنه في كل ليلة أحاكيها فيها يهدأ قلبي من صراخ الحنين لها وكأنه طفل ينتظر أحجية منها قبل كل نومة ويرتاح عقلي من التفكير فيها وتتنهت جوارحي من بحث طال انتظاره ...فعند الأخذ بالكلام معها أجد قلبي يأخذ منبر الحديث من لساني وهو يقول له أنا الأجدر بحبها ...فقد فصلت روحي من جسدي التي أصبحت تسيل دماء أمل تجري في أرض حب تزرع أماني,,, وجردت عقلي من تفكيري الذي أصبح مهموما ومشغولا بها..... لقد أحرقت نهاري في نسمات ليل أصبحت أندس في طياته وأتغطى فيه بحنان كلامها وشوق صمتها الحالك .. وسحبت مني نجوم كانت تتزين لخيال مظلم وأضاءت لي قمر في واقع حب جديد ,,,كنت أعيش في حرب لم تشهدها جنود أحاسيسي ومشاعري فهي ليست كبقية الحروب لأنها معركة لا غالب ولا مغلوب فيها ولا قاتل أو مقتول فيها انما كانت حرب من أجل تنفس الحياة حرب من أجل الحب والأمل ,,حرب من أجل تحرير نفس ذاقت كل أنواع الخداع والكذب ,,