الصفحة الخامسة
نماذج من الصابرين
إمام الصابرين: إن الصبر سمة من سمات صفوة الله من خلقه الأنبياء والمرسلين، وهذا نبينا r إمام الصابرين قد لقي من قومه أشد أنواع الأذى فصبر على ما لقي، وبذل من الجهد في سبيل نشر هذه الدعوة ما بذل.
فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه وقد سئل عن أشد ما صنعه المشركون بالنبي r فقال: بينما النبي r يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي r وقال: }أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ{ [غافر: 28] ([1]).
ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله r يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس. فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيضعه على كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي r وضعه بين كتفيه، وجاءت فاطمة فأخذته عن كتفيه، ودعت على من صنع ذلك ([2]).
ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله r : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: «لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فجاء ملك الجبال فسلم ثم قال: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله r : «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده وحده ولا يشرك به شيئًا»([3]).
على خشبة الموت: هذا خبيب بن عدي رضي الله عنه وأرضاه أمسك به المشركون من قريش وأسروه، ثم جاءوا به ليقتلوه ويصلبوه على جذع نخلة بمكة، فتلفت وما حوله إلا شانئ معاند مبغض، وهو رجل وحيد أعزل مكبل بالقيود ليضرب الآن بالسهام، فما الذي كان؟! استأذنهم أن يصلي ركعتين، فصلى ركعتين، ومن ذلك سنت صلاة ركعتين عند القتل، ثم قام فتلفت إليهم تلفت المؤمن الصابر الواثق بنصر الله عز وجل وهو يقول ([4]):
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا
قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وكلهم مبدي العداوة جاهد
علي لأني في وثاق بمضبع
وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم
وقربت من جذع طويل ممنَّع
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي
وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبرني على ما يراد بي فقد بضعوا لحمي وقد يأس مطمعي
وقد خيروني الكفر والموت دونه
وقد هملت عيناي من غير مجزع
وما بي حذار الموت إني لميَّت
ولكن حذاري حجم نار ملفع
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع
ولست بمبد للعدو تخشعًا
ولا جزعًا إني إلى الله مرجعي
ماشطة ابنة فرعون: أورد الإمام أحمد رحمه الله في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r:«لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت عليَّ رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها، قال: قلت: وما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذا سقط المشط من يدها فقالت: باسم الله، فرفعت البنت رأسها وقالت: أبي الله؟ قالت: بل ربي وربك ورب أبيك الله رب العالمين، فقالت: أخبر والدي بهذا؟ فقال: أخبريه. فجاءت لأبيها وقالت: الماشطة تقول كذا وكذا، فدعاها فقالت: نعم، ربي وربك الله رب العالمين، وكان لها ثلاثة أطفال فأحضر الطاغية الجبار قدرًا نقره من نحاس، فأوقد عليها حتى أصبحت جمرة حمراء تتلهب، ثم أخذ ابنها من على كتفيها ليلقيه في القدر فينحمس فيه كما تنحمس الحبة، وما هي إلا لحظة، حتى يتجمع فيصبح فحمة سوداء، فتقول له بكل ثبات: لي إليك حاجة، قال: و ما حاجتك؟ قالت: أن تجعلني وأولادي وعظام أولادي في قبر واحد، قال: ذلك لك علينا من الحق أي لا مانع، ثم يأخذ الآخر ويجره وقد أمسك بثوبها فيلقي به في القدر، أي صبر هذا؟ ثم أمر بها، فلما قربت تقاعست فقال لها ابن معها صغير: يا أماه اصبري فإنك على الحق، فألقت بنفسها في النار، ثم أخذ الثالث فألقى به على إثرها» ([5]).
}وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ{ [الفجر: 10-13].
ألم تر أن الله أظهر دينه
وصب على الكفار سوط عذاب
وقد أدرك فرعون شؤم هذه الفعلة الشنعاء وما ماثلها من الأفعال الشنيعة التي تجلى فيها طغيانه، فإذا الله عز وجل يأخذه أخذ عزيز مقتدر: }وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ{ [هود: 102].
إمام أهل السنة:
إنه الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة، صار مثلاً رائعًا يضرب به المثل في الصبر على الحق، فلقد أعطي من الصبر واليقين ما نال به الإمامة في الدين، فقد تداوله ثلاثة خلفاء يسلطون عليه من شرق الأرض إلى غربها من أجل "القول بخلق القرآن" ومعهم من العلماء المتكلمين والقضاة والوزراء والولاة ما لا يحصيه إلا الله؛ فبعضهم تسلط عليه بالحبس وبعضهم بالتهديد، وبعضهم يعده بالقتل وبغيره من الرعب، وبعضهم بالترغيب في الرياسة والمال.
