![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
وقفة مع الإمام حسن البصري رحمه الله
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() وقفة مع الإمام حسن البصري رحمه الله اسمه ونسبه وأسرته : فقد نطقت المصادر التاريخية بأنه الحسن ابن أبي الحسن يسار البصري نسبة إلى البصرة بالعراق : لأن أسرته – أصلا كانت تقطن ببلدة تدعى ميسان بأسفل البصرة , بينها وبين واسط . وكان والده ( يسار ) يسمى – قبل الإسلام- ب ( فيروز) ثم صار من سبي ميسان هو وزوجه ( خيرة) - أم الحسن- لرجل من بني النجار من الأنصار . ثم اعتق أبوه , وصارت أمه مولاة لأم المؤمنين سيدتنا أم سلمة المخزومية ![]() ![]() ويذكر الذهبي – من جملة الروايات في هذا الصدد أيضا – ان والد الإمام الحسن ![]() ![]() وأما كنية الإمام الحسن ولقبه : فانه كان يكنى بأبي سعيد وعبد الله , كما رزق بنتا , وكان يلقب ب ( شيخ الإسلام ) كما رواه الحافظ الذهبي كما كان يلقب بإمام أهل البصرة . وأما عن مولده : فقد ولد الإمام الحسن ![]() ![]() ![]() وهنا نستشرق أول معالم العظمة من خلال تعرف مولد الإمام الحسن وبيئته الخاصة , حيث ولد في هذا البيت النبوي الكريم في أعطاف العناية الإلهية تظلله رعاية أم المؤمنين , بل وينال الشرف الأعظم من رضاعه منها كما نطقت الروايات الموثقة : فقد روى الحافظ الذهبي عن محمد بن سلام عن أبي عمرو الشعاب بسنده انه قال : ( كانت أم سلمة تبعث أم السحن في الحاجة فيبكي وهو طفل فتسكته أم سلمة بثديها , وتخرجه إلى أصحاب رسول الله ![]() وعن نشأته وتدرجه في مراقي الفلاح وتلقيه عن أئمة أجلاء الصحابة يقول صاحب ( تذكرة الحفاظ ) :- ( نشأ بالمدينة , وحفظ كتاب الله في خلافة عثمان , وسمعه يخطب مرات , وكان يوم الدار ابن أربع عشرة سنة , ثم كبر , ولازم الجهاد , ولازم العلم والعمل , وكان احد الشجعان الموصوفين , يذكر مع قطري بنت الفجاءة وصار كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان : الربيع ين زياد , حدث عن عثمان وعمران بن حصين والمغيرة بن شعبة , وعبد الرحمن بن سمرة , وسمة بن جندب , وجندب البجلي , وابن عباس , وابن عمير , وأبي بكرة , وعمرو بن تغلب وجابر , وطائفة كثيرة ) . لقد نهل الإمام الحسن رضوان الله عليه من ينابيع علوم الصحابة الذين كانوا أوعية العلم والمعرفة , وحملة الإرث المحمدي . لقد روى عنه الحافظ أبو نعيم في الحلية ![]() وكان سيدنا الحسن ممن جمع القرآن الكريم على عهد سيدنا عثمان ![]() وكان بعض أصحاب النبي ![]() ![]() كما روى عن سيدنا قتادة التابعي ![]() ولله در محمد بن سعد إذ قال في طبقاته : ( كان الحسن رحمه الله تعالى جامعا , عالما , رفيعا , فقيها , ثقة , حجة , مأمونا , عابدا , ناسكا , كثير العلم , فصيحا , جميلا , وسيما ) . ونجد من معالم عظمة هذا الإمام مزاوجته بين العلم والعمل , حتى لقد كان على رأس التابعين , وانعقدت له سيادة أهل زمانه , فقد سجل الذهبي هذه السيادة قائلا في ترجمته : ( وكان سيد أهل زمانه علما وعملا ) . بل ان جانب العمل كان أرجح عند الإمام الحسن من جانب العلم الذي كان يطاول عنان السماء , ينبئنا عن ذلك قول ابن العماد : ( وقيل ليونس بن عبيد : أتعرف أحدا يعمل بعمل الحسن ؟ والله ما أعرف أحدا يقولا بقوله , فكيف يعمل بعمله ؟ ) ثم وصفه فقال : ( كان إذا أقبل فكأنه من دفن حميمه , وأذا جلس فكأنه أسير أمر بضرب عنقه , وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له )!! إنه تجسيد حي لشدة خوفه من ربه وخشيته من عذابه , مع انه كان شديد الاجتهاد في طاعة الله تعالى وعبادته , إذ يقول الإمام المناوي في ترجمته من طبقاته . ( .. ثم صار من رؤوس العباد الأخيار , صلى الغداة – أي الصبح – بوضوء العشاء أربعين سنة !!) . لقد كان كبار التابعين يشبهونه بالصحبة , إذ يروي الذهبي عن علي بن يزيد أنه قال : سمعت من ابن المسيب وعروة القاسم وغيرهم : ( ما رأيت مثل الحسن ولو أدرك الصحابة وله مثل أسنانهم ما تقدموه ) . وعن أبي بردة ![]() ![]() ومع ذلك كان الإمام الحسن قمة في التواضع واستقلال قدره بالنسبة للصحابة , حتى كان يقول ![]() لقد كان يراقب الصفوة الذين رباهم النبي ![]() وهنا نقف وقفة لإبراز صوفية الإمام الحسن البصري ![]() ![]() - أما أولا : فقد صرح جمع كبير من أكابر العارفين بالله تعالى بأن الإمام الحسن البصري ![]() - وثانيا : أن مؤرخي التصوف ومصنفي طبقات الأولياء الصوفية قد أفردوه بالترجمة وتناول مناقبه في مصنفاتهم ومناقبهم على انه أحد أعلام الأئمة الصوفية , نجد ذلك في (حلية الأولياء) لأبي نعيم و ( صفة الصفوة ) لابن الجوزي و ( الطبقات الكبرى) للإمام الشعراني , و ( الكواكب الدرية ) للإمام المناوي , وغير ذلك . - وثالثا : تقرير الحفاظ الاثبات من شيوخ السلفية – كابن الجوزي والذهبي – لصوفية الإمام الحسن وتناقل الروايات الدالة على ذلك في مصنفاتهم , فها هو ذا الحافظ الذهبي يقول في ترجمة الإمام الحسن من ( سير أعلام النبلاء ) :- ( وقال أبو سعيد بن ألأعرابي في "طبقات النساك" كان عامة من ذكرنا من النساك يأتون الحسن , ويسمعون كلامه , ويذعنون له بالفقه في هذه المعاني خاصة , وكان عمرو بن عبيد , وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له . وكان له مجلس خاص في منزله لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن , فأن سأله إنسان غيرها تبرم به , وقال : أنما خلونا مع أخواننا نتذاكر , فأما حلقته في المسجد : فكان يمر فيها الحديث , والفقه , وعلم القرآن , واللغة , وسائر العلوم . وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب , وكان منهم من يصحبه للحديث ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان , ومنهم من يصحبه للبلاغة , ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص كعمرو بن عبيد , وأبي جهير , وعبد الواحد بن زيد , وصالح المري , وشميط , وأبي عبيدة الناجي , وكل واحد من هؤلاء أشتهر بحال يعني في العبادة . اترى بعد ذلك التجسيد الحي لجانب التصوف عند الإمام الحسن – ولا سيما من تقرير الحافظ الذهبي – مجالا للشك في اعتداد سيد التابعين من أعلام الصوفية الواصلين ؟؟ - ثم رابعا : روى الحافظ الذهبي و المناوي عن سيدنا قتادة ( التابعي) ![]() ![]() وفي شرح الإمام المناوي لحديث ![]() ![]() ![]() - وخامسا : إن الإمام الحسن ![]() ![]() ![]() ثم إن الإمام الحسن ![]() ![]() ![]() ولقد ربط الإمام الحسن بين مظهر الصوفي – المتمثل- في لبس الصوف – وبين حقيقة الباطنة حيث قال ![]() وقيل له ذات يوم : ما سبب لبسك الصوف ؟ فسكت , فقيل له : ألا تجيب ؟ قال ![]() - سادسا أن أئمة من المحققين من الصوفية نصوا على انتهاء إسنادهم في الطريق إلى سيدنا الحسن البصري ![]() ![]() ![]() ففي تبيان الأمام نور الدين الحلبي – صاحب السيرة – الحلبية لسند طريقة سيدي أحمد البدوي ![]() ![]() وكذلك حقق بعض العلماء الجهابذة المعاصرين صحيحة انتهاء بعض سلاسل الطرق الصوفية إلى سيدنا علي ![]() ![]() الفرع الأول : الذي يبدأ من الرسول الأعظم ![]() ![]() والفرع الثاني : يبدأ من حضرة سيد الخلق ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() والفرع الثالث : يبدأ من حضرة النبي ![]() ![]() ![]() -ثم سابعا : من ادل الدلائل على صوفية الإمام الحسن البصري ![]() كما عرفها الولي بأنه العارف بالله تعالى وبصفاته حسب الإمكان , المواظب على الطاعات المجتنب المعاصي , المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات المباحة . وقد اشتهرت عن الإمام الحسن البصري ![]() ![]() فمن الكرامات التي تناقلتها المصادر الموثقة عن الإمام الحسن البصري ![]() إنها كرامة المكاشفة بأمور الآخرة , نظير مكاشفة سيدنا حارثة حيث قال ( .... وكأني انظر إلى هل الجنة يتزاورون فيها , وكأني اسمع عواء أهل النار , فقال أي النبي ![]() ![]() ![]() ومن كراماته أيضا ما ذكره الذهبي في ترجمته قائلا ( .... ويروى أنه أغمى عليه , ثم أفاق إفاقة فقال : لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم ) . ومن كراماته ايضا : ما سجله الإمام النبهاني في جامع الكرامات , قائلا : ( قال الشيخ علوان الحموي في ( نسمات الأسحار ) : لما بلغ الحسن قتل الحجاج لسعيد بن جبير : قال اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج , فما بقى الا ثلاثا حتى وقع في جوف الاكلة والدود فمات , وهذه من كرامات الحسن البصري ) . ومن كراماته كذلك : ما نص عليه في (جامع الكرامات) بقوله ( ومن كراماته _ أي الحسن البصري – انه كان ممن يصلي الصلوات الخمس بمكة – يعني وهو في البصرة تطوى له الأرض , فهو من أهل الخطوة ) !! ثم من الكرامات المأثورة له : ما ذكره الإمام المناوي ![]() هذه طائفة من كرامات هذا الأمام العارف بربه تشهد بتحقق صوفيته وولايته , ويتبقى لنا ان نتسائل عن المشرب الصافي والمنهج السلوكي والتحققي الذي تحقق به الامام الحسن البصري وارتقى به مكانة شامخة في قمة عصر التابعين وصار به امام للصوفية من بعده الى عصرنا هذا ؟؟ ان هذا المنهج الذي يسفر عنه البحث في حياة الامام الحسن الحسن وسلوكه وأقواله واشاراته يتراءى لنا مرتكزا على اربعة اسس رئيسية الا وهي :- المعرفة والزهد في الدنيا , الخوف , والعمل للمشاهدة على أساس من تزكية النفس وصلاح القلب . اما الأساس الأول – وهو أساس المعرفة- فعليه تبني بقية الأسس , إذ لا زهد ولا خوف , ولا عمل للمشاهدة الا بعد الفقه والتبصر والتفكر السديد في حقائق الأمور , ولقد كان الإمام الحسن ![]() وقد مر بنا قول الحافظ الذهبي فيه ( وكان سيد زمانه علما وعملا ) , كما روى عن أبي قتادة أنه قال : ( ما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه – يعني الحسن -) . وقد كان سيدنا عمر بن عبد العزيز ![]() ولقد رصد العلماء والمفكرون للإمام الحسن انه كان مؤسس ( علم القلوب والخواطر ) وهو ما سماه الباحثين المحدثون ب ( السيكيولوجية التنسكية ) وهي المبادئ التي قامت عليها العديد من الطرق الصوفية , وصرح بعضهم بان الامام الحسن كان قطب الغوث في زمانه . وقد مر بنا ان أبا سعيد الإعرابي قال ( لم يبلغنا أن أحدا تكلم في هذه المذاهب – يعني في أحوال النفس – ودعا اليها , وزاد في بيانها وترتيبها وصفات اهلها مثل الحسن البصري ) . وأما الأساس الثاني – وهو الزهد – فانه من المقطوع به عند العلماء والباحثين في التصوف : ان الامام الحسن