عندما قرعت أجراس السابعة بهمس مرتج خافت..و تعالى ضجيج حفيف أوراق الليمون كأنين باهت..و نمقت خفافيش الخبث على أسوار القذارة بكبرياء و غرور لافت..تهاوت شرفات الظلام على زقاق مزقه نزيف العويل و الهلع..و نعال جور جاثم مشدودة بحبال الطمع..بددت تباشير الغروب بشفرات عتمة مهينة مقرفة كلها ولع..لتحاصرني و من جديد جدران الوحدة بقسوة تخرس اللسان و تصم آذاني عن ما كان يشغل سمعي..لتبدأ مراسيم ليلة الصراخ الصراع و الفزع..ويأتي بعدها عامل الانارة بكل لؤم و جشع..يخمد وريد النور الذي شعشع أهدابي و كحل جفوني بالظلمة طيلة ساعات الليل التسع.. ليشتعل مذياع الأرق مغازلا موجات الأثير بوجع..و تشرع سنفونية التحسر الانكسار و الشؤم..بشتل ظفائر الماضي باتقان و حزم..لتذرأ أكاليل ماض حقير زينتها أشواك اللوم..و أضعها بعد على مشارف قبور الذكريات التليدة بألم..عربون احتفال بذكرى أليمة مضت بكلل و سأم..لأسامر بعدها اغصان الليمون كالصنم..أحاول كبت احساسي القاتل بجبن و سقم..واهما أن عبق ثمرات الليمون الصافي سيآزر همي..لكن لا جدوى من محاولات بددها الفشل المرتسم..على صفحات يتيم مزقته شرمذات الوحدة و الظلم..أطفأ فيها لج الليل قناديل أبدية زائلة كالحلم..لأنغمس تارة بين تلك العوالم البالية التي ارتادت شارع البؤس الموحش القاتم..أصارع قطوف السواد الدانية بين شهقات نفسي المتعب الهائم..و تارة أخرى بين صراع أهازيجي المطعونة بسكاكين الأسى و السهام..حتى أسمع بعد طول انتظار صياح الديك المهلل..يصدح بلحن يطرق أوتار روحي البائسة باشراقة الأمل..و يسمح لأحضان الأفق أن تنال شرف النادل المستقبل..لتباشير الصبح النوار المتفائل..و يحتضن بين أحشائه خيوط الشمس بشغف كمشتاق ثمل..نال من الانتظار ما يكفي لينهال بالزغاريد و القبل..فرحا بيوم جديد مكتمل..