رسائل من المنفى

[روان علي شريف]

رسالة أولى
تعرى النهار وتجرد من ضياءه وبدا الليل أطول، سافرت لوطن غير موجود إلا في آلامي
لأثبت هويتي. أدمنت فيه على هوايتي حتى ساقتني لهاويتي التي حملتني وتحملني بدون
إيضاح إلى كل المساءات الموجعة والمدن الهاربة مني إلى الأطلال فيخيل إلي أنك تسكنيها
مع الأشباح التي لا يراها سوايا.

رسالة ثانية
أكاد أن أختنق، الظرف مستعجل. الموت أكيد والمكان ضيق، وقفت أمام نافذتي ومن وراء
قضبانها صادقت على قرار إدانتي. بعيدا عن كل انتقام وقعت أخطرالأحكام وقالت انه مجرد إعدام.
رمت للبحر بالمفتاح واعتقدت أنها سترتاح.

رسالة ثالثة
أدركت بعد أن ا جتازت الربع الخال أنني الغالي ومهما تعددت أبواب الجحيم لن ندخلها وكما
لجهنم أبواب مفتوحة للأبد على عيون لا تنام فللجنة أيضا أبواب مفتوحة على الدوام فلندخلها
من باب السلام.
أنت يا رقصة الريح وقطعة اللهب الأحمر، يا طعم الوطن والسكر، الله أكبر حلمي لن يتبخر.
سأتذكر يوماعفوك الأخضر ما دمت في عينيك لأشطر . دعيني أحبك أكثر حتى يصبح حبنا
أكبر وأكبر.