وبعضهم بالنفي والتشريد من وطنه، وقد أدخل السجن وامتحن امتحانًا ما شهد له مثيل؛ فقد ضرب بالأسواط حتى أغمي عليه، فلما أفاق يومًا من إغمائه صلى الظهر والدم يسيل في ثوبه، فقيل له في ذلك، فقال:" قد صلى عمر رضي الله عنه وجرحه يثعب دمًا". وأثقلت يداه بالحديد، وتصبر على الجوع والعطش، كل ذلك من أجل مبدئه ومنهجه، وقد خذله في ذلك أهل الأرض حتى أصحابه من العلماء والصالحين، وهو مع ذلك لا يجيبهم إلى كلمة واحدة مما طلبوا منه، وما رجع عما جاء به الكتاب والسنة، وما كتم العلم ولا استعمل التقية ، بل قد أظهر من سنة رسول الله r وآثاره ما دفع به البدع المخالفة لذلك ما لم يتأت لعالم من نظرائه، وقد انتقم الله له من بعض أعدائه باستجابة دعوته في شيخ المعتزلة أحمد بن أبي دؤاد، فشل نصف جسمه وسلم الآخر، فقيل لابن أبي دؤاد: كيف حالك؟ فقال: أما جسدي هذا فوالله لو وقع عليه ذباب كأن القيامة قامت، وأما جسدي هذا فوالله لو قطع بالمناشير قطعة قطعة، ما أحسست به.
ونصر الله إمام أهل السنة والجماعة لصبره على منهجه، وتحمل من الأذى الشيء الكثير من أجل نصرته لهذا الدين ([6]).
أضحى ابن حنبل منحة مرضية
وبحب أحمد يعرف المتنسك
وإذا رأيت لأحمدٍ متنقصا
فاعلم بأن ستوره ستُهَتَّك
الصفحة السادسة
نقائض الصبر
للصبر عدة نقائض منها على سبيل المثال:
1- الجزع: قال تعالى: }إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ{ [المعارج: 19-22].
قال عمرو بن بكير:
صبرت فكان الصبر خير مغبة
وهل جزع يجدي عليَّ فأجزع
وقال الإمام الشافعي:
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
2- الغضب: قال تعالى: }وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ{ [الشورى: 37] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه وقت الغضب»([7]).
3- الاستخفاف: قال تعالى: }فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ{ [الروم: 60].
4- الاستعجال: قال تعالى: }فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ{ [الأحقاف: 35] فاستعجال النتائج والخطوات واستعجال العذاب الذي ينزل بالكافرين كل ذلك نقيض للصبر، والله تعالى أمر رسله الكرام بالصبر ونهاهم عن الاستعجال، ولهذا جاء في الصحيحين من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه أن الصحابة اشتكوا إلى رسول الله r وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فجلس محمرًا لونه ثم قال: «إن فيمن كان قبلكم كان يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض حفرة ويجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيجعل فرقتين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، لا يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون» ([8]).
اصبر وكن بالله معتصمًا
لا تعجلن فإن العجز في العجل
5- اليأس: قال تعالى: }إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ{ [يوسف: 87]. أما المؤمنون فصابرون مؤمنون بوعد الله تعالى، لا يجد اليأس إلى قلوبهم سبيلاً:
اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه
لا تيأسن فإن الفارج الله
6- الجزع عند لقاء العدو: لقوله r كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه «لا تمنوَّا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا»([9]).
8- العمل بدعوى الجاهلية: ومن ذلك شق الثياب، ولطم الخدود، والنياحة على الميت: ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» ([10]).
الصفحة السابعة
الأسباب المعينة على الصبر
1- تقوى الله في السر والعلن: قال تعالى: }وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا{ [الطلاق: 2] نعم إذا اتقيت الله تعالى باتباعك أوامره واجتنابك نواهيه ,بأن يراك في مكان قد أمرك به، وألا يراك في مكان قد نهاك عنه؛ جعل لك مخرجًا من كل سوء، ومن كل فتنة وبلاء، وأعانك على ذلك بالصبر.
2- الاسترجاع: قال تعالى: }وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{ [البقرة: 155-157] .
وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله r يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها».
قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله r ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله r ([11]).
3- تذكر مصاب الآخرين: فإن ذلك يهون عليك مصابك ويعينك على الصبر.
قال أبو العتاهية:
اصبر لكل مصيبة وتجلد
واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها
فاذكر مصابك بالنبي محمد
4- مرافقة الصالحين ومجالستهم: وإن لم يكن منك إلا محبتهم فقط فإن ذلك يعينك على الصبر.
قال الإمام الشافعي:
أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
وإن كنا سواء في البضاعة
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
6- تذكر الموت والمال إلى الدار الآخرة: قال تعالى: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ{ [آل عمران: 185] وقال r: «أكثروا من ذكر هازم اللذات»([13]) فعلى المسلم أن يكثر من ذكر الموت ، ويتصبر بذكره على المصائب التي تحل به والابتلاءات.
الموت باب وكل الناس داخله
يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
8- الدعاء سلاح المؤمنين: قال تعالى: }رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{ [البقرة: 250].
الصفحة الثامنة
من ثمرات الصبر
1- دخول الجنة: قال تعالى: }وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا{ [الإنسان: 12].
2- النصر على الأعداء: قال تعالى: }بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ{ [آل عمران: 125] وقال r: «واعلم أن النصر مع الصبر» ([14]).
3- محبة الله للعبد: قال تعالى: }وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ{ [آل عمران: 146].
4- المغفرة والأجر الكبير: قال تعالى: }إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{ [هود: 11].
5- الإمامة في الدين: قال تعالى: }وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ{ [السجدة: 24].
6- إطلاق البشري لأهل الصبر: قال تعالى: }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{ [البقرة: 155].
7- أن الصابر لا يزال مستضيئًا بنور الهداية: مستمرًا على الصواب مع ما في ذلك من حصول الأجر والثواب، وذلك مصداقًا لقوله ص: «والصبر ضياء» ([15]).
8- إن الله مع الصابرين بهدايته ونصره: قال تعالى: }إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{ [البقرة: 153].
وفيه تقرير لاعتقاد أهل السنة والجماعة وهو إثباتهم لمعية الله عز وجل الخاصة والعامة، ومن الخاصة تولِّي الله للصابرين حيث تكفل بعنايتهم وحفظهم.
الصفحة التاسعة
أحاديث ضعيفة في الصبر ([16])
1- الصبر ثلاثة: فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر على المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض. و من صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرض إلى منتهى الأرضين السبع، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش مرتين. (ابن أبي الدنيا في "فضل الصبر"، وأبو الشيخ في "الثواب" علي .
2- انتظار الفرج بالصبر عبادة (ابن جميع في "معجم الشيوخ" والقضاعي في "مسند الشهاب" ) عبد الله بن عمر وأنس.
3- الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، (فر) أنس (هب) علي موقوفًا.
4- الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. (حل، هب) ابن مسعود.
5- الصبر والاحتساب أفضل من عتق الرقاب، ويدخل الله صاحبه الجنة بغير حساب (طب) الحكيم بن عمير الثمالي.
6- الصبر عند الصدمة الأولى، والعبرة لا يملكها أحد: صبابة المرء على أخيه(ص) الحسن مرسلاً.
7- الصبر رضا (الحكيم وابن عساكر) أبو موسى.
8- "من ابتلي فصبر، وأعطى فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر" ثم سكت. قالوا: ما له يا رسول الله؟ قال: "أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" ([17]) طب عن سخبرة.
الخاتمة
أسأل الله العليم العظيم أن يجعلنا من الصابرين، وأن يدخلنا جنته جنات النعيم، وأن يعيذنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد وآله وأصحابه وسلم.
([1]) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي r وأصحابه من المشركين بمكة انظر الفتح (7/203).
([2]) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار. انظر الفتح (7/202) ومسلم كتاب الجهاد والسير. انظر الشرح للنووي (12/151).
([3]) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي r من أذى المشركين والمنافقين، انظر الشرح للنووي (12/154).
([4]) انظر الأبيات في البداية والنهاية (4/69).
([5]) أخرجه أحمد في المسند (1/309) برقم (2822) وانظر البداية والنهاية (1/308).
([6]) انظر سير أعلام النبلاء (11/232) بتصرف.
([7]) أخرجه البخاري في كتاب الأدب ،باب الحذر من الغضب .انظر الفتح (10/535)
([8]) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي r وأصحابه من المشركين بمكة، انظر الفتح (7/202).
([9]) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب كراهة تمني لقاء العدو، وانظر الشرح للنووي (15/54).
([10]) أخرجه البخاري في الجنائز باب ليس منا من لطم الخدود انظر الفتح (3/195).
ومسلم في الإيمان باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب. انظر الشرح للنووي (2/109).
([11]) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة، انظر الشرح للنووي (6/220).
([12]) أخرجه الحاكم في كتاب الرقاق (4/349) (314) وقال: صحيح الإسناد.
([13]) أخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له (2/1422) (4258) والنسائي (4/4) والترمذي (4/553) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/264).
([14]) تقدم تخريجه (13).
([15]) تقدم تخريجه (14).
([16]) انظر هذه الأحاديث في ضعيف الجامع الصغير (516-517) وسلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، وأثرها السيئ في الأمة للعلامة محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله.
([17]) النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة (99) لأبي إسحاق الحويني.