البصري وهو مؤسس مدرسة الزهد في عصر التابعين , وقد روى الحافظ ابو نعيم عن علقمة بن مرثد ![]() ولقد كان من روائع حكم الامام الحسن ونصائحه في الزهد قوله ( إن الدنيا دار عمل , من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها , ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأجحف بحظه من الله ![]() وكانت حياته مرآة لقوله في الزهد , اذ يروى الذهبي , عن مطر انه قال ( دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء , لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير الا سرير مرمول هو عليه ) . وكان ![]() ![]() وأما الأساس الثالث فهو الخوف والحزن , ولقد كان الامام الحسن مضرب المثل في خوفه وخشيته وطول حزنه , حتى لقد روى ابن الجوزي عن يزيد بن حوشب أنه قال ( ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز : كان النار لم تخلق إلا لهما ) . وكان الإمام الحسن ![]() وروى ابن الجوزي أيضا عن حفص بن عمر انه قال : بكى الحسن , فقلنا له ما يبكيك ؟ فقال ( أخاف ان يطرحني غدا في النار ولا بيالي ) انه الخوف العمري بروعته وجلاله ! واما الاساس الرابع : فانه العمل الدؤوب على اساس من تطهير النفس وصلاحية القلب توقا إلى مشاهدة الله ![]() - لقد ربط الإمام الحسن ![]() -وكانت عظاته في الحث على العمل تقع على القلوب الحية كالصواعق , فمنها قوله ( عجبا لقوم امروا بالزاد ونودي بالرحيل فيهم وحبس أولاهم عن آخرهم وهم قعود يلعبون !! ابن آدم : السين تحد والتنور يسخر , والكبش يعلف , كفى بالتجارب وبتقلب الأيام عظة وبذكر الموت زاجرا عن المعصية , ذهبت الايام وبقيت الآثام قلائد في الأعناق ) !! وكان يروى ![]() وفي فضل العبادة ولانقطاع إلى الله تعالى كان يقول ك ( من انقطع إلى الله في مسجد للذر والصلاة اقام الله له الدنيا خادمة ) . وقال : ( المقيم في مسجد مرابط على طاعة الله يدفع الله به وبدعائه البلاء عن العباد و البلاد ) انه تجسيد لفضل العبادة وتصريح من الإمام الحسن بمشروعية التوسل بالصالحين . ولكن ما الغاية التي يقصدها الإمام الحسن بالعبادة ؟ أهو نعيم الجنة ؟ انه هدف أعلى وأسمى من ذلك : انه نعيم المشاهدة , وفي ذلك يقول الإمام الحسن سيد التابعين : ( لو علم العابدون انهم لا يرون ربهم يوم القيامة لماتوا ) . لقد احسن الدكتور إبراهيم بسيوني في تعليقه على هذا الأثر بقوله : ( فمشاهدة الله إذا مطمع هذا العابد , لا الجنة بغرفها , ولا النار بلظاها , ورؤية الحبيب أمل يداعب الصوفية ويفنون في سبيله أعمارهم . وهكذا يمكن من تتبع منهج الحسن ان تجد عنده اصدق تطبيق عملي لما في الإسلام من تصوف خلال هذ العصر , ولهذا يعد كثير من الباحثين واضع أصول التصوف . اجل : إنها المشاهدة التي هي مرتجى كل محب لله تعالى , يقول مولانا القطب الشعراني ![]() ![]() تلك غاية الصفوة الذين طهرت قلوبهم من الهوى بتصحيح العمل لله والتحرر من اسر النفس والشيطان , ولقد وصف الإمام الحسن – حكيم القلوب والنفوس – الدواء للتغلب على العدوين الأكبرين قائلا ( يستعان على دفع وسوسة إبليس بالذكر والقراءة , والنفس : بالصوم والصلاة والمجاهدة والرياضة ) . وإذا صح القلب وطهرت النفس كان لشوق إلى اللقاء والحنين الى رسول الله ![]() ![]() ![]() هذا هو الإمام الحسن البصري ..لقد لقي ربه ![]() وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . منقول بتصرف
